يحفل عالم الرياضة، بالكثير من القصص التي شكلت التاريخ، على مدار عشرات السنين، والتي ستظل حديث الجميع.
وفي حلقات متتالية يقدم "كووورة" أبرز القصص التي يحفل بها تاريخ الرياضة.
وحلقة اليوم عن مباراة تاريخية بين الأرجنتين وإنجلترا في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم لعام 1986 بالمكسيك وعلاقتها بحرب الفوكلاند.
بعد حوالي ثلاثة أشهر، وقع القادة الأرجنتينيون على الاستسلام في مواجهة القوات العسكرية البريطانية، التي كانت تتمتع بموارد من التحالف العسكري الدولي الناتو.
وتم إحصاء 649 ضحية أرجنتينية، وظل الصراع بين البلدين مشتعلا وسط مطالبات مستمرة بالحصول على السيادة، ومخاوف من اندلاع حرب جديدة.

حرب جديدة
شاء القدر أن يتواجه البلدان من جديد في حرب مختلفة، وهذه المرة كانت فوق المستطيل الأخضر، وتحديدا بعد الحرب بأربعة أعوام.
وجمعت مباراة من أكثر المباريات المشحونة سياسيا طرفي النزاع الأرجنتين وإنجلترا في الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم لعام 1986 بالمكسيك.
كانت المدرجات مشتعلة بين جماهير البلدين حيث طغت الأحداث السياسية على التشجيع والهتافات وهو ما انتقل إلى ملعب المباراة.
وسيطر الحماس الشديد على اللاعبين فوق أرضية الميدان خاصة الأسطورة مارادونا الذي وصف بالجندي المقاتل في هذه المواجهة التاريخية.
حاول مارادونا تهدئة الأجواء قبل اللقاء حيث صرح بأن المباراة مجرد حدث رياضي لا علاقة لها بالسياسة، لكنه أول من خالف ذلك.
قاتل مارادونا وتعرض لتدخلات قوية، لكن الجندي صاحب الرقم 10 لعب بحماس منقطع النظير واستطاع أن يسجل هدفا هو الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المونديال حيث كان بيده لكن الحكم لم ينتبه وتم احتسابه.
كما نجح مارادونا في تسجيل هدف آخر يصنفه الكثيرون بالأفضل في التاريخ، بعد أن راوغ اللاعبين الإنجليز من منتصف الملعب وحتى هز الشباك.
وانتهت المباراة بنتيجة 2/1 لصالح الأرجنتين، التي ثأرت لخسارتها في الحرب السابقة، بانتصار تاريخي فوق المستطيل الأخضر، ثم أكملت مشوارها للتتويج باللقب العالمي.