وكان من حق الإنجليزى بوكايو ساكا لاعب أرسنال أن يفرح ويحتفل بانتصار تاريخى لناديه على الريال بثلاثة أهداف.. ومن الطبيعى فى المقابل أن يحزن ويغضب الألمانى أنطونيو روديجر لاعب الريال بعد هذه الخسارة القاسية.. لكن كرة القدم بالنسبة للاثنين هى التسعون دقيقة وما يعقبها من مشاعر وانفعالات وفرحة أو غضب.. لكنها لا تفسد الحياة أو الصداقة والشراكة أيضا.. ومنذ ٢٠٢٢ يتعاون اللاعبان فى مشروعات خيرية كثيرة وجميلة وضرورية لعلاج الأطفال الفقراء فى إفريقيا.
فبوكايو ساكا المولود فى لندن لأم وأب من نيجيريا لم ينس جذوره أو يرى نفسه نجمًا إنجليزيا لا علاقة له بنيجيريا.. وأنطونيو روديجر المولود فى برلين لأم من سيراليون وأب ألمانى بجذور إفريقية لم يتجاهل سيراليون ولا يزال يعتبرها وطنا له مثلما هى وطن لوالدته.. وكان من الممكن أن يكتفى كل منهما بمشروعات تحمل اسمه فقط ولا يشاركه فيها أى أحد.
١٠٠ جراحة لعلاج تشوهات الجمجمة.. و٣٠٠٠ طفل تم علاجهم من مختلف الأمراض بما فيها السرطان وتشوهات الظهر والقدم وضحايا الحروق.. ولم يكتف اللاعبان بنيجيريا وسيراليون لكنهما قاما بذلك فى بلدان أخرى أيضًا.. ورغم إعلانهما أنهما قاما بذلك اقتداء بالنجم الفرنسى بول بوجبا الذى ساعد كثيرين جدا من الفقراء الصغار فى غينيا التى هى وطن الأم والأب رغم أن بول مولود فى أحد ضواحى باريس.
لكن الجديد الذى قام به ساكا وروديجر هو هذه الشراكة الإنسانية بينهما رغم أن كلا منهما يلعب لناد مختلف.. وكانت بينهما مواجهة كبرى الثلاثاء الماضى وستتكرر مرة أخرى فى مدريد ١٦ إبريل لكن تبقى الإنسانية أقوى وأجمل من كرة القدم.
نقلا عن صحيفة المصري اليوم