لم ترتق قمة مانشستر يونايتد وجاره مانشستر سيتي على ملعب "أولد ترافورد" مساء الأحد ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، إلى مستوى الآمال المعقودة عليها، في ظل المعاناة الواضحة للفريقين هذا الموسم.

اكتفى الفريقان بالتعادل السلبي، في موقعة شابها حذر مبالغ فيه خلال الشوط الأول، قبل أن تتحسن الأمور قليلا في الشوط الثاني، دون أن يتمكن الفريقان من حسم اللقاء.

المباراة أثبتت أن مشاكل مانشستر سيتي باتت بحاجة إلى حلول جذرية، خصوصا وأنه كان الطرف الأقل تهديدا للمرمى، لكن المفاجئ كان تعامل المدرب بيب جوارديولا مع مجريات اللقاء بحذر شديد، حيث بدا فريقه خائفا من الهجمات المرتدة التي قد يشنها خصمه.

في المقابل، بدا لاعبو مانشستر يونايتد أكثر اعتيادا على طريقة لعب مدربهم روبن أموريم، بيد أن جودة اللاعبين منعت الفريق من ترجمة الفرص إلى أهداف، كما أن اللمسة النهائية للهجمات كانت تحتاج للكثير من التحسين.



غياب اللمسة الأخيرة

اعتمد أموريم على طريقة اللعب 3-4-2-1، حيث وقف ليني يورو إلى جانب هاري ماجواير ونصير مزراوي في الخط الخلفي، وتعاون مانويل أوجارتي مع كاسيميرو في وسط الملعب، مقابل تواجد ديوجو دالوت وباتريك دورجو على طرفي الملعب، فيما حاول برونو فرنانديز وأليخاندرو جارناتشو، استغلال المساحات التي قد يوفرها المهاجم الصريح راسموس هويلوند.

باستثناء الدقائق الأولى من المباراة، عانى الفريقان هجوميًا بشكل واضح، ولم يتمكن مانشستر يونايتد من دفع الطرفين للأمام من أجل دعم الخط الأمامي، ووجد الفريق بعض المساحات بين خطوط مانشستر سيتي، حيث نجح أليخاندرو جارناتشو وبرونو فيرنانديز في التفاهم والربط بشكل جيد فيما بينهما.

يونايتد قدم أداءً جيدًا ونجح في إيجاد الثغرات في دفاع مانشستر سيتي، لكن لا أحد يبدو قادرًا فعلاً على التسجيل. جارناتشو أخطأ تمامًا في رأسيته، ودورجو لم يثق بنفسه ليسدد بقدمه اليمنى، فيما لم يتمكن أوجارتي من الحفاظ على توازنه بما يكفي لتوجيه تسديدة نحو القائم البعيد.

وفي الشوط الثاني، تحرك دالوت ودورجو بشكل أكثر فاعلية على الطرفين، وبدا يونايتد أكثر خطورة، بيد أن اللمسة الأخيرة ظلت غائبة، رغم دخول جوشوا زيركزي عوضا عن هويلوند.



خطة غريبة

في الجهة المقابلة، لعب مانشستر سيتي بأسلوب ضيّق للغاية، ما جعل المساحات في الملعب محدودة جدًا وصعّب التحرك والتمرير، والهدف من هذا الأسلوب كان منع يونايتد من شن الهجمات السريعة.

لجأ جوارديولا إلى طريقة غريبة نوعًا ما بلا أجنحة عكس ما يعتمد عليه المدرب الإسباني في معظم مبارياته.

ولعب مانشستر سيتي بخطة 4-1-2-1-2، وفي غياب المصاب إيرلينج هالاند، تعاون فيل فودين مع عمر مرموش في الخط الامامي، ومن خلفهما كيفن دي بروين الذي كان يخوض الديربي الأخير في مسيرته، فيما أدى ماتيو كوفاسيتش دور لاعب الارتكاز، مانحا حرية الحركة للثنائي إلكاي جوندوجان وبرناردو سيلفا أمامه.

امتاز سيتي بتمريراته القصيرة المتتالية، لكن سيطرته لم تسفر عن شيء يستحق الذكر، خصوصا في غياب واضح للطرفين، وباستثناء الفرصة التي أهدرها مرموش في الشوط الثاني، لم يتمكن الفريق من تهديد مرمى الحارس أندريه أونانا بشكل فعلي.

ولم يتحرك فودين بنفس الحرية التي بدأ بها المباراة، حيث وجد صعوبة في القيام بتلك التحركات القصيرة والسريعة بعد الإصابة التي تعرض لها في وقت سابق من اللقاء، فيما حاول دي بروين القيام بدور لاعب الوسط الهجومي، فظهر خطيرا على فترات، دون أن يتمتع بالمساندة اللازمة.

في المحصلة، لم يقدم أي من الفريقين ذلك الأداء الذي يشفع لهما الخروج بنقاط المباراة كاملة، وشعر جمهور الفريقين بخيبة أمل من الأداء، خصوصا جمهور سيتي الذي تأكد له أن فريقه لم يعد البعبع الهجومي الذي يخشاه المنافسون.