ويدخل البارسا لقاء اليوم بأريحية كبيرة بعد فوزه في مباراة الذهاب على أرضه الأسبوع الماضي برباعية نظيفة، سجلها روبرت ليفاندوفسكي (ثنائية) ورافينيا، ولامين يامال.
ورغم الهزيمة الثقيلة التي تكبدها دورتموند، إلا أن المدرب نيكو كوفاتش، لم يفقد الأمل في إمكانية قلب الطاولة على العملاق الكتالوني مساء اليوم.

Video Player is loading.
وأضاف "نريد أن نظهر وجهًا مختلفا ونريد الفوز بأي فارق. المعجزات تحدث طوال الوقت، لكن برشلونة لم يخسر أي مباراة في 2025، وهو ما يجعل التحدي أكثر صعوبة. لن تكون المهمة سهلة".
غياب الهزائم

وبالفعل يتسلح برشلونة في مباراة اليوم بعدم خسارته في أي مباراة بعد في جميع المسابقات خلال عام 2025، فقد خاض 12 مباراة في الدوري الإسباني حقق خلالها 10 انتصارات، وتعادل مرتين فقط.
كما خاض البارسا 5 مباريات في كأس ملك إسبانيا حقق خلالها 4 انتصارات وتعادل في لقاء واحد فقط، وخاض مباراتين بالسوبر الإسباني حقق الانتصار بهما.
وفي دوري الأبطال خاض 5 مباريات حقق خلالها الانتصار 4 مرات وتعادل في لقاء واحد.
وتعود الخسارة الأخيرة للعملاق الكتالوني إلى 21 كانون الأول/ديسمبر عندما سقط على أرضه أمام أتلتيكو مدريد (1-2)، ومنذ ذلك الحين حقق فريق المدرب الألماني هانز فليك 20 فوزًا مقابل 4 تعادلات في جميع المسابقات.
فليك في دوري الأبطال
ومن العوائق الكبيرة التي تقف في وجه دورتموند اليوم، هو السجل التاريخي لمدرب برشلونة هانز فليك، الذي خاض 29 مباراة في دوري الأبطال حقق خلالها 25 انتصار ولم يتعادل سوى مرتين، وخسر في مثلهما.
وبالتالي تتخطى نسبة انتصاراته 86% وهي النسبة الأعلى في تاريخ المسابقة بين جميع المدربين الذين خاضوا 25 مباراة على الأقل.
ولم يخسر فليك في دوري الأبطال سوى مباراتين، واللقاءين بفارق هدف واحد الأول بالخسارة أمام باريس سان جيرمان رفقة بايرن ميونخ في ذهاب ربع النهائي موسم (2020- 2021) بنتيجة (3-2)، والهزيمة الثانية في مرحلة الدوري هذا الموسم أمام موناكو (2-1).
ندرة المعجزات

وما يصعب من مهمة دورتموند في لقاء اليوم أنه طوال تاريخ دوري الأبطال لم يتمكن فريقه من تعويض خسارته ذهابًا بفارق 4 أهداف، وقلب الأمور في لقاء الإياب والتأهل للدور التالي سوى مرة واحدة فقط.
وكانت تلك المرة عبر برشلونة نفسه الذي خسر أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة في ذهاب ثمن النهائي موسم (2016- 2017)، قبل أن يحقق انتصار تاريخي في الإياب بنتيجة (6-1).
حالة الفريقين
هناك تباين كبير في حالة الفريقين هذا الموسم يصب بشكل واضح في صالح برشلونة.
فالعملاق الكتالوني يمر بفترة توهج شديدة رفقة فليك جعلته مرشحًا وبقوة للظفر بكل الألقاب الممكنة، بفضل ثلاثي الهجوم المدمر في الأمام، لامين يامال، ورافينيا، وروبرت ليفاندوفسكي.
فيامال نجح في تسجيل 14 هدفًا وصناعة 21 آخرين في جميع المسابقات، أما رافيينا فسجل 28 هدفًا وصنع 22 آخرين في جميع المسابقات ويتصدر قائمة هدافي دوري الأبطال، وينافس بقوة للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، أما ليفاندوفسكي فسجل 40 هدفًا وصنع 3 آخرين ويتصدر هدافي الدوري الإسباني.
وهناك الحارس تشيزني الذي منذ حجز مكانه في التشكيل الأساسي للبارسا لم يعرف طعم الهزيمة في أي مباراة حتى الآن، إضافة إلى ماكينة وسط الميدان التي أعادت هوية التيكي تاكا لبرشلونة من جديد بقيادة بيدري، وبتواجد فرينكي دي يونج.
وانعكس كل ذلك على نتائج البارسا الذي يتصدر ترتيب الدوري الإسباني بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد، ووصل العملاق الكتالوني، إلى نهائي كأس ملك إسبانيا وتوج بالسوبر الإسباني وينافس بقوة على كل شيء.
أما دورتموند فيعاني على جميع الأصعدة في الموسم الجاري؛ حيث تسببت ضعف النتائج التي يقدمها الفريق في الإطاحة بمدربه نوري شاهين ووصول كوفاتش بدلًا منه.
ويحتل دورتموند المركز الثامن في جدول ترتيب الدوري الألماني قبل 5 جولات من النهاية، وبات مهددًا بالغياب عن المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل، كما ودع منافسات كأس ألمانيا من الدور الثاني أمام فولفسبورج.
المواجهات المباشرة

إذا كان الحاضر لا يقف في صف دورتموند، فالتاريخ أيضًا لا ينصفه، حيث لم يحقق طوال تاريخه أي انتصار من قبل أمام برشلونة.
وكانت البداية بالسوبر الأوروبي موسم (1997-1998) بفوز برشلونة ذهابًا على أرضه (2-0) والتعادل في الإياب بألمانيا (1-1).
وتواجد الفريقان معًا في دور المجموعات من موسم (2019- 2020) وتعادلا في ألمانيا (0-0) وفاز البارسا في إسبانيا (3-1).
كما تواجه في مرحلة الدوري هذا الموسم في سيجنال إيدونا بارك، وفاز البارسا (3-2)، كما فاز الكتالوني في لقاء الذهاب برباعية نظيفة.
أمل وحيد
يبقى الأمل الوحيد لدورتموند هو تفريط برشلونة مؤخرًا في انتصاراته الكبيرة في دوري الأبطال والخروج من البطولة الأوروبية بسيناريوهات درامية.
كما كان الحال بربع نهائي موسم (2017- 2018) عندما تفوق ذهابًا بربع النهائي على أرضه على روما (4-1) قبل أن يسقط بغرابة بالإياب بالأولمبيكو بثلاثية نظيفة.
وفي الموسم التالي فاز ذهابًا في نصف النهائي على ليفربول (3-0) قبل أن يسقط في الإياب في الأنفيلد برباعية نظيفة.
لكن تغيرت الأمور كثيرًا في برشلونة ولا يتواجد في صفوف الفريق أي لاعب من ذلك الجيل الذي عانى من تلك الخيبات، كما أن مدربه فليك ليس خبيرًا وحسب في دوري الأبطال، لكنه خبير أيضًا بمواجهات دورتموند.
وسبق وأن واجه فليك دورتموند في 7 مباريات سابقة حقق فيها الانتصار جميعًا، وبالتالي كل تلك العوامل تجعل من عودة دورتموند في مباراة اليوم مهمة شبه مستحيلة إن لم يكن لغرائب كرة القدم رأي آخر.