EPAكشف الاتحاد الأردني لكرة القدم عن مؤشرات جديدة، يتطلع من خلالها لتسطير عهد جديد، يعيد من خلاله منتخب النشامى للواجهة أملاً في تحقيق إنجاز رسمي غير مسبوق.
واستفاد الاتحاد الأردني على ما يبدو من "درس الماضي" حتى ولو بوقت متأخر، عندما أدرك أن الاستقرار الفني هو أساس التخطيط، بعد سنوات كان فيها الجهاز الفني لمنتخب النشامى يعين قبل أي استحقاق بـ4 أشهر.
وتذوقت جماهير الكرة الأردنية المرارة خلال السنوات الماضية، بل أن منتخب النشامى ما عاد يحظى بالاهتمام الذي كان بالسابق وتحديداً بعهد المدربين الراحل محمود الجوهري والعراقي عدنان حمد، بعدما وصلت لحالة من اليأس في ظل الإخفاقات المتتالية للكرة الأردنية وتحديداً على صعيد المنتخبات.
وعانى الاتحاد الأردني خلال مشوار منتخب النشامى في تصفيات كأس آسيا الأخيرة من صعوبة في تسويق مبارياته، بل أنه كان يضطر لفتح الأبواب بالمجان أمام الجماهير بهدف الحضور ومساندة اللاعبين، ومع ذلك لم ينجح في استعادة أهم ركن من أركان كرة القدم.
نسوق كل ما سبق، بعدما تم الكشف الليلة الماضية عن الاتفاق مع البلجيكي فيتال بوركلمانز، ليتولى مسؤولية الإشراف على تدريبات النشامى لمدة 4 سنوات مقبلة.
قد يختلف البعض أو يتفق بخصوص قدرات المدرب بوركلمانز الذي قاد النشامى مؤخراً في كأس آسيا المقامة في الإمارات، حيث خرج من دور الـ16 دون أن يحقق الهدف المنشود، لكن ما أثلج صدر المتابعين وأعاد شيئاً من الأمل، الرغبة في تكريس الاستقرار الفني الذي يسعى الاتحاد الأردني لملامسته فعلياً، وذلك من خلال المدة الزمنية التي سيواصل فيها بوركلمانز مشواره مع الكرة الأردنية.
وستعين الفترة الزمنية الطويلة بوركلمانز على التعمق أكثر في إمكانات الكرة الأردنية، ويصبح قارئاً جيداً لقدرات وطبيعة اللاعب الأردني، وبما يعزز من فرصة نجاحه في توظيفهم بالصورة الأمثل، وبما يكفل له تكوين منتخب يكون بالفعل قادراً على تحقيق حلم الوصول إلى مونديال 2022.
نصائح لبوركلمانز
المهمة التي تنتظر بوركلمانز تتطلب منه القيام بعدة أمور إذا ما أراد فعلاً أن يكون بارقة أمل للكرة الأردنية، يتقدمها الموازنة بين استعدادات المنتخب والمسابقات المحلية، بحيث لا يكون أحدهما على حساب الآخر، وهذا أبرز ما عانته كرة القدم الأردنية في السنوات الماضية، حيث كان الاهتمام بالمنتخبات على حساب المسابقات المحلية التي تعد الأساس في التطور والازدهار.
ومن الضرورة تسلح بوركلمانز بالحرص على المشاركة في العمل مع الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي، وبحيث يعزز من فرصة بناء منتخب قوي يخدم الكرة الأردنية لسنوات طويلة وفق مواصفات جيل موهوب من اللاعبين لا يتجاوز متوسط أعماره الـ "26" عاماً.
كما أن بوركلمانز سيكون مطالباً، بالانتفاح على الأندية وعقد سلسلة من الاجتماعات المتواصلة بهدف التنسيق لخير الكرة الأردنية وعدم المبالغة كثيراً في المعسكرات الخارجية.
وقبل ذلك، على بوركلمانز أن يرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل بعمله، وبحيث نمنحه المساحة الكاملة ليجتهد وفقاً لخبراته كلاعب ومدرب، وذلك لن يتحقق إلا بحصوله على الصلاحيات الكاملة في كل ما يتعلق بالمنتخب الأول بعيداً عن أي مجاملات.
مواصفات تعزز النجاح
يمتاز بوركلمانز بمواصفات قد تساعده على تحقيق الهدف المرجو منه، فهو مدرب لا يملك تاريخاً من الإنجازات، وسيرته التدريبية تبدو عابرة، مما يجعل منه مدرباً متحمساً وطموحاً يبحث عن وضع أولى بصماته مع الكرة الأردنية، لذلك فهو أمام فرصة تاريخية في حياته المهنية قد لا تتكرر، وهو سيجتهد بكل طاقاته لاستثمارها كما يجب.
وبوركلمانز بدا خلال قيادته للنشامى في الشهور الماضية، متمكناً من حسن التهيئة النفسية للاعبين وقدرته على استخراج كل طاقاتهم، كذلك فإنه يمتلك روح الدعابة التي تمكنه من أسر قلوب كل من يعمل معه، والمحبة هنا تساعد كثيراً للوصول إلى الهدف.



