لعلها المرة الاولى التي تشهدها ملاعب الكرة ان تسقط البروتوكولات المعتادة بين الاتحادات الوطنية و( فيفا) في مثل هذه القضايا التي عبر عنها الجمهور الوفي في الرسالة العفوية التي اكدت حقوقنا الشرعية برفع الحظر الدولي عن رياضتنا ليست بحاجة الى توقيع رئيس اتحاد الكرة حسين سعيد ، بل مهرتها اصابع آلاف المشجعين تدمّت من حرارة التصفيق لتحية ابناء فلسطين الابطال الذين لم تثنهم محاذير اصحاب النوايا السود ولا اطنان التراب في اجواء البرد من تلبية نداء بغداد باتمام العرس الكروي الذي بدأ في اربيل لتكون الرسالة متكاملة المضمون لمن يقرأ اوجه اللقاء بقلب سليم وعقل غير منغلق ازاء الحق العراقي.
نعم انه درس استفتاء وليس لقاء عابر ، فجموع المشجعين حضروا من اقاصي الوطن في الشمال والجنوب كان بينهم الطفل والشاب والشابة وحتى كبار السن قاوموا ظروف المناخ نهاراً ومساءً اثبتوا ان بلادهم تنبض بالحياة في ملعب التحدي وانهم مازالوا يجدون في كرة القدم رمز وحدتهم التي تحققت في ليلة جاكرتا يوم فجر بطل آسيا ينابيع دموع الفرح في شوارعهم لتغسل دماء التعصب والتمزق والاحتراب .
آن الاوان لتضميد نزيف حصارها بقرار آسيوي يمهد للحسم الدولي بعد ان سمحت برفع جزئي للحظر في مدينة اربيل، اما ان تجعل اتحادك مكتب سياحي يؤمن رحلات الراغبين بالتشمس في بغداد بدافع المزاج فهو امر مرفوض لا يعبر عن جديتك وحرصك على انهاء الحظر بيد انه اصبح حالة استثنائية لا تنطوي على مبرر يجيز لها الاستمرار من دون نهاية معلومة .واذا كنا نُشكل على الغرباء وابناء العم سوء تعاطيهم مع ازمة الحصار ، كن نتمنى ان لا تصل القطيعة بين اللجنة الاولمبية واتحاد الكرة الى درجة الطعون والتشكيك في دور كل طرف ازاء مبادرة كسر الحصار ، ويبدو ان فرحة لقاء ( ملعب الشعب) لم تطفىء لهيب الزعل في قلب رعد حمودي الذي اظهرته عدسة الكاميرا حائر يبحث عن الخلاص من كابوس الانتخابات ، الهمّ الاكبر في بيت كرة القدم ، نأمل ان لا تدفعنا القرارات العاجلة للدخول في نفق حصار شامل ونحن لن ننته بعد من رفع الحصار الجزئي عن الملاعب !