يعيش بيدري نجم برشلونة، أفضل فترة في مسيرته الكروية على الإطلاق، بشهادة كل عشاق ومحبي كرة القدم في العالم.

وأصبح بيدري، عنصرًا لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية للبلوجرانا، وأحد أهم أسلحة المدرب الألماني هانز فليك.

وساهم بيدري بشكل قوي في جعل برشلونة منافسًا قويًا على الليجا وكأس الملك في الموسم الحالي، بجانب التأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وكانت أبرز مشكلات بيدري خلال المواسم الماضية، الإصابات التي أثرت على مستواه بين حين وآخر، لكنه تجاوز هذه الأزمة بصورة واضحة في الموسم الحالي.

ورغم تألق الثنائي الهجومي رافينيا ولامين يامال، على مستوى الأرقام التهديفية، إلا أن كثيرين يرون بيدري هو مفتاح جميع هجمات البارسا، ومن خلاله تبدأ الخطورة.

وبدأ البعض يرشح بيدري لحصد الكرة الذهبية في عام 2025، بالنظر إلى مستواه الحالي، مع احتمالية تتويج برشلونة بالألقاب في ظل تألقه محليًا وأوروبيًا.

الكرة الذهبية

"لا أحد يستحق الكرة الذهبية أكثر من بيدري، والجميع يعرف قدراته كلاعب"، كانت هذه تصريحات جافي لاعب برشلونة عن بيدري قبل أيام.

ورغم أن الصراع هذا العام على الكرة الذهبية لن يكون سهلا في ظل تألق لاعبين مثل رافينيا ولامين يامال مع برشلونة، وأيضًا مبابي نجم ريال مدريد بجانب إبهار محمد صلاح في البريميرليج مع ليفربول، وهاري كين مع بايرن ميونخ في البوندسليجا، لكن بيدري بدأ يقتحم هذا الصراع أيضًا.

بيدري هذا الموسم أحد أهم وأفضل اللاعبين في العالم، وليس في صفوف برشلونة فقط، حيث يحافظ على تألقه مباراة تلو الأخرى، ويضع بصمته في كل المناسبات، ليس على المستوى الهجومي فقط بل والدفاعي أيضًا.

تحركات برشلونة تمر عبر بيدري، كما أن تأثيره على أسلوب اللعب لا جدال فيه، وحين يتألق، يستجيب الفريق بأداء مميز.

وبالتالي كل ما ينقص بيدري هو تتويج برشلونة بالليجا ودوري الأبطال والكأس، وذلك بعد التتويج بأولى الألقاب وهو السوبر الإسباني في يناير/كانون الثاني الماضي على حساب الغريم التقليدي ريال مدريد، ليضمن بيدري المنافسة بقوة على الكرة الذهبية.



تأثير فليك

أجرى مدرب الفريق الكتالوني هانز فليك تغييرًا تكتيكيًا جوهريًا، أعاد من خلاله اكتشاف إمكانيات بيدري، حيث نقله من مركز متقدم إلى دور أعمق بجوار لاعب ارتكاز مثل مارك كاسادو أو فرينكي دي يونج.

وتأتي فكرة فليك من منطلق أن بيدري هو أكثر لاعبي برشلونة تميزًا في الاحتفاظ بالكرة، وهذا التعديل لم يعزز فقط تأثيره في خط الوسط، بل جعله عنصرًا محوريًا في منظومة الفريق.

بيدري خلال 41 مباراة هذا الموسم حتى الآن، سجل 5 أهداف وصنع 6 أخرى، بفضل هذا الدور الجديد، وبات حلقة الوصل المثالية بين الدفاع والهجوم، وأحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في تشكيلة البلوجرانا.

وقال بيدري لصحيفة "موندو ديبورتيفو": "أشعر بالتحرر، أعتقد أن فليك نقل لي هذه الفكرة أيضًا، أن ألعب دون ضغوط، أن أفعل ما أعرفه، وأنا الآن أشعر براحة أكبر".

كابوس الإصابات

تبقى فقط الإصابات كابوسًا بالنسبة لبيدري، ففي عام 2021، تعرض بيدري لإجهاد بدني هائل، حيث خاض 52 مباراة مع برشلونة، بالإضافة إلى مشاركته مع المنتخب الإسباني في كأس الأمم الأوروبية والأولمبياد خلال الصيف نفسه.

بيدري بعمر الـ18 عاما وقتها، لم يكن مستعدًا جسديًا لتحمل هذا الضغط المكثف الناتج عن اللعب المتواصل على أعلى المستويات.

ومع مرور الوقت، بدأ جسده في الانهيار، ليواجه إصابتين متتاليتين في أوتار الركبة خلال موسم 2021-22، ما أدى إلى غيابه لفترات طويلة.

حينها، تصاعدت المخاوف بشأن تأثير الإجهاد المفرط على مستقبله الكروي، خاصة أنه خاض 73 مباراة مع برشلونة ومنتخب إسبانيا خلال موسم 2020-21.

وأصبح هناك قلق حقيقي من أن هذه الضغوط المتراكمة قد تعيق تعافيه الكامل، تمامًا كما حدث مع زميله أنسو فاتي الذي لا يزال عالقا حتى الآن في مسلسل الإصابات ليخفت نجمه بشده.



خطوة جريئة

وفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، فإن السر وراء استعادة بيدري لمستواه يعود إلى خطوة جريئة اتخذها ناديه لمساعدته في التغلب على مشكلاته البدنية.

قرر برشلونة تحليل عينات من عضلاته لإجراء فحص جيني يهدف إلى تحديد الأسباب الحقيقية لإصاباته المتكررة.

وذكرت الصحيفة أن النادي اصطحب العينة معه خلال معسكره الصيفي في الولايات المتحدة، حيث تم إرسالها إلى مختبر متخصص في دراسة أمراض العضلات الوراثية بمدينة بالتيمور.

وأشارت النتائج إلى أن بيدري يعاني من "ضعف القدرة على التحمل العضلي"، مما استدعى وضع برنامج تدريبي خاص خارج إطار التدريبات المعتادة في النادي.

ولتنفيذ هذه التوصيات، قرر رئيس برشلونة، خوان لابورتا، بالتعاون مع المدير الرياضي ديكو، تعيين الخبير البدني الشهير جوليو توس للإشراف على البرنامج التأهيلي لبيدري، حيث تولى تدريبه بشكل مباشر في منزله بجزر الكناري.

ويحظى توس بثقة تامة من لابورتا وديكو، ما يعكس أهمية هذا المشروع في ضمان استعادة اللاعب لأفضل مستوياته.