يمر مانشستر يونايتد بفترة انتقالية هذه الآونة، حيث يقود المدرب النرويجي أولي جونار سولسكاير ثورة تتطلب صبرا طويلا من أجل استعادة هيبة الفريق وتألقه، ومن ثم المنافسة على البطولات من جديد.

هذه الثورة ترتكز أساسا على العنصر الشاب، وكثير من اللاعبين الذين سيعتمد عليهم المدرب في الفترة المقبلة، هم من أبناء النادي الذين تخرجوا من أكاديميته.

سيجد سولسكاير نفسه مرغما على الاستعانة ببعض هؤلاء اللاعبين في مباراة الفريق المقبلة مساء الإثنين أمام آرسنال في ختام الجولة 7 من الدوري الإنجليزي الممتاز، أمام فريق يسير هو الآخر على طريق مماثل بقيادة المدرب الإسباني أوناي إيمري.

وتضم صفوف آرسنال مجموعة كبيرة من اللاعبين الشبان الذين حجز بعضهم مكانا أساسيا في تشكيلة الفريق، في وقت ينتظر فيه آخرون فرصتهم لإبراز قدراتهم.

ظروف استثنائية

كان سولسكاير واضحا عندما بيّن قبل بداية الموسم أنه يريد منح أبناء النادي فرصة للتعبير عن أنفسهم مع الفريق، وحتى الصفقات التي ضمها خلال الصيف، عبرت بقوة عن توجهات المدرب النورويجي، من خلال التعاقد مع الشابين أرون وان-بيساكا من كريستال بالاس، ودانييل جيمس من سوانزي سيتي.

لكن هذا التحول داخل فريق بحجم وعراقة يونايتد، لا يمكن أن يتم فجأة، بل يحتاج للتدرج، شيئا فشيئا، وهو ما حدث فعلا قبل أن تتوالى الإصابات، الأمر الذي أجبر سولسكاير على الاستعانة بخدمات اثنين من اللاعبين الشبان المميزين في خط الهجوم.

الأول هو الهولندي "الأشعث" تاهيث تشونج، وهو لاعب صاحب قدرات هجومية فذة، لا يخشى الالتحام مع الخصوم، كما يتمتع بجرأة شديدة عند امتلاك الكرة من أجل اختراق دفاعات المنافسين.

أما اللاعب الثاني فهم المهاجم مايسون جرينوود الذي لم يكمل بعد عامه الـ 18، وهو الذي سيستفيد على الأرجح أمام آرسنال، جراء إصابة ماركوس راشفورد وأنتوني مارسيال، الأمر الذي يجعله المهاجم الوحيد المتاح في التشكيلة حاليا.



وبرهن جرينوود على قدراته، عندما سجل هدف فوز يونايتد في مرمى أستانا الكازاخستاني (1-0) في مسابقة الدوري الأوروبي، قبل أن يضيف هدفا ثانيا في مرمى روتشديل بمسابقة كأس الرابطة.

إلى جانب تشونج وجرينوود، ينتظر جيمس جارنر فرصة في خط الوسط، وهو لاعب يتوقع له مسؤولو النادي مستقبلا مبهرا.

كما أن خيار الاستعانة بالجناح البرتغالي الأصل أنخيل جوميز (18 عاما) مايزال متاحا، دون نسيان المدافع أكسيل توانزيبي الذي ارتدى شارة القائد أمام روتشديل، رغم وجود بول بوجبا وجيسي لينجارد في التشكيلة.

هدوء لندني
 
في الناحية المقابلة، لا يبدو إيمري مستعجلا في الزج بلاعبيه الشبان خلال المباريات المهمة، لكنه بالتأكيد يريد منحهم المساحة الكافية، لإبراز قدراتهم كلما سنحت له الفرصة.

وحجز ابن النادي أينسلي مايتلاند-نايلز مكانا له في التشكيل الأساسي بقيادة إيمري، علما بأنه سيغيب عن موقعة مانشستر يونايتد لطرده في المباراة السابقة.

من اللاعبين الشبان البارزين في آرسنال، يتألق جو ويلوك الذي برز في مباراة الفريق الأولى بالدوري الأوروبي أمام أينتراخت فرانكفورت، فهز الشباك بهدف وكان من أفضل لاعبي اللقاء.

وخاض ويلوك حتى الآن 5 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، مقابل 3 لريس نيلسون صاحب القدرات الهجومية المميزة، الذي فرض نفسه بالموسم الماضي في البوندسليجا مع هوفنهايم، لكن إيمري لم يمنحه فرصة كافية حتى الآن، في ظل كثرة النجوم بالخط الأمامي.



سجل ريس هدفا في مباراة الفريق بمسابقة كأس الرابطة أمام نوتنجهام فورست (5-0)، لكن أكثر اللاعبين استفادة من الفرصة هو المهاجم اليافع بوكايو ساكا، الذي تعملق أمام فرانكفورت وسجل هدفا رائعا.

وبعيدا عن أكاديمية النادي، تبدو الفرصة مهيأة للاستفادة من قدرات البرازيلي جابرييل مارتينيلي الذي أحرز هدفين أمام نوتنجهام، في ظل إصابة مهاجمه الفرنسي ألكسندر لاكازيت، دون نسيان أيضا بزوغ نجم الجناح الوعد إيميل سميث.