ذاك هو السؤال الذي لاحق العديد من الحالات التي أثارت الجدل، لاعبون فيها اختاروا أن يلعبوا لمنتخب بلاد الآباء والأجداد، وأبداً لم يتأثروا بالضغوط الرهيبة التي مورست عليهم ليلعبوا لمنتخب بلد المولد والنشأة، وكلما سئلوا عن دواعي هذا الاختيار، كان جوابهم مقتضباً جداً «استمعنا لنداء القلب»،
ولاعبون اختاروا اللعب لمنتخب بلاد الإقامة، وفي ذلك يقال إنهم استمعوا لصوت العقل، فأطفأ بداخلهم لظى نداء القلب، ولا حاجة لأن أقيم بينكم محاكمة للذين استجابوا لعقولهم فأصابوا قلوبهم بنوبات رافقتهم طوال العمر.
والحقيقة أن بلجيكا، ليست وحدها من أربكتها هذه الهجرة، أو ما اصطلح عليه بـ«هروب المواهب»، فقد اشتكت من ذلك فرنسا وهولندا وإسبانيا، وإلى وقت قريب، عم الأرجاء صدى الفرح الجنوني للاتحاد الإسباني لكرة القدم، وهو ينجح في إقناع موهبة برشلونة لامين يامال من أب مغربي وأم غينية استوائية للعب مع «لاروخا»، وقد كان وضع رجلاً أولى في عرين «أسود الأطلس»، برغم أن المغرب نجح قبل ذلك في ضم موهبتي ريال مدريد، أشرف حكيمي وإبراهيم دياز، كما نجح في أزمنة سابقة على ضم عديد المواهب من أصول مغربية، تلقت تكوينها بأندية أوروبية.
ما جعل المغرب ينجح في ضم العديد من اللاعبين من ذوي الجنسيات المزدوجة لعرينه، ليتحولوا إلى أسود يُسمع زئيرها، هو ما شهد به خبراء فنيون أوروبيون من الشعاب: «إنهم يرحبون بهم على طريقتهم، يفتحون عيونهم على أحلام وطموحات، ويصلون سريعاً إلى قلوبهم، فهل نفعل ذلك نحن»؟
يحظى منتخب المغرب، على غرار المنتخبات المغاربية، بتوافد العديد من اللاعبين من أصول مغربية، وقد جرى تكوينهم بأندية أوروبية، بعضهم كان مرحباً به في منتخبات دول الإقامة، بل وكان تحت ضغط رهيب من الأندية والوكلاء والرعاة، وأبداً لم ينل منهم لا الضغط ولا المغريات، لأن صوت العقل كان أقوى، فأسكت من حوله صوت العقل، وصوت الإغراء.
نقلاً عن الاتحاد الإماراتية