مانشستر يونايتد يتضور جوعًا للأهداف في ظل معاناة هويلوند وزيركزي.. لكن القائد الملهم، البرتغالي برونو فيرنانديز، قد يقود الفريق حتى النهاية.

كان روي كين مخطئًا حين قال إن اللاعب البرتغالي ليس مقاتلًا، حيث يبدو قائد مانشستر يونايتد قادرا على قيادة فريقه الممزق نحو مجد أوروبي.

أن تكون قائدًا لمانشستر يونايتد يُفترض أن يكون منصبًا يحظى باحترام كبير، لكن برونو فيرنانديز نادرًا ما ينال هذا الاحترام من كبار الشخصيات في عالم اللعبة.

فيرمين لوبيز يختار قدوته.. ويحدد لاعبًا لا ينال حقه في برشلونة!
Video Player is loading.
Current Time 0:00
Duration 0:00
Loaded: 0%
Stream Type LIVE
Remaining Time 0:00
 
1x
    • Chapters
    • descriptions off, selected
    • subtitles off, selected
    • en (Main), selected
    فقد كان جرايام سونيس من بين أكثر المنتقدين له، حيث هاجمه في مناسبات عديدة. في أوقات مختلفة، وصفه بأنه "طفولي"، واتهمه "بالاستسلام"، وفي الآونة الأخيرة نعته بـ"العبء".

    سونيس، باعتباره أحد أعظم لاعبي ليفربول، لم يتوانَ يومًا عن توجيه الانتقادات للاعبي يونايتد، وأشهر ضحاياه في هذا الجانب كان بول بوجبا. ولذا فانتقاداته على الأرجح لا تؤثر في أعصاب فيرنانديز – فهي متوقعة.

    لكن ما قد يؤلم بالفعل، رغم إصراره على العكس، هو الهجوم اللاذع الذي يوجهه له أحد قادة مانشستر يونايتد السابقين.

    فقد بات روي كين في الآونة الأخيرة منافسًا لسونيس على لقب أكبر منتقدي فيرنانديز، ولم يهدر أي فرصة لتوجيه السهام نحو اللاعب البرتغالي. إنه رجل ساهم في 31 هدفًا هذا الموسم بين التسجيل والصناعة، ومع ذلك بات كبش فداء غريب في فريق يعاني من قلة الجودة، والهدف الأول لانتقادات كين.

    عاد النجم الأيرلندي السابق إلى مهاجمته مجددًا في فبراير/شباط الماضي، معارضًا الفكرة التي بدأت تتشكل حول أن فيرنانديز هو من يحمل الفريق على أكتافه، خاصة بعد أن أنقذه أمام إيفرتون وإبسويتش. فقال في برنامج "ذا أوفرلاب": "ينقذنا؟ إنهم في المركز الخامس عشر، وهو من ينقذهم؟! احمدوا الله فقط! الموهبة وحدها لا تكفي. برونو لاعب موهوب، لكن الموهبة ليست كافية. فهو ليس مقاتلًا".

    يهوى كين الدخول في النقاشات الساخنة، لكن تعليقاته هذه كانت بعيدة عن الصواب. ففيرنانديز كان دائمًا مقاتلًا، وهو السبب الرئيسي في بقاء يونايتد في دائرة المنافسة هذا الموسم: فرصة الفوز بالدوري الأوروبي والعودة إلى دوري أبطال أوروبا.

    أكثر فاعلية بمفرده

    أظهر فيرنانديز قيمته الكبرى لمانشستر يونايتد بأوضح طريقة ممكنة عندما سجل ثلاثية في آخر مباراة بالدوري الأوروبي، ليقود الفريق إلى الفوز بنتيجة 4-1 على ريال سوسيداد. كانت تلك اللحظة ذروة فترة تألق القائد، الذي سبق وسجل هدفًا من ركلة حرة ضد آرسنال، ثم صنع هدفين وسجل بنفسه أمام ليستر سيتي قبل فترة التوقف الدولي.



    ومنذ عودة الفريق إلى المنافسات، لم يسجل يونايتد أي هدف في المباراتين التاليتين، لكن فيرنانديز واصل إظهار جودته في المواجهتين أمام نوتنجهام فورست ومانشستر سيتي. المشكلة أن اللاعبين كما هو معتاد، لم يكونوا على مستواه.

    وكان ذلك واضحًا بشكل صارخ في الديربي، حيث كان فيرنانديز محور كل تحركات الفريق، لكنه تعرض مرارًا للإحباط بسبب لمسة سيئة أو تسديدة متسرعة. وكان كل من باتريك دورجو وأليخاندرو جارناتشو أبرز المتسببين في إضاعة الفرص. وفي لحظة من الشوط الأول، بعد أن سدد دورجو تمريرة فيرنانديز فوق العارضة بطريقة فوضوية، بدا وكأن اللاعب البرتغالي كان سيحقق نتيجة أفضل لو لم يمرر لأي أحد وقرر التسديد بنفسه.

    "النوع الذي نريده"

    عندما ترى فيرنانديز يصنع هذا الكم من اللحظات الواعدة دون أن تثمر عن شيء، تدرك بسهولة سبب انفعاله على أرضية الملعب. وبينما يرى كين أن عاطفيته الزائدة عندما تسير الأمور عكس رغبة الفريق هي دليل على ضعف القيادة، يرى روبن أموريم أن هذا السلوك يعكس شيئًا إيجابيًا.

    وقال أموريم في وقت سابق من هذا الشهر، ردًا على تقارير إعلامية تحدثت عن اهتمام ريال مدريد بالتعاقد مع فيرنانديز: "هو يشعر بالأمر حقًا. أحيانًا، الإحباط الذي تراه والذي يراه الجميع – وقد يظن البعض أنه أمر غير جيد في القائد – هو في الحقيقة علامة على أنه يريد هذا الأمر بشدة. هذا هو النوع من اللاعبين الذي نريده، وهو لن يرحل لأنني أخبرته بذلك مسبقًا".

    وأضاف: "أريد برونو هنا، لأنه ربما في أدنى لحظات الموسم.. نحن نريد الفوز بالدوري الإنجليزي مجددًا، لذا نحتاج إلى أفضل اللاعبين للبقاء معنا. إنه يبلغ من العمر 30 عامًا، لكنه ما يزال شابًا لأنه يلعب 55 مباراة في كل موسم، ودائمًا ما يكون حاضرًا بين صناعة الأهداف وتسجيلها. إنه اللاعب الذي نريده هنا، ولذلك لن يغادر".

    على مستوى صلاح

    أموريم ليس معجبا ببرونو فيرنانديز بسبب حماسه فقط، بل لأنه يدرك تمامًا أن مواطنه هو أفضل لاعب في الفريق، اللاعب الذي يصنع الفارق – وغالبًا ما يفعل ذلك بالفعل. وقد قال بعد الديربي: "هذه القيمة واضحة، لكن إذا نظرت إلى الفرق الأخرى، ستجدهم يمتلكون لاعبين لا يمكن الاستغناء عنهم. إذا نظرت إلى ليفربول، فالأمر يتعلق بـ(محمد) صلاح، والفارق الذي يصنعه. برونو هو لاعبنا في هذا الجانب. لذا، هو يؤدي بشكل جيد جدًا".

    وجزء من سبب أهمية فيرنانديز، هو أن باقي اللاعبين فشلوا في الوصول إلى المستوى المطلوب. انظر فقط إلى زملائه في خط الهجوم: القائد هو اللاعب الأكثر إنتاجية في الفريق، برصيد 16 هدفًا و15 تمريرة حاسمة في جميع المسابقات. يأتي بعده أماد ديالو وأليخاندرو جارناتشو، وكلاهما سجل 9 أهداف وصنع 7.

    لكن أماد غاب عن الملاعب في الشهرين الأخيرين، ومن المتوقع أن يعود فقط في نهاية الموسم. أما أرقام جارناتشو، فقد تضخمت بفضل تألقه في كأس الرابطة، خاصة عندما سجل هدفين وصنع اثنين أمام فريق بارنسلي من الدرجة الأولى، وهي مباراة واحدة تمثل ربع إسهاماته الهجومية في الموسم بأكمله.

    مهاجمون لا يؤدون

    اللاعبان اللذان يُفترض أن يكونا الأكثر مساهمة في الأهداف بحكم مراكزهما هما راسموس هويلوند وجوشوا زيركزي، لكن كليهما يُخيب الآمال بشكل مخيف.

    هويلوند، الذي ضمه يونايتد مقابل 72 مليون جنيه إسترليني (92 مليون دولار) في 2023 بعد أن صرف النظر عن ضم هاري كين، لم يسجل سوى هدفا واحدا في آخر 24 مباراة. والأمر الأسوأ أن هذا الجفاف التهديفي لا يعود إلى ضعف في الإنهاء فقط – بل إنه بالكاد يصنع أي خطورة أصلًا.

    وتم تسليط الأضواء على افتقاده للخطورة عبر منشور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر أن هاري ماجواير حقق معدل أهداف متوقعة أعلى منه خلال 9 دقائق أمام نوتنجهام فورست، مقارنةً بما حققه هويلوند في 15 مباراة متتالية. وقد أنهى أخيرًا صيامه التهديفي الذي دام 22 مباراة عندما سجل أمام ليستر. وفي المجمل، سجل 8 أهداف وصنع هدفين فقط.



    أما زيركزي، وهو المهاجم الوحيد الذي ضمه يونايتد في الصيف، فسجل 6 أهداف وصنع هدفين. وقد بدأ في إقناع البعض مؤخرًا، بعد أن تعرض لإهانة من جماهيره عند استبداله مبكرًا أمام نيوكاسل، حيث قوبل خروجه بتصفيق ساخر في أولد ترافورد.

    أصبح الآن أكثر فعالية في بناء اللعب، وتُظهر قدماه السريعتان قدرته على فتح المساحات أمام الخصوم. لكنه ما يزال أخطر حول منطقة الجزاء أكثر من داخلها. وعندما لعب أساسياً بمفرده في المقدمة أمام نوتنجهام فورست، بدا يونايتد بلا أنياب، ما دفع أموريم لإشراك هويلوند كمساعدة.

    اهتمام بزملائه

    الحقيقة أن مانشستر يونايتد، رغم إنفاقه 105 ملايين جنيه إسترليني (134 مليون دولار) على مهاجمين، ما يزال يعاني بشدة في إيجاد طريقه إلى الشباك. يرى أموريم علامات واضحة على تحسن الفريق، لكنه لا يستطيع إنكار أن لاعبيه لا يزالون عاجزين عن فعل أهم ما في كرة القدم: التسجيل. وقال بعد الديربي: "نحن نتحسن. خلقنا بعض الفرص، ثم واجهنا المشكلة المعتادة: قلة الأهداف".

    فيرنانديز هو واحد من اللاعبين القلائل القادرين على حل هذه المشكلة، وعليه أن يتقدم أكثر في الملعب ليكون في أفضل المواقع للتسجيل. وقد استعاد مؤخرًا حاسته في التسديد من بعيد، فسجل من ركلات حرة أمام إيفرتون وآرسنال، وسجل من خارج المنطقة أمام ليستر.

    ويجب عليه أن يفعل ذلك أكثر. ويمكن لزملائه المساعدة أيضًا، إذ إن عودة كوبي ماينو من الإصابة ستُحسّن بناء الهجمات، ما سيسمح لفيرنانديز بالتقدم للأمام بدلًا من البقاء للخلف وتنظيم اللعب.

    وعلى عكس ما يعتقده البعض، لا يُحب فيرنانديز أن يفعل كل شيء بمفرده. هو يهتم كثيرًا بزملائه. ففي فبراير/شباط، نظم وموّل ليلة جماعية للفريق، دعا فيها أيضًا العاملين في النادي، في محاولة لرفع المعنويات وتعزيز الروح الجماعية. يهتم بزملائه، يساعد اللاعبين الجدد على التأقلم، ويُقدم الدعم لمن يمرون بفترات صعبة.

    انظر كيف استنكر سلوك الجماهير التي أطلقت صافرات الاستهجان ضد زيركزي، ووجه دفاعًا عاطفيًا عن زميله. أو كيف كال المديح لألتاي بايندير بعد تألقه في ركلات الترجيح أمام آرسنال. أو كيف رد بقوة على تعليقات جيم راتكليف المهينة بحق بعض لاعبي الفريق.

    "أفضل قائد أستطيع أن أكونه"

    وقال فيرنانديز الشهر الماضي ردًا على انتقادات كين لقيادته: "أحاول أن أكون أفضل قائد ممكن لزملائي، وأساعد الجميع بأفضل طريقة أعرفها. لدي الكثير لأطوره، ليس فقط كقائد، بل كلاعب، وكشخص، وكإنسان – وهذا أمر طبيعي. الانتقادات ستكون دائمًا موجودة، وهي تساعدني على النمو وفهم أن الطريق لا يزال طويلًا أمامي".

    وعندما سُئل عمّا إذا كان يستحق أكثر من لقبين فقط (كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة) خلال خمس سنوات في أولد ترافورد، أجاب: "لا، أستحق نفس ما يستحقه زملائي. أنا في نفس القارب معهم. إذا لم أقدم كل ما لدي للنادي، أو لم أقدّم أكثر، فذلك لأنني لا أستحق، وهذا كل شيء. مثل الجميع في غرفة الملابس، مثل الجميع، لست مختلفًا عن أحد. لا يهم كم تفعل، أو كم تسجل، أو كم تصنع – هذا لا يغيّر شيئًا. الأمر يتعلق بالفريق، يتعلق بنجاح النادي".

    كان يتحدث كقائد حقيقي – ومؤخرًا، يلعب كواحد أيضًا. دليل آخر على أن روي كين كان مخطئًا بشأنه. لكنه كان محقًا في شيء واحد: موهبته.

    الخلاصة هي أن فرنانديز هو اللاعب الأكثر موهبة في الفريق. وموهوب بما يكفي لقيادة مانشستر يونايتد نحو المجد الأوروبي.