شهر رمضان له طابع خاص من الذكريات الرياضية، وخاصة لعب الكرة التي تعتبر جزءاً أساسياً من طفولتنا وكانت مبارياتها تمتد حتى وقت السحور في أجواء مليئة بالحماس والتحدي، واليوم تغير الحال فأصبحت هناك دورات رمضانية تخصص لها جوائز بالملايين، وفيها متابعات وفرق تنظيمية ولجان عمل تطوعية بصورة جميلة تبين حرص هذه المؤسسات بإقامة دورة رمضانية بطريقة شبه دورة أولمبية مصغرة، فنجد بعضها تنظم من خلالها العديد من الأنشطة الرياضية المتنوعة، حيث يتألق اللاعبون ويقدمون مهاراتهم وسط حضور جماهيري كبير ينتظر الجوائز التي تقدم له من قبل اللجان المشرفة، في إطار حرصهم على تشجيع الجميع على الحضور والمتابعة، وبالطبع يتصدر اللاعبون غير المواطنين المشهد ويصبحون الأوراق الرابحة للفرق، وهذه أيضاً ظاهرة لم تكن موجودة «زمان»، عندما بدأت الدورات الرمضانية في أواخر الستينات وتحديداً في كرة القدم، وأذكر أن أشهر دورة كانت بنادي الخليج بالشارقة، توفرت فيه الإضاءة يومها وشاركت معظم فرق الإمارات، وكان التنافس قوياً بين فرق دبي والشارقة، ويعتبر المرحوم الأستاذ السوري علاء نيازي مدرس التربية الرياضية صاحب فكرة الدورات الرمضانية، والذي كان أيضاً مدرباً لفريق الخليج الذي دمج مع العروبة عام 73 وأصبح الشارقة حالياً، كما أشاد العديد من الذين شاركوا في بدايات انطلاقة هذه الدورة بدوره، بل إنه رتب لزيارة فريق الخليج لعدة جولات عربية عام 70 بسوريا والعراق والكويت، في تلك الفترة كان دور المدرس لم يكن فقط أمام «السبورة»، لكن له عدة أدوار إنسانية اجتماعية ما حبب الصغار للدراسة والرياضة!
كانت تلك الأيام مليئة بالحماس والمتعة وتشكل تحدياً خاصة بعد صلاة التراويح، فكانت الدورات الرمضانية الخيار المثالي. الآن تغير الزمن وتغيرت العادات والأنشطة التي كنا نعيشها بحب وشغف، وتبقى الذكريات دائماً جميلة تحمل روح الطفولة، ذكريات من الود الحب والصداقة الصادقة التي كانت تجمع الجميع دون أي اعتبارات سوى الاستمتاع باللعب، وما زال الحديث عنها مستمراً حتى اليوم، وتلك الذكريات التي صنعناها في تلك الحقبة الزمنية ما زالت محفورة في قلوبنا، رمضان لم يكن مجرد شهر للصيام بل كان مناسبة للفرح والتواصل الإنساني الحقيقي .. والله من وراء القصد.
نقلًا عن البيان الإماراتية
تذكرت الأستاذ علاء
10 مارس 2025
