ومن بين "رواد" أحد أهم هذه التطورات بلا شك الإسباني بيب جوارديولا، المدير الفني الحالي لبايرن ميونخ الألماني، الذي حمل "التيكي تاكا" إلى منطقة أخرى خلال قيادته لبرشلونة الإسباني بفضل تطويره طريقة "اللعب التموضعي".
ومن بعدها، حمل جوارديولا أسلوبه القائم على "الاستحواذ الفعال" إلى ألمانيا، وتحديدا بايرن ميونخ وهو الأمر الذي لم يرق للكثيرين من عشاق الفريق البافاري الذين اعتادوا على اللعب العمودي والمباشر، لكنه كان كافيا لاستمرار هيمنة الفريق محليا ولكن دون تحقيق نجاح أوروبي.
وأكد جوارديولا أنه ضحى بمنصبه في بايرن ميونخ من أجل عيون الدوري الإنجليزي الممتاز، قائلا "السبب الوحيد وراء عدم تمديد تعاقدي هو رغبتي في التدريب بإنجلترا".
ومؤخرا قال جوارديولا إن الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يرغب في التدريب الموسم المقبل يعد بطولة "ذات أهمية خاصة".
وأوضح جوارديولا "لم أدرب أبدا في إنجلترا. تواجدت هناك خلال مباريات دوري الأبطال مع برشلونة وبايرن ميونخ. أعرف أن الـ(بريميير ليج) بطولة خاصة، ولكن لا أعرف كيفية العمل هناك. يتوجب علي الانتظار والرؤية بنفسي".
وعززت تلك التصريحات الشائعات التي تتردد بخصوص الأمر في وسائل الاعلام منذ شهور، وتحديدا إلى مانشستر سيتي الإنجليزي، بل ووصل الأمر لحد الحديث عن الصفقات المفترضة التي طلبها مدرب برشلونة السابق لتعزيز صفوف السيتي.
ولكن هذا لم يكن الأمر الوحيد الذي تردد في الأوساط الرياضية وبين عشاق الساحرة المستديرة، حيث تساءل الكثيرون عن مدى قدرة المدرب الإسباني على التألق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان السؤال المطروح بقوة: هل يتمكن عن طريق أسلوبه من فرض هيمنته التكتيكية مجددا ولكن هذه المرة في "البريمير ليج".
وأرقام جوارديولا أمام ممثلي الدوري الإنجليزي الممتاز تدعو لتفاؤل حذر، فمع برشلونة "معقل" التيكي تاكا خاض المدرب الإسباني عشر مواجهات أمام سفراء البريميير ليج، نجح في الفوز بأربعة منها وتعادل في أربعة وخسر في اثنتين.
وربما يرى البعض هذه الأرقام تمثل الأسلوب أكثر من المدرب، حيث إن "التيكي تاكا" يغرس في نفوس ناشيء "لاماسيا"، وقد كانوا العمود الفقري للفريق الذي قاده بيبي للهيمنة على الساحرة المستديرة.
إذن فالحكم، نظريا، على مدى النجاح المتوقع لجوارديولا في الدوري الإنجليزي الممتاز هو المواجهات التي خاضها أمام سفرائه في دوري الأبطال مدربا لبايرن ميونخ، وهي لا تختلف كثيرا عن سابقتها.
فقد خاض جوارديولا ثماني مباريات أمام أندية إنجليزي في دوري الأبطال حتى بداية الموسم الجاري مدربا لبايرن ميونخ فاز في أربعة وتعادل في اثنتين وخسر في مثلهما.
ورغم ذلك فإن ضغط المباريات في إنجلترا والصحافة ومدى تأقلم لاعبي الفريق الذي قد يستعين بخدمات جوارديولا ستكون عوامل لابد من أخذها في الاعتبار لتحديد ما إذا كان جوارديولا سيحقق النجاح في إنجلترا.