لايزال إنتر ميلان في رحلة الحلم نحو تحقيق إنجاز تاريخي جديد يُكتب في تاريخ النادي، إذا تمكن من الفوز بالثلاثية التاريخية هذا الموسم.
وما يدعم هذا الحلم أن النيراتزوري لا يزال حاضرا وبقوة في سباق المنافسة على كل الألقاب محليا وأوروبيا، بل إنه أكبر المرشحين للفوز بهذه المسابقات التي يشارك بها.
حلم ثلاثي
ويحمل إنتر مصيره بين يديه في الكالتشيو، فإذا فاز بالمباريات الست المتبقية، سيتوج باللقب بغض النظر عن نتائج منافسيه.
أما بكأس إيطاليا، فيعد إنتر هو المرشح الأبرز للقب، بالرغم من أنه يستعد لخوض ديربي الغضب أمام منافسه الأزلي ميلان، إلا أن الترشيحات تصب في مصلحته.
وأقصى إنتر هذا الموسم كل من أودينيزي ثم لاتسيو، قبل أن يصطدم بميلان في نصف النهائي، وانتهى لقاء الذهاب بالتعادل 1-1.
وستخوض الأفاعي مباراة حاسمة أمام الروسونيري في الإياب لتحديد المتأهل للنهائي، وسيلتقي الفائز منهما مع الفائز من بولونيا وإمبولي، أي أن الطريق سيكون ممهدا لتتويج محتمل في ظل فارق الإمكانات والخبرات.
أما في دوري أبطال أوروبا، فلا تزال الرحلة قائمة، وما يثيرها أكثر أن إنتر قدم مستويات ممتازة على مدار البطولة هذا الموسم.
فحصد الفريق تعادلا بمعقل مانشستر سيتي، وتغلب على آرسنال ولايبزيج وموناكو، قبل أن يطيح بفينورد الهولندي من دور الـ 16.
وعاد إنتر ليواصل إبهار الجميع بتغلبه على بايرن ميونخ في أرضه وبين جماهيره بأليانز أرينا بنتيجة 2-1 في ذهاب ربع النهائي، ليصبح الطرف الأقرب للتأهل لنصف النهائي.

إنتر مورينيو التاريخي
ومع اقتراب الموسم من نهايته ودخولنا للفترة الحاسمة، بدأت جماهير كرة القدم تتذكر ثلاثية إنتر التاريخية عام 2010، عندما فاز بأكبر ثلاث بطولات محققا إنجازا تاريخيا في إيطاليا.
ففي ذلك العام نجح إنتر بقيادة مدربه البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو في الجميع بين الدوري والكأس ودوري الأبطال، ليحصل إنتر على الثلاثية الأولى والوحيدة في تاريخ الأندية الإيطالية، وهو إنجاز استعصى على كبار إيطاليا أمثال يوفنتوس وميلان.
ويأمل سيموني إنزاجي ولاعبيه أن يسيروا على نهج موسم 2009-2010، عندما سار الفريق بخطى ثابتة نحو شهر مايو والفريق حاضرا بكل البطولات حتى تمكن من التتويج بهم.
رحلة متشابهة
ويمر إنتر ببعض الأمور المتشابهة التي تقربه من حلمه، على رأسها القوة الدفاعية التي تمتع بها الفريق في موسم الثلاثية والموسم الجاري.
حيث يعد هو الفريق الأفضل دفاعيا هذا الموسم، فلم تستقبل شباكه سوى ثلاثة أهداف فقط، وهو الأقوى دفاعيا بين جميع الفرق المشاركة بالبطولة.
ونجح إنزاجي في صناعة توليفة وخليط ممتاز في الشق الدفاعي بوجود لاعبين مخضرمين وكبار مثل أتشيربي ودي فري، ومدافع ممتاز كباستوني إلى جانب مشاركات بافارد واللاعب الشاب يان بيسيك.
ورغم كبر سن البعض ووجود اسم يافع كالشاب بيسيك، إلا أن إنتر تمتع بدفاع قوي صعب اختراقه من قبل منافسيه، الذين وجدوا صعوبات في مواجهته وتنفيذ أفكارهم.
إنتر مع مورينيو كان يتمتع بوجود أسماء رنانة دفاعيا كالبرازيلي لوسيو الأرجنتيني والتر صامويل والإيطالي ماركو ماتيرازي.
وفي 2010 تمتع الإنتر بوجود ظهيرين مميزين فعلى اليمين البرازيلي مايكون، وفي اليسار يتواجد الأرجنتيني خافيير زانيتي، القائد الأسطوري للنادي، بينما يتمتع إنتر هذا الموسم بوجود ظهيرين لافتين للأنظار كدومفريس يمينا وديماركو يسارا.
دفاع إنتر في موسم الثلاثية مع مورينيو، خاض 57 مباراة بجميع المسابقات، استقبل خلالها 46 هدفا ولم يخسر سوى 7 مباريات فقط، بينما دفاع الفريق هذا الموسم، لعب حتى الآن 48 مباراة استقبل فيها 38 هدفا وتلقى 5 هزائم.
مورينيو كان مرنا جدا في طريقته مع إنتر، فرغم اعتماده على أربعة لاعبين في الخلف بشكل ثابت، أما إنزاجي، فلايزال معتمدا على طريقته المعهودة بثلاثة لاعبين في الخلف، لكن التشابه بينهما أن الفريق صلب دفاعيا وغير قابل للاختراق من الخصوم.

ولا تزال كلا النسختين من فريق إنتر تعتمد بشكل محوري على قدرات الظهيرين، فمع مورينيو كان الاعتماد هجوميا على إمكانات مايكون الذي ساهم بتسجيل 19 هدفا (سجل 7 وصنع 12)، بينما ساهم زانيتي بصناعة هدف وحيد، لكنه كان قائدا داخل الملعب بجانب إمكاناته الدفاعية.
أما النسخة الحالية، فالاعتماد كليا على ديماركو يسارا والذي ساهم بتسجيل 15 هدفا (سجل 4 وصنع 11)، ودومفريس بـ11 هدفا (سجل 8 وصنع 3).
وتستمر العوامل المشتركة على مستوى الخط الهجومي، حيث يقود الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز إنتر الحالي، على غرار ما فعله مواطنه دييجو ميليتو بطل ثلاثية 2010.
ففي الموسم التاريخي، قدم ميليتو أداءً مميزًا في الهجوم، وساهم بتسجيل 38 هدفا (سجل 30 وصنع 8) في 52 مباراة وكانت له بصمة واضحة في التتويج بدوري الأبطال.
وخلال 11 مباراة بالتشامبيونزليج، سجل ميليتو 6 أهداف وقدم 3 تمريرات حاسمة، من بينهام هدف وتمريرتين في نصف النهائي ضد برشلونة، وهدفين بشباك بايرن ميونخ بالنهائي.
بينما يسير التورو على خطى مواطنه، فهذا الموسم بالأبطال، سجل 7 أهداف وصنع هدف، من بينها هدف في ذهاب ربع النهائي ضد بايرن ميونخ.
وحمل زانيتي شارة قيادة الإنتر في الموسم التاريخي، بينما يحملها مواطنه لاوتارو هذا الموسم، ليصبح أرجنتيني آخر على بُعد خطوات من تحقيق إنجاز فريد من نوعه.
ويبدو أن رحلة إنتر مع مورينيو وإنزاجي في طريقها لتشابه جديد، فمع نتائج ذهاب ربع النهائي، يبدو أننا أمام مواجهة تجمع إنتر ببرشلونة في نصف النهائي، على غرار ما حدث في 2010.
وفي ذلك الموسم، استطاع إنتر التفوق على البارسا ذهابا في معقله بسان سيرو بنتيجة 3-1، بينما فاز الكتلان إيابا بكامب نو بنتيجة 1-0، لكنه فوز لم يشفع لهم للعبور.
واقتنص النيراتزوري بطاقة التأهل للنهائي ليضرب موعدا مع البافاري الذي تغلب عليه بثنائية نظيفة في النهاية.