لا تتمثل جميع الضرائب في دفع الأموال أو المستحقات المتأخرة، لكنها تتحول أحيانا إلى بعض الأزمات الأخرى التي تطارد الأندية الكبرى في المنافسة على العديد من الألقاب.

صحيح أن جميع أندية العالم، تلتزم دائما بالضرائب المالية، لكن الفرق الكبرى على وجه التحديد، تعاني من ضريبة أخرى، وهي دفع ثمن التألق والرغبة في البقاء بالقمة، بالمنافسة على أغلب الألقاب.

وجهان لعملة واحدة

بطبيعة الحال، ينطبق هذا المثال على ريال مدريد ونظيره الهلال السعودي، بسبب التنافس على أكثر من جبهة طوال تاريخهما الحافل بالإنجازات، سواء على المستوى المحلي أو القاري.

وفي الوقت ذاته، لا يقبل الثنائي التنازل عن المركز الأول في أي مسابقة، وهو ما يتسبب في ضرائب أخرى يتم دفعها كالإرهاق والإصابات، بالإضافة للانتقادات إذا تراجع المستوى.

والموسم الحالي، يشهد منافسة صعبة تطارد الهلال على مستوى الدوري السعودي، حيث يحتل وصافة الترتيب برصيد 57 نقطة، خلف الاتحاد المتصدر، بفارق 4 نقاط أقل.

فضلا عن التهديد الذي يطارده من الثنائي القادسية والنصر، لذا فإن الحفاظ على لقب الدوري ليس سهلا بطبيعة الحال.



وعلى مستوى دوري أبطال آسيا للنخبة، فإن المنافسة لا تبدو سهلة أيضا، حيث أن هناك عدة أندية أخرى ترغب في نيل اللقب، وخاصة مواطنيه أهلي جدة والنصر.

في المقابل، يواجه ريال مدريد صراعا شرسا في الدوري الإسباني، حيث يحتل المركز الثاني برصيد 60 نقطة، متساويا مع برشلونة المتصدر، ولكنه يتأخر بفارق الأهداف، علما بأن البارسا لديه مباراة مؤجلة.

ولا تقتصر المنافسة مع البارسا فقط، بل يجد تهديدا مباشرا من جاره أتلتيكو كدريد صاحب المركز الثالث بفارق 4 نقاط أقل.

وفي دوري أبطال أوروبا، يواجه الريال منافسة ليست سهلة، حيث يلعب ضد آرسنال بالدور ربع النهائي، بالإضافة لوجود عدة أندية أخرى قادرة على نيل اللقب، مثل برشلونة وباريس سان جيرمان.

شكوى واحدة

منذ بداية الموسم الماضي، يعاني الثنائي التاريخي من ضغط مباريات هائل، بسبب رغبتهما في الحفاظ على القمة، ما نتج عنه إصابات وإرهاق وشكوى مستمرة.

الموسم الحالي على وجه التحديد، عانى ريال مدريد من إصابات مستمرة، تعرض لها أغلب نجوم الفريق والتي جاء على رأسها إصابة الثنائي داني كارفاخال وإيدير ميليتاو، بقطع في الرباط الصليبي.



وتتعلق إصابة الثنائي، بأزمة الدفاع التي عانى منها "المرينجي"، حيث تلقى عدة ضربات متمثلة في غياب أنطونيو روديجير ولوكاس فاسكيز وفيرلاند ميندي، وهو ما تسبب في إجراء عدة تعديلات في التشكيلة من جانب المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

وساهمت تلك الإصابات تزامنا مع المباريات المتلاحقة، في انخفاض رتم الفريق، وخسارة العديد من النقاط، والتي تسببت في هجوم إعلامي وجماهيري على بعض اللاعبين، والمطالبة برحيل أنشيلوتي.

لكن أنشيلوتي، سبق وأن اشتكى من الضغط، وآخرها قبل أيام قليلة، حيث قال: "ريال مدريد سيرفض اللعب، حال عدم الحصول على 72 ساعة راحة بين كل مباراة".

في المقابل، تعرض نجوم الهلال ومدربهم البرتغالي جورجي جيسوس لانتقادات قوية هذا الموسم، بسبب خسارة 4 مباريات، والتعادل في 3 مناسبات، بجانب السقوط خارج الديار أمام باختاكور الأوزبكي في ذهاب ثمن نهائي نخبة آسيا.

كل هذا التراجع، تسبب في ثورة جماهيرية، والمطالبة برحيل جيسوس قبل نهاية الموسم، وهو ما دفعه للحديث عن قدرات الفريق، والإنجازات التي حققها منذ الموسم الماضي.

وعانى نجوم الهلال من إصابات مستمرة، متمثلة في ياسر الشهراني وعلي البليهي والثنائي البرتغالي روبن نيفيز وجواو كانسيلو، بجانب الصربيين ألكسندر ميتروفيتش وميلينكوفيتش سافيتش.

وقال جيسوس: "التراجع في المستوى والإصابات، أمر طبيعي لجميع فريق العالم، وهذه هي ضريبة الأندية الكبرى، ويجب على الجماهير دعمنا، صحيح نعاني من الضغط، ولكن ماذا سنفعل؟، سنستمر في المنافسة".

مهمة انتحارية

تتوقف حاليا منافسات الأندية حول العالم، بسبب الأجندة الدولية لشهر مارس/آذار الجاري، والتي تشارك فيها المنتخبات بكافة المسابقات.

لكن بعد نهاية الشهر الجاري، سيواجه الريال والهلال، مهمة انتحارية بسبب الضغط الهائل، فالزعيم سيخوض 5 مباريات في أبريل/نيسان المقبل.

وسيبدأ الهلال مشوار المهمة، بمواجهة جاره اللدود النصر، ثم سيلعب ضد الاتفاق والخليج والشباب في الدوري السعودي، ثم يختتم الشهر بلقاء جوانغجو الكوري الجنوبي، في ذهاب ربع نهائي البطولة الآسيوية.

في المقابل، سيواجه الريال ضغطا هائلا، حيث سيلعب 8 مباريات في مختلف البطولات، متمثلة في ريال سوسيداد بكأس الملك، بالإضافة إلى ليجانيس وفالنسيا وديبورتيفو آلافيس وأتلتيك بلباو وخيتافي، بجانب مواجهتي آرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وبالتالي، فإن الثنائي التاريخي، سيكون أمام مهمة انتحارية تتمثل في الحفاظ على القمة، تزامنا مع حالة الإرهاق التي ستضرب نجوم الفريقين.

سلاح ذو حدين



كل هذه الضغوطات، تأتي قبل صدام الهلال وريال مدريد في بطولة كأس العالم للأندية 2025، حيث يقع الثنائي في المجموعة الثامنة التي تضم سالزبورج النمساوي وباتشوكا المكسيكي.

وبطبيعة الحال، يحلم الثنائي بحصد اللقب، وهو أمر لن يكون صعبا على الهلال في الوقت الحالي، بسبب امتلاكه مجموعة من أبرز نجوم العالم، بالإضافة لتصريحات جيسوس التي أكد خلالها رغبته في المنافسة بقوة على البطولة.

ومن المتوقع أن يجري الثنائي مجموعة من الصفقات القوية في كافة المراكز، وخاصة الهلال من أجل الظهور بصورة قوية، في ظل صعوبة النظام الجديد المتمثل في مشاركة 32 فريقا من مختلف أندية العالم.

والمهمة الانتحارية التي ستواجه الفريقين، ستكون بمثابة سلاح ذو حدين بالنسبة لهما، لأن حال الخروج منها بتحقيق النجاح، سيؤدي لمشاركة مذهلة في مونديال الأندية قد تصل لتحقيق اللقب.

ولكن السقوط في فخ المهمة، سيؤدي إلى هجوم وانتقادات جماهيرية وإعلامية مع تغييرات قوية داخل الفريقين، وهو ما سيجعل أحلام المونديال صعبة.

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي