ومع اقتراب الموسم الكروي من نهايته، التقى "كووورة" أيوب، في حوار كان بمثابة تحليل لأداء فرق الصدارة، والعلامات البارزة فنياً هذا الموسم، وجاء كالآتي:-
حدثنا بشكل موجز عن إيجابيات وسلبيات الدوري اللبناني لهذا الموسم؟

Video Player is loading.
ومن بين الإيجابيات أيضاً بروز مواهب جديدة. وهنا أكثر من اسم جديد أثبت وجوده في أكثر من فريق. كما تمكنت فرق عدة من تطوير نفسها والاستعداد جيداً للدوري حيث قدم بعضها مستويات رائعة كشباب الساحل الذي كان مهدداً بالهبوط في بعض مراحل الموسم الماضي، لكنه قلب الصورة كلياً هذا الموسم، عبر عروضه القوية.
في المقابل، تراجعت عروض فرق أخرى مثل طرابلس، الذي قدم مباريات رائعة الموسم الماضي، لكنه لم ينجح في المحافظة على مستواه السابق.
ومن أبرز السلبيات، المعاناة التحكيمية التي لا يمكنها تجاهلها، خصوصاً أن بعض الأخطاء كانت فادحة.
وعانت فرق مثل الراسينج والاجتماعي والأنصار أكثر من غيرها بسبب الأخطاء التي اخترعت ركلات جزاء لا وجود لها مقابل تغاضي الحكام عن ركلات جزاء صحيحة، وكذلك حالات التسلل التي عانى الحكام في ضبطها. وأنا تابعت الحالات بدقة، بحكم وجودي في الاستوديو التحليلي.
هل نجح الدوري برأيك، هذا الموسم، في عكس صورة إيجابية عن كرة القدم اللبنانية؟
تختلف الآراء في هذا الشأن، وأنا من الذين ينظرون بإيجابية للأمور، وبرأيي أن الناحية الأهم هي قدرة كرة القدم على جمع المنقسمين سياسياً وحزبياً وطائفياً في البلد، خصوصاً في مباريات المنتخب الوطني حيث تجلت الروح الوطنية لدى اللبنانيين، وهذه من عجائب "الساحرة المستديرة".
هل نجح الدوري في إفراز مواهب جديدة قادرة على تغذية صفوف المنتخب؟
بكل تأكيد، المنتخب سيستفيد من أكثر من لاعب جديد، في فترة حساسة يمر بها، مع نهاية جيل وتأهيل جيل جديد. وأنا من المؤيدين لضخ الدماء الجديدة في المنتخب، وهذه مسؤولية المدرب محلياً كان أو أجنبياً.
ما هي توقعاتك لقمة النجمة والصفاء؟
الصفاء لديه حافز أكبر في الفوز، فيما آمال النجمة تضاءلت بعد خسارته مع العهد. من هنا فإن المباراة ترتدي أهمية أكبر بالنسبة للصفاء، الذي من المؤكد أن مدربه إميل رستم تابع مباراة النجمة مع العهد، والأخطاء التي ارتكبها الأول خصوصاً في الشوط الثاني.
في المقابل، ترتدي المباراة أهمية معنوية للنجمة الذي لن يقبل بالخسارة، ويسعى للاحتفاظ بأمله الضئيل في الفوز بالدوري.
برأيك هل نجح الصفاء في رهانه على المدرب إميل رستم؟
الصفاء مر بمرحلة من الاهتزاز وعدم الاستقرار بعد رحيل مموله السابق بهيج أبو حمزة، ما انعكس سلباً على اللاعبين. والمدرب إميل رستم نجح في إعادة التوازن للفريق عبر فرض الانضباط والالتزام والجدية، وهذه من أبرز مزاياه، والتي أعرفها عنه من خلال خبرتي الطويلة معه حيث عملت مساعداً له في الحكمة والنجمة ومنتخب لبنان.
هل سيتمكن الصفاء من الاحتفاظ بصدارة الدوري حتى نهايته وإحراز اللقب؟
في الواقع لم يكن أداء الصفاء مقنعاً في المباراتين الأخيرتين أمام الأنصار والنبي شيت، وربما تأثر الفريق بغياب جناحه حسن هزيمة وحارسه مهدي خليل.
مهمة الصفاء في إحراز لقبه الثالث لن تكون سهلة في مواجهة العهد الذي يملك الاستقرار الفني والبدائل إذ يكفي أن ترى مدربه روبرت جاسبارت يستغني عن خدمات التونسي يوسف المويهبي، وهو أغلى لاعب في الدوري، لتدرك مدى غنى صفوف العهد باللاعبين الجيدين.
ما هو تقييمك لأداء فريق العهد؟
لاحظت نوعاً من التعالي لدى لاعبي العهد في ذهاب الدوري، وهو ما تسبب في إهدار الفريق لنقاط ثمينة، ولكن الفريق استعاد قوته إياباً بعد أن وضع لاعبوه أقدامهم على الأرض، وتحلوا بالواقعية، وغلبوا الأداء الجماعي على الفردي الذي برز في أداء الفريق ذهاباً.
وساهم استقدام المدرب جاسبارت في إبراز قوة الفريق، والأخير أحسن توظيف اللاعبين، وعندما ترى جاسبارت يستبعد لاعباً كالتونسي المويهبي عن تشكيلته الأساسية، فهذا يعني أنه لا يبالي بالأسماء بل بالعطاءات في الملعب.
ومن أبرز عوامل قوة العهد وجود بدائل ممتازة على مقاعد الاحتياطيين إذ غالباً ما جاءت مشاركات طارق العلي وحسين عواضة ومهدي فحص فعالة ومؤثرة في مباريات الفريق. واحتياطيو العهد قادرون على حجز مكان أساسي لهم في أي فريق آخر.
ماذا قدم تيتا فاليريو لفريق النجمة؟
فاليريو من أكثر المدربين تميزاً في لبنان. وبرأيي أن العناصر الحالية لفريق النجمة لم تساعده، فالفريق الحالي ليس فريق بطولة إذ لا يهم وجود أسماء رنانة في الفريق، بقدر ما يهم توافر عناصر تملك الانضباط والقدرة على الأداء التكتيكي.
المباراة مع العهد كانت دليلاً على ذلك، فالمدرب أشرك ثلاثة من أبرز اللاعبين في الشوط الثاني (حسن المحمد وخالد تكه جي وأوتشي)، لكنهم لم يقدموا شيئاً للفريق.
لماذا أخفق الأنصار في إحراز اللقب؟
الأنصار استعد بشكل مكثف لكن نتائجه لم تكن بقدر استعداداته، فهو قدم مباريات جيدة وأخرى سيئة. الحكام ظلموه في بعض المباريات، لكنه ظلم نفسه بأداء لاعبيه السيء في مباريات أخرى. وأنا أرى بأن هذا الفريق ما زال حتى الآن يبحث عن عقلية الفوز والهيبة التي كانت موجودة على يد المدرب القدير عدنان الشرقي.
ما هو مصير المنافسة على الهبوط؟
بداية، أود أن أشير إلى تحقيقات يجريها الاتحاد في ملابسات بعض المباريات. وأتمنى أن لا تكون هناك شكوك في نزاهة مباريات الفرق المهددة بالهبوط. وهي خطوة مشكورة من الاتحاد، ودليل اهتمام ومتابعة.
في الواقع إدارة الحكمة هي من أوصلت فريقها إلى هذا المأزق. ولاعبو الفريق لا يتحملون مسؤولية في حال هبوط الفريق، لأنهم قدموا أكثر مما هو مطلوب منهم. في المقابل، يتساوى فريقا الشباب الغازية والسلام زغرتا في المستوى الفني وفرص البقاء في القسم الأول.
ما هو تقييمك لأداء المدرب اللبناني في الموسم الحالي؟
المدرب اللبناني فرض وجوده في أكثر من فريق. وما أتمناه على الفرق اللبنانية أن تدرس بواقعية جدوى التعاقد مع المدرب الأجنبي، وأن لا تتعامل مع المدرب المحلي على أساس أنه "فشة خلق" أو "كبش محرقة" عند أول منعطف تتعرض فيه لخلل فني.
من هو المرشح الأبرز لإحراز لقب كأس لبنان؟
برأيي أن حظوظ الفرق الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي متساوية، فالكأس له حساباته الخاصة. العهد لديه مباراة شرسة أمام الأنصار، الذي أخرج الصفاء، والنجمة لن يكون في نزهة مع الاجتماعي.