Reutersيحتاج الأمر إلى متابعة دقيقة لمعرفة أن الأمريكية سيرينا ويليامز، المصنفة الأولى عالميا بين محترفات التنس تهيمن على مجريات الأمور في عالم الكرة الصفراء.
فاللاعبة الأمريكية ذات الـ34 عاما خاضت 56 مباراة هذا الموسم لم تخسر منها سوى ثلاثة فقط، ما مكنها من حصد خمسة ألقاب، بينها ثلاثة من فئة الجراند سلام الأربع الكبرى، وهي أستراليا المفتوحة ورولان جاروس وويمبلدون.
خلال مشوارها هذا العام، تمكنت سيرينا ويليامز من هزيمة كل الأجيال الحالية في لعبة الكرة الصفراء، وحتى الاستثناء الوحيد كان للسويسرية بليندا بنشيتش ذات الثمانية عشر عاما، والتي تكون بهذه الهزيمة قد عادلت سجل المواجهات المباشرة (1-1).
ولكن كيف سيكون حال التنس النسوي حال اعلان ويليامز اعتزالها الكرة الصفراء، وهو أمر لا يبدو أنه سيحدث قريبا بالنظر إلى قدرتها على الفوز بالألقاب وهي مصابة بنزلات البرد على سبيل المثال كما حدث في قبل نهائي رولان جاروس، عندما تغلبت على السويسرية تيميا باشينسكي، ثم التتويج باللقب على حساب التشيكية لوسي سافاروفا.
وليس هناك أفضل من بطولة تشارك فيها اللاعبات المصنفات الثمانية الأوليات على العالم للبحث عن سيناريو محتمل، في غياب الشقيقة الصغرى لعائلة ويليامز للتعافي، بعد خسارتها في نصف نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة أمام الإيطالية روبرتا فينشي، بعد أن كانت على بعد ساعات من التتويج ببطولات الجراند سلام الأربعة في عام واحد.
وبغض النظر عن السبب الحقيقي الذي دفع ويليامز للغياب عن البطولة، ومن قبلها بطولة بكين ذات الألف نقطة، فإن أنظار الكثيرين ستتجه بعد انسحابها من البطولة الختامية لموسم رابطة محترفات التنس إلى المصنفات الأوليات سابقا، خلال الفترات التي غابت فيها اللاعبة الأمريكية سيرينا ويليامز.
والحسناء الروسية ماريا شارابوفا كانت ممثلة عن تلك الفئة في البطولة الختامية، في غياب الدنماركية كارولين فوزنياكي بعد أداء متواضع خلال الموسم لم يؤهلها للمشاركة في البطولة، والبيلاروسية فيكتوريا أزارينكا، التي كافحت خلال الموسم للعودة لمستواها بعد الاصابة التي أبعدتها عن الملاعب لفترة طويلة.
ولم تخيب شارابوفا التوقعات في مرحلة المجموعات، حيث فازت بمبارياتها الثلاثة ولم تخسر سوى مجموعة واحدة في الدور الأول، لتتأهل إلى نصف النهائي متصدرة المجموعة الحمراء، لتصطدم في نصف النهائي وصيفة المجموعة البيضاء، التشيكية بترا كفيتوفا، التي تمكنت من التغلب على ويليامز في اللقاء الوحيد الذي جمع بينهما هذا الموسم.
ولكن التوتر في اللحظات الهامة، ربما بدافع الضغط الناجم عن كونها أبرز المرشحات في غياب اللاعبة الأمريكية، كلف "ماشا" الخروج أمام كفيتوفا- التي خسرت اثنتين من مبارياتها الثلاثة في دور المجموعات- رغم أن شارابوفا كانت متقدمة بكسرين للارسال في المجموعة الثانية بنتيجة 4-0.
كانت شارابوفا هي المرشحة الأولى بالنسبة لقطاع كبير من متابعي لعبة الكرة الصفراء، لكنها لم تكن الأعلى تصنيفا في البطولة، فقد كانت هذه المكانة من نصيب الرومانية سيمونا هاليب، وصيفة سيرينا ويليامز، والتي تقدم أداء قويا خلال الموسمين الماضي والحالي، ما يجعلها رهانا للكثيرين ليس فقط في البطولة الختامية، وانما كذلك لخلافة عرش اللاعبة الأمريكية حال اعتزالها.
استهلت هاليب مشوارها في البطولة بفوز كبير على الإيطالية فلافيا بنيتا، المتوجة ببطولة الولايات المتحدة المفتوحة، بمجموعتين نظيفتين، لكنها خسرت بصورة مفاجئة في مباراتيها المتتاليتين دون أن تفوز بمجموعة واحدة، لتودع البطولة مع بنيتا لينتهي مشوار الأخيرة الاحترافي.
الحصان الأسود في البطولة كانت الإسبانية جاربيني موجوروزا (22 عاما)، التي حصلت على دفعة معنوية في مستهل المنافسات بالتقدم إلى المركز الثالث في التصنيف، وهي المرتبة الأعلى التي تصل إليها، وتمكنت من استغلال الأداء القوي الذي قدمته في بطولة بكين، ومكنها من التتويج بها، في دور المجموعات.
لم تخسر في دور المجموعات سوى مجموعة واحدة، لتتأهل متصدرة المجموعة البيضاء، ولكنها اصطدمت بالحائط الدفاعي الرهيب للبولندية أنييسكا رادفانسكا في الدور قبل النهائي.
نجحت في اختراقه في المجموعة الأولى، لكن لم تتمكن، ربما لعدم تمتعها بالخبرة الكافية، من مجاراة القدرات الدفاعية الكبيرة للاعبة البولندية، لتتأهل الأخيرة إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخها، وتصبح كذلك أول لاعبة من ذلك البلد الأوروبي يصل إلى الدور النهائي من البطولة الختامية.
إذن فنهائي البطولة الختامية لأفضل ثماني لاعبات في الموسم جمع اثنتين لم تكونا مرشحتين بقوة للقب، بل وخسرتا اثنتين من مبارياتهما الثلاثة في دور المجموعات، ولكن بمجرد بدء المباراة أصبح كل هذا من الماضي.
وازداد الجدار الدفاعي لرادفانسكا قوة وصلابة أمام كفيتوفا، التي بذلت قصارى جهدها خلال المباراة، لكن هجومها المستمر لم يجد نفعا أمام الاستماتة الدفاعية واللياقة البدنية المذهلة للاعبة البولندية في هذه المرحلة المتأخرة من الموسم لتحسم البطولة للمرة الأولى في تاريخها.
ويدون اسم رادفانسكا في قائمة المتوجات في أخر خمس سنوات بالبطولة الختامية لموسم رابطة محترفات التنس، إلى جوار ويليامز (2012 و2013 و2014) وكفيتوفا (2011) والبلجيكية المعتزلة كيم كلايسترز (2010)، وتظل النهاية مفتوحة في سيناريو ما بعد سيرينا ويليامز.
قد يعجبك أيضاً



