كان بيرلو نجم ميلان السابق، يعتبر البرازيلي جونينيو قدوته فيما يتعلق بتسديد الركلات الحرة، خاصة أن الأخير الأكثر تسجيلًا منها في تاريخ كرة القدم برصيد 77 هدفًا.
عندما يحتسب الحكم ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء، ويتقدم جونينيو نجم ليون السابق، لتسديد الكرة، كان الخصوم يستعدون لالتقاط الكرة من الشباك والذهاب بها إلى منتصف الملعب. لكن ما السر وراء ذلك؟
لم يشعر بيرلو بالخجل أبدا، عندما صرح أنه تعلم تسديد الركلات الحرة من جونينيو، رغم أن الثنائي لعب في نفس الفترة تقريبًا.
بيرلو يحكي في كتاب سيرته الذاتية "أنا أفكر إذن أنا ألعب"، أنه شاهد العديد من مقاطع الفيديو لجونينيو وهو يسدد ركلات حرة، وحاول تقليده أكثر من مرة، لكن دون فائدة.
بعد نهاية المران الرئيسي لميلان، كان بيرلو يجمع بعض الكرات، ويبدأ التدرب على الركلات الثابتة، لكنه يخطىء المرمى مرارًا وتكرارًا، وأحيانًا يطيح بالكرة خارج الملعب.
هذا الأمر أثار امتعاض عامل المخازن في ميلان، بسبب ضياع بعض الكرات، نظرا لأن بيرلو كان يمنحها كهدايا للشباب الموجودين خارج ملعب التدريب.
رغم ذلك، أصر بيرلو على المحاولات يومًا تلو الآخر، لكنه لم يصل لنتيجة إيجابية أبدًا، لا تزال الكرات لم تعانق الشباك. فما السر يا جونينيو؟

السر في الحمام
في يوم ما، وبعد تركيز شديد داخل الحمام، اكتشف بيرلو سر اللغز أخيرًا، مثلما ذكر في سيرته الذاتية.
توصل بيرلو إلى أن الحل لا يكمن في مكان الكرة، بل كيف يسددها، واكتشف أن جونينيو قدوته يسدد بثلاثة أصابع فقط في قدمه.
ذهب بيرلو في اليوم التالي إلى مقر تدريبات ميلان، ووعد عامل المخازن هذه المرة، أنه لن يضيع أي كرة أبدا، وسيجدها كلها داخل الشباك.
بالفعل سدد بيرلو أول كرة بالطريقة التي اكتشفها، وسكنت الشباك، لكن النجم الإيطالي أراد أن يثبت لنفسه بأنها الكرة الأولى لم تأت بالحظ.
بيرلو سدد 5 مرات متتالية، والكرة سكنت الشباك في كل مرة، في زاوية صعبة على أي حارس مرمى سيكون أمامه في المباريات. هنا فقط انفرجت أسارير عامل المخازن.
أستاذ الضربات الحرة
أتقن بيرلو تسديد الركلات الثابتة، وبات يسجل منها العديد من الأهداف سواء مع ميلان أو يوفنتوس أو منتخب إيطاليا، لأنه اكتشف سر جونينيو ملك الضربات الحرة.
فعندما سئل جونينيو عن بيرلو وما فعله ليتقن تسديد الضربات الحرة على طريقته، رد النجم البرازيلي قائلا: "بيرلو أستاذ الضربات الحرة، ولا يحتاج للتعلم مني".
اعتزل بيرلو عام 2017 تاركًا خلفه إرثًا رائعًا من الركلات الثابتة التي اكتشف سرها.
وقال عنها في كتابه: "التسديد بثلاثة أصابع من الأسفل، والقدم تبقى ثابتة حتى تركل الكرة بقوة، بتلك الطريقة تبقى الكرة ثابتة في الهواء، فجأة يتغير مسارها سريعا داخل المرمى، هذا سر تسديداتي. شكرا جونينيو، شكرا يا حمام".