تسبب رئيس نادي ستيوا بوخارست الروماني، جيجي بيكالي، الأسبوع الماضي، في صدمة عارمة لا يزال تأثيرها مستمرا، عندما أصدر تصريحات صُنفت بأنها "مسيئة للمرأة الرومانية ولمنظومة كرة القدم النسائية".

وكان بيكالي رفض فكرة تأسيس فريق للسيدات بالنادي، عبر حواره مع القناة الرومانية "برو إكس" ليصرح بالقول: "لا يمكن القيام بأشياء ضد إرادة الله، إذا تحقق هذا الأمر سأترك كرة القدم، كيف يمكن لامرأة أن تلعب كرة القدم؟".

وأضاف: "لم تُخلق للعب كرة القدم، جسدها لا يصلح، الأنثى خُلقت لتكون جميلة، لجذب الجنس الآخر".

ويكشف تصريح رئيس أكبر أندية كرة القدم في رومانيا، الجانب الثقافي لبيئة كرة القدم النسائية في البلاد والتي لا تزال تواجه الضعف والتهميش.

ولا تزال الأندية العملاقة الثلاث (كلوج - ستيوا بوخارست - دينامو بوخارست) ترفض تأسيس فرق نسائية، والسير على خطى الأندية الأوروبية الكبرى كبرشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

وتبقى منافسات الدوري الروماني للسيدات بعيدة عن اهتمام الأندية الرومانية الكبرى، حيث انطلق الدوري لأول مرة في 1990، ليشهد مشاركة بعض الفرق من الجامعات، كفريق جامعة جالاتي، وجامعة أليكساندريا، مع وجود فرق نسائية خاصة كفريق أولمبيا كلوج، الذي يتزعم الدوري برصيد 8 ألقاب متتالية بدأت مند 2011/2010.

كما أن احتكار فريق واحد لقب الدوري للسيدات 8 مرات متتالية، ساهم في قتل المنافسة، لينعكس سلبيا على منتخب رومانيا للسيدات، الذي فشل حتى الآن في التأهل إلى كأس العالم للسيدات، وأيضاً كأس أمم أوروبا للسيدات.

ضعف حال كرة القدم النسائية في رومانيا لا يختلف كثيرا عن أحوال دول الجوار، دول منطقة شرق أوروبا" أقليم البلقان"، كبلغاريا وألبانيا وصربيا وسلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا ومونتينيجرو والبوسنة، حيث لم تتمكن منتخباتها النسائية من التأهل أيضا إلى كأس العالم للسيدات وكأس أمم أوروبا للسيدات.

وتتفق جميع دول البلقان مع رومانيا في غياب دور الأندية العملاقة في دعم الكرة النسائية، كعدم وجود فريق نسائي من دينامو زغرب الكروتي، وليفسكي صوفيا البلغاري، ليكون فكر تلك الأندية الكبرى مقارب لفكر رئيس ستيوا بوخارست.