بعد انقضاء 7 جولات من تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2026، وتبقي 3 جولات فقط، ما زالت المنتخبات العربية تعاني وتكافح من أجل ضمان التأهل المباشر، بعيدا عن الدخول في متاهات الملحق التي تبدو أكثر صعوبة وتعقيدا من التأهل المباشر.

لو نظرنا إلى المجموعات الثلاث، لوجدنا صدارتها غير عربية، وهي صورة تثبت أن هناك مشكلة ما لم نعتد عليها في تصفيات المونديال، من خلال اعتلاء فريق عربي لصدارة مجموعته وضمان التاهل المباشر، قبل الدخول في الحسابات المعقدة.

فالمجموعة الأولى تتصدرها إيران تليها أوزبكستان، ثم يأتي المنتخب كل من الإماراتي والقطري ثالثا ورابعا على التوالي برصيد 10 نقاط وبفارق 6 نقاط عن المركز الثاني، ويبدو أن إيران خطفت البطاقة الأولى عن المجموعة نظريا وعمليا، ويتطلب الأمر المزيد من الجهود لمنتخبي الإمارات وقطر للتعويض في الجولات الأخيرة.

المجموعة الثانية تضم 5 منتخبات عربية من أصل 6 منتخبات تمثل كيان المجموعة التي يتصدرها المنتخب الكوري الجنوبي، فيما يتنافس المنتخبان الأردني والعراقي على المركز الثاني، ويطمح المنتخب العماني في المحافظة على حظوظ الملحق، فيما ذهبت أحلام المنتخب الكويتي أدراج الرياح وهو يتلقى صدمة بتعادل قاتل مع نظيره العراقي، مما أبعده بفارق نقطتين عن المركز الرابع، وبالتالي سيكون عليه بذل جهود مضاعفة للاقتراب من هذا المركز في الجولات القادمة..

المجموعة الثانية تبدو الأكثر حرارة في التنافس، ففوز النشامى على كوريا بفارق هدفين في المواجهة المقبلة يجعله يتعادل مع الشمشون بالنقاط ويتفوق عليه بالأهداف، ويقطع خطوة مهمة نحو حلم طال انتظاره، وفي الجانب الآخر، سيكون على العراق تحقيق الفوز على فلسطين للبقاء في دائرة المنافسة على التأهل المباشر، علما أن منتخب فلسطين لم يخرج رسميا من حسابات الملحق، وقد يمنحه الفوز على العراق بوابة الولوج إلى هذه المرحلة الحاسمة، فيما يبدو أن المنتخب العماني (أمّن) نفسه بالحضور في الملحق على أقل تقدير بعد التعادل المثير مع كوريا الجنوبية.

المجموعة الثالثة حال العرب فيها ليس بأفضل من سابقاتها، فالمنتخب السعودي يحل ثالثا خلف أستراليا واليابان (التي ضمنت مقعدها في المونديال)، فيما يحل المنتخب البحريني خامسا، وتبقى حظوظه مرهونة بالوصول إلى الملحق.

بالمحصلة، قد نجد أن منتخبات عربية كبيرة قد تدخل صراع الملحق الذي تشارك فيه الفرق التي حققت المركزين الثالث والرابع في كل مجموعة، وقد تكون المنتخبات العربية ذات الأكثرية في هذا الدور إذا بقيت الأمور على حالها، فالإمارات وقطر قد يتأهلان عن المجموعة الأولى، ومنتخبان عربيان بغض النظر عن هويتهما سيمثلان المجموعة الثانية باعتبار 5 منتخبات تنافس كوريا الجنوبية على الصدارة، والمجموعة الثالثة تحتاج استفاقة سعودية تقفز بالمنتخب إلى المركز الثاني، وإلا سيجد الأخضر نفسه في الملحق مع البحرين في حال تحسنت نتائجها في الجولات الثلاث الأخيرة.

ما تبقى من التصفيات يحتاج إلى المزيد من التحضير والتركيز للمنتخبات العربية إذا أرادت أن تفرض حضورا مؤثرا في أول مونديال يقام بحضور 48 منتخبا، واستثمار هذه الفرصة الكبيرة بمضاعفة عدد المنتخبات العربية التي تمثل القارة الآسيوية، بدلا من ترك المقاعد المباشرة، ركوب قطار الملحق، عله يضمن المقاعد المتبقية عن القارة.