وضع الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب المنتخب السعودي، اتحاد كرة القدم، في ورطة مع الجماهير؛ بسبب تراجع نتائجه منذ توليه المهمة الفنية في أغسطس/ آب الماضي.

مانشيني فشل في تقديم أوراق اعتماده للجماهير السعودية، حيث تعرض لانتقادات حادة بعد وداع كأس آسيا من الدور ثمن النهائي، قبل الظهور الصادم في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026.

البداية كانت بالسقوط في فخ التعادل أمام إندونيسيا في الجولة الأولى على أرضه ووسط جماهيره، بنتيجة (1-1)، ولكنه صحح الأوضاع قليلا بفوز قاتل أمام الصين خارج الديار (2-1).

وارتفعت أصوات الجماهير مرة أخرى للمطالبة برحيل مانشيني، بعد الخسارة الصادمة أمام اليابان، أمس الخميس، بنتيجة (0-2)، ليتجمد رصيد "الأخضر" عند 4 نقاط في المركز الثالث.

وطالبت الجماهير بإقالة مانشيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الهجوم الإعلامي الكبير على المدرب والاتحاد السعودي لكرة القدم.

ولكن رغم هذه الانتقادات، خرج ياسر آل مسحل، رئيس الاتحاد السعودي، بتصريحات عقب المباراة، أكد خلالها استمرار مانشيني على رأس القيادة الفنية للأخضر خلال الفترة المقبلة، وهو ما فجر غضب الجماهير.

وبالنظر إلى الموقف الحالي، فإن مانشيني وضع الاتحاد السعودي في ورطة مع الجماهير، حيث إن صناع القرار يدركون أن إقالته في الوقت الحالي لن تفيد "النسور الخضراء"، بسبب ضيق الوقت وصعوبة تطبيق أسلوب لعب جديد.

وبالإضافة للخوف من إقالته والتي سينتج عنها دفع الشرط الجزائي الضخم في عقده، بعد حصوله على أكثر من 18 مليون يورو خلال الفترة الماضية.

صحيح أن الاتحاد السعودي لم يكشف قيمة الشرط الجزائي، ولكن من المتوقع أن تكون مرتفعة، بالنظر إلى لراتبه الضخم والذي يصل إلى 18 مليون يورو سنويا، بحسب ما ذكرته العديد من المصادر.

غير ذلك، فإن الاتحاد السعودي سيجد صعوبة كبيرة في إيجاد بديل مناسب لمانشيني، وذلك لأن مهمة تدريب المنتخب تختلف كثيرا عن الأندية في عملية الإعداد لمرحلة معينة والتعرف على القوام الأساسي للمنظومة والأجواء بشكل عام.

ويتطلب ذلك الحصول على بعض الوقت من أجل تحقيق النتائج المنتظرة، وبناء على ذلك فإن الخيار المناسب هو بقاء مانشيني وتحسين المستوى، بهدف الخروج من الأزمة الحالية.

وبالتالي، فإن اختيار مانشيني من البداية وضع الاتحاد السعودي في ورطة مع الجماهير بسبب صعوبة تغييره حاليا، نظرا للأسباب المذكورة.