كان جون مكنرو هو أفضل من أوجز الفكرة عندما أخبر اللاعب الألماني ميشا زفيريف "لعبت بالطريقة التقليدية" بعدما تغلب الأخير على اندي موراي أول أمس الأحد، في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس.

وكانت المفاجأة التي حققها زفيريف بالإطاحة بالمصنف الأول عالميا من الدور الرابع للبطولة المقامة على ملاعب ملبورن بارك، عودة في الواقع للثمانينات من القرن الماضي عندما كان الالتزام بالخط الخلفي أمرا مقصورا فقط على الملاعب الرملية.

وقال بات كاش، الذي فاز ببطولة ويمبلدون 1987 "كانت متابعة المباراة أمرا مبهرا حقا".

وأضاف "الرائع في الأمر أن ترى لاعبا يتقدم نحو الشبكة بعد تسديد الارسال الثاني ويتغلب على المصنف الأول عالميا الذي يشير البعض الى أنه أحد أفضل اللاعبين على مستوى رد ضربات الارسال وأفضل من يتعاملون مع تقدم المنافسين على الشبكة".

وفي بطولة أمريكا المفتوحة 2002، كان بيت سامبراس آخر رجل يفوز ببطولة كبرى، معتمدا على التقدم نحو الشبكة بعد ضربة الارسال سواء الأول أو الثاني.

ومنذ ذلك الحين وبعد التغييرات التي طرأت على المضرب وتقنية صناعة الكرات، سمح التجانس وبطء الأرضيات بصورة عامة للاعبين الذين يفضلون اللعب من الخط الخلفي، بالتفوق على هؤلاء الذين يعتمدون على التقدم على الشبكة بعد ضربات الارسال.



ولكن بالنظر إلى أن أرضيات ملاعب أستراليا المفتوحة هذا العام تعتبر أسرع مقارنة بالفترة السابقة، اعتمد زفيريف المصنف 50 عالميا على الهجوم في مواجهة موراي وقد أتت خططه بثمارها على نحو رائع.

وفي الوقت الذي يتقدم فيه لاعبون أمثال روجر فيدرير وفليسيانو لوبيز وجيل مولر أحيانا نحو الشبكة بعد ضربات الارسال، فإن زفيريف وايفو كارلوفيتش هما الوحيدان ضمن أول 50 مصنفا على مستوى الرجال اللذان يعتمدان بصورة كبيرة على التقدم إلى الشبكة بعد ضربات الارسال.

واعتمد فيدرير صاحب 17 لقبا في البطولات الأربع الكبرى بصورة أكبر على خطة التقدم إلى الشبكة بعد الارسال، عندما كان ستيفان ادبرج بطل ويمبلدون السابق ضمن جهاز التدريبي في 2014 و2015.

وحتى ذلك الحين كان فيدرير يتقدم إلى الشبكة على نحو متقطع ولكنه كان سريعا ما يعود للخط الخلفي إذا تمكن منافسه من تمرير الكرة لدى تقدم اللاعب السويسري إلى الشبكة.



وقال السويدي يوناس بيوركمان المصنف الرابع عالميا سابقا "بالنسبة للاعب الذي يعتمد على التقدم للشبكة بعد الارسال فانه يجب أن يكون مستعدا لأن يمرر المنافس الكرة بجواره بنجاح.. ولكن بتقدمك للشبكة فانك تضع المنافس تحت الضغط أيضا".

وأضاف "هذا أمر صعب بالطبع لأن اللاعب الذي يتقدم للشبكة سيشعر في البداية بأنه يخطئ في كل مرة ينجح المنافس في تمرير الكرة بنجاح منه".

وقال زفيريف البالغ عمره 29 عاما إن الوصول لذروة النجاح في خطة التقدم للشبكة بعد الارسال يتطلب بعض الوقت".

وتابع "تحتاج للتقدم إلى الشبكة.. وأن تتعامل مع مرور الكرات من أمامك في مجموعتين. استمرت محاولاتي للالتزام بنفس خطة اللعب. تتغير الأمور بعض الشيء في النهاية. وإذا لم يحدث فإنك تخرج من الملعب وتقول للمنافس حسنا فعلت.. مررت الكرات من أمامي على نحو رائع للغاية".

وقال جوران إيفانيسيفيتش الذي فاز ببطولة ويمبلدون في 2001 قبل عام من تغيير ادارة البطولة لعشب الملعب لتصبح الكرات أبطأ إن أرضية ملاعب ملبورن هي سر فوز زفيريف.

وأضاف "هذه البطولة تكافئ أصحاب الضربات القوية.. إذا لعبت كرة بقوة فلن يتم ردها".