في كرة القدم تكون الجرأة مفتاح الانتصار أحيانا، وفي أحيان أخرى يكون التحفظ المدروس هو الطريق الأمثل للخروج بنتيجة إيجابية، وهذا ما راهن عليه المدير الفني لمنتخب عمان، رشيد جابر، عندما واجه خصما بحجم كوريا الجنوبية.

فكانت الواقعية الدفاعية والانضباط التكتيكي سلاحه الأبرز، ليقتنص الأحمر نقطة ثمينة تعزز حظوظه في المنافسة على التأهل لمونديال 2026، بالتعادل (1-1) في كوريا الجنوبية، اليوم الخميس.

ورغم أن المنتخب الكوري كان الطرف الأكثر استحواذا على الكرة، فإن التكتل الدفاعي العماني، وفق خطة 5-4-1، حد بشكل كبير من خطورة مفاتيح لعب المنافس، خصوصا سون هيونج مين، نجم توتنهام الإنجليزي، ولي كانج إن، لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي.

واعتمد جابر على ترابط الخطوط، والالتزام بأدوار دفاعية صارمة، ما قلل المساحات أمام هجوم كوريا، الذي تمكن رغم ذلك من التسجيل بعد ضغط متواصل.

لكن ردة فعل المنتخب العماني كانت سريعة، حيث استفاد من تبديلات جابر، التي منحته بعدا هجوميا أكبر في الشوط الثاني، بعدما دفع المدرب بكل من صلاح اليحيائي ومحسن الغساني والمنذر العلوي.

ونتيجة لذلك، تمكن المنتخب العماني من إدراك التعادل، ليخرج بنقطة مهمة في صراع التأهل، وهو ما أشاد به مراقبو كرة القدم العمانية ومحللوها عبر منصة "إكس".



فقد كتب المحلل العماني، عماد الحوسني: "نقطة ثمينة أمام كوريا الجنوبية، جاءت بفضل القراءة المميزة للمدرب رشيد جابر، الذي أدار المباراة بذكاء وأحسن توقيت التبديلات في الشوط الثاني".

وأضاف: "دخول صلاح اليحيائي ومحسن الغساني والمنذر العلوي منح المنتخب دفعة هجومية قوية، واستغل تأثر المنتخب الكوري بالإصابات والغيابات.. تبديلات ناجحة صنعت الفارق، وساهمت في قلب مجريات اللقاء لصالح منتخبنا، ليخرج بنتيجة إيجابية تعزز حظوظه".

وتميز المنتخب العماني بانضباطه العالي طوال اللقاء، وهو ما لقي استحسان سيف بن سلطان الغافري، الذي أكد أن الفريق قدم أداء متوازنا، رغم بعض الأخطاء الفنية.

وقال الغافري: "هاجمنا وسجلنا نقطة ثمينة أمام الكوريين.. انضباط عال، رغم وجود بعض الهفوات الفنية الجماعية والفردية.. تغييرات الكابتن رشيد إيجابية في التوقيت والأسماء، حالنا أفضل من السابق".

"تأثير السعدي"

أما ذياب البلوشي فاعتبر أن المنتخب العماني دون حارب السعدي "يبدو أفضل وأكثر تماسكا"، متابعا: "نتمنى استمرار غيابه أو وضعه على دكة البدلاء، والاستمرار في الاعتماد على العناصر الشابة، التي أظهرت قوتها اليوم".

ومن جانبه، أثنى محمد إسماعيل على الانضباط التكتيكي والروح القتالية، التي أظهرها لاعبو المنتخب العماني، مؤكدا أن نتيجة المباراة تعطي دفعة معنوية كبيرة، قبل المواجهة المقبلة أمام الكويت.

يشار إلى أن التعادل رفع رصيد منتخب عمان إلى 7 نقاط، يحتل بها المركز الرابع في المجموعة الثانية لتصفيات المونديال.

في المقابل، عزز المنتخب الكوري صدارته، بوصوله إلى 15 نقطة.

ورغم أن عمان لا تزال بحاجة لتحقيق أكبر قدر ممكن من النقاط، في المباريات المقبلة، إلا أن الأداء المنضبط أمام كوريا عزز الثقة في قدرة "الأحمر" على المنافسة، حتى الرمق الأخير من التصفيات.