ثلاثة أندية أوروبية معروفة، تعود ملكيتها لملاك عرب، وتجربتها حتى الآن تعتبر ناجحة، لكنها تتباين من ناد إلى آخر، فهناك من لجأ إلى الوجبات الجاهزة عبر استقطاب أفضل مواهب اللعبة، وهناك أيضا من كسر الأرقام القياسية من أجل الحصول على ألمع نجوم العالم، فيما فرضت سياسة البحث عن حاجات الفريق بمنطقية دون الانجراف وراء الصفقات الثقيلة، نفسها لتحقق نجاحا لم يتوقعه كثيرون.
مانشستر سيتي.. استقطاب الأفضل
احتاج النادي لبعض الوقت للوقوف على قدميه، من خلال إجراء بعض الصفقات المهمة التي حصل من خلالها على لاعبين أمثل روبينيو وكارلوس تيفيز، واحتاج سيتي إلى 3 أعوام لإحراز لقبه الأول في عهد الملكية الجديدة، بعدما توج بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي العام 2011.

وبعدها بعام واحد، أحرز مانشستر سيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم تمكن من تسطير نفسه كمنافس دائم، خصوصا بعد الحصول على خدمات المدرب الإسباني بيب جوارديولا، الذي فاز الفريق تحت لوائه بلقب البريميرليج ست مرات، كما ساهم في تحقيق حلم الملاك بإحراز لقب دوري أبطال أوروبا العام 2023.
لكن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق بوجود جوارديولا وحده، فكان هناك لاعبون شكلوا رموزا للمرحلة، أبرزهم الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، الإسباني دافيد سيلفا، البلجيكي كيفن دي بروين، وأخيرا النجم الهولندي إيرلينج هالاند.
سان جيرمان.. صراع "الأنا"
في باريس سان جيرمان تبدو القصة مختلفة، رغم أن السياسة ليست مختلفة كثيرا عن تلك التي اتبعها مانشستر سيتي. وبالرغم من سيطرته محليا، إلا أنه عجز حتى الآن عن تحقيق مراد الملاك القطريين عبر رفع كأس دوري أبطال أوروبا.
سيطرت مجموعة قطر للاستثمارات الرياضية على باريس سان جيرمان في العام 2011، واتبع رئيس النادي ناصر الخليفي، سياسة ضم أبرز نجوم كرة القدم على مستوى العالم.
البداية كانت عبر ضم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي تياجو سيلفا، وتبعهما الأوروجوياني إدينسون كافاني، ورغم الهيمنة محليا، إلا أن حلم لقب دوري الأبطال بقي بعيد المنال.
وبدأ سان جيرمان سياسة أكثر تطرفا من الناحية المالية، عندما اشترى خدمات البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون يورو العام 2017، وفي نفس العام حصل على توقيع كيليان مبابي بصفقة مؤقتة قبل أن يتم تثبيتها في العام التالي مقابل 180 مليون يورو.

اقترب سان جيرمان من الحلم الأوروبي عام 2020، عندما وصل إلى النهائي قبل الخسارة أمام باريس سان جيرمان، ليقدم بعد ذلك على خطوة مرعبة بضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
لكن صراعات خفية بين أبرز النجوم داخل الفريق، ألقت بظلالها على الفريق الذي أشرف عليه مدربون محنكون أمثال توماس توخيل وماوريسيو بوكيتينو وكريستوفر جالتييه، فرحل ميسي ونيمار، ثم لحق مبابي بهما.
بيد أن الفريق بات أكثر استقرارا من الناحية الفنية مع رحيل النجوم، حيث تمكن المدرب الإسباني لويس إنريكي من بناء فريق قوي، معتمدا على صفقات منطقية يمكنه البناء عليها للمستقبل، فأصبح لاعبون أمثال فابيان رويز وبرادلي باركولا وعثمان ديمبيلي وفيتينيا ونونو منديز، أساسا لفريق بات من الصعب هزيمته، بانتظار أن يحقق إنجازات أفضل من التشكيلات التي سبقته.
نيوكاسل.. المنطق يسود
اشترى صندوق الاستثمار السعودي نادي نيوكاسل يونايتد العام 2011، بعد ملكية دامت 14 عاما لرجل الأعمال الجدلي مايك آشلي، ومع توقعات بأن يبرم النادي الإنجليزي صفقات باهظة، فاجأت الإدارة السعودية الجديدة جماهير النادي بسياسة أكثر عقلانية، مفضلة البناء بخطوات بطيئة من أجل تأسيس قاعدة إنجازات قوية.
تعاقد نيوكاسل خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، مع لاعبين محليين أثبتوا نجوميتهم مع فرقهم السابقة، على شاكلة أنتوني جوردون وهارفي بارنز ولويس هال وداني بيرن، إلى جانب لاعبين أجانب باتوا علامات بارزة في الدوري الإنجليزي، مثل قائد الفريق برونو جيمارايش، والمدافع الهولندي زفن بوتمان والهداف السويدي ألكسندر أيزاك، تحت قيادة مدرب محلي مجتهد هو إيدي هاو.
وتأهل نيوكاسل إلى نهائي كأس الرابطة العام 2023، بيد أنه خسر أمام مانشستر يونايتد، وتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكنه وصل أخيرا إلى منصة التتويج هذا الموسم، عبر إحراز لقب كأس الرابطة على حساب ليفربول.