وبحال انتخاب سامارانش، سيسير على خطى والده الذي يحمل نفس اسمه، ليصبح الثنائي أول أب وابنه يتم اختيارهما للمنصب المرموق، فيما سيكون كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أول بريطاني رئيسا للمنظمة الدولية.
بينما ستنفرد كوفنتري (41 عاما) بميزة أول سيدة وأول أفريقية والأصغر بين الرؤساء السابقين.
ومن المرشحين أيضا، رئيس الاتحاد الدولي للتزلج والناشط البيئي السويدي-البريطاني يوهان إلياش، رئيس الاتحاد الدولي للجمباز الياباني موريناري واتانابي، رئيس الاتحاد الدولي للدراجات الهوائية الفرنسي دافيد لابارتيان، والأمير فيصل بن الحسين شقيق ملك الأردن.
وتبدو انتخابات كوستا نافارينو (اليونان) على ضفاف البحر الأيوني، على النقيض تماما من الانتخابات السابقة في 2021 والتي شهدت إعادة انتخاب باخ بأغلبية ساحقة حين كان المرشح الوحيد للمنصب.
في هذا "العالم المعقد للغاية" حسب سامارانش، حيث أصبحت الحقائق السابقة مثل "العالمية، الأخوة، الوحدة" موضع نزاع، ليس هذا الوقت المناسب للقفز في المجهول.
أكد ابن الخامسة والستين وصاحب خبرة عقدين في اللجنة الدولية، انه يملك الشخصية المطلوبة لقيادة اللجنة.
قال في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لا يتعلق الأمر بالجنس أو القارة.. حتّى في أفضل الظروف، يجب أن ننتخب الشخص الأفضل للمنصب".
وبحال نجاحه، سيتولى سامارانش لجنة مختلفة تماما عن تلك التي قادها والده بين 1980 و2001 وأجرى تغييرات جذرية على هيكليتها المالية.
رغم ذلك، رفض "خوانيتو" مرارا مقارنته بوالده "لا شيء مما فعله هو وكل هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين لإحياء الألعاب الأولمبية، مرتبط بما نواجه راهنا".
كو "الخلافي" وكوفنتري المتحفظة إعلاميا
وقد يبدو كو بالنسبة لباخ شخصية خلافية، رغم أن كثيرين يعتبرونه مستقلا.
وفيما يضفي سامارانش جونيور طابعا هادئا، يتميز حامل ذهبيتين أولمبيتين في سباق 1500 م بالكاريزما والفطنة.
يملك كو (68 عاما) سيرة ذاتية لافتا مشرّع سابق عن حزب المحافظين اليميني-الوسطي، كان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012، بعدما قاد ملف ترشحها بنجاح على حساب باريس الأوفر حظا.
ويُنسب اليه الإصلاح في الاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد تبوئه الرئاسة في 2015.
ووعد أعضاء اللجنة الدولية برفع الصوت أكثر من فترة باخ الممتدة 12 عاما، وقال لفرانس برس إن مقاربته ستكون "عدم التدخل في التفاصيل الدقيقة".
وتابع كو الذي أثار حفيظة الحركة الأولمبية عندما قرر منح مكافآت لحاملي الميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية "إذا كان لديك أشخاص أذكياء جدا حولك وطموحك كقائد أن يكون حولك أشخاص أذكى منك، فعليك الاستفادة منهم، لا تفرّط في الإدارة الدقيقة".
وقام كل من سامارانش جونيور وكو بحملات إعلامية كبيرة، خلافا لكوفنتري المتحفظة.
وتُعدّ الفائزة بسبع ميداليات أولمبية في السباحة، بينها ذهبيتان، المرشحة المفضلة لدى باخ رغم نفيها.
وقالت كوفنتري التي تبدو حازمة بشأن حماية النساء في الرياضة "أفضل وسيلة بالنسبة الي، متابعة الدفع نحو المساواة بين الجنسين لدى المدربين والمسؤولين الرياضيين لدينا".
وأردفت "لكني أريد القيام بهذا الأمر بنفسي. مع خبرتي كرياضية، تعاملي مع قضايا سياسية حساسة في زيمبابوي، عبر القدوم من دولة تقع في جنوب الكرة الأرضية، لكن أيضا من خلال دراستي في الولايات المتحدة والإقامة هناك فترة طويلة، بت أملك وجهة نظر خاصة بي".
لا ترى الزيمبابوية مشكلة في الترشح، رغم كونها وزيرة للرياضة في حكومة تم التشكيك في نزاهتها بعد انتخابات 2023.
مع ذلك، تقول إن مشاركتها في الحكومة سمحت لها بإجراء إصلاحات من الداخل "تعلمت أشياء كثيرة منذ تولي هذا الدور الوزاري. أخذت على عاتقي تغيير الكثير من السياسات داخل بلدي وكيفية تنفيذ الأمور".
وأضافت "أعتقد أن كل بلد لديه تحدياته ومشكلاته، أليس كذلك؟ بالنظر إلى زيمبابوي تحديدا، كانت انتخابات 2023 المرة الأولى منذ أكثر من 20 أو 30 عاما التي لم تشهد عنفا، هذه خطوة في الاتجاه الصحيح".
وترى كوفنتري أن انتخابها سيكون "شيئا عظيما" لقارة أفريقيا وسيظهر أن اللجنة الأولمبية الدولية "منظمة عالمية حقا".
وانتقد كو عملية الانتخاب معبرا عن استيائه من قصر مدة العرض التقديمي المخصص لكل مرشح، الذي اقتصر على 20 دقيقة فقط أمام 109 أعضاء في اللجنة الدولية الذين سيختارون الرئيس الجديد.
ولا يبدو كو المرشح الأقوى، خصوصا في ظل تقارير عن اتصال باخ ببعض الأعضاء لعدم التصويت له.
مع ذلك، قال عضو في اللجنة الدولية لفرانس برس "لا تستبعدوا كو أبدا... هو لا يقبل الخسارة".