ومن دون كريستيانو رونالدو، لم ينجح النصر في تحويل سلسلة الفرص التي أتيحت له إلى أهداف، واكتفى بالتعادل السلبي مع مضيفه الإيراني.
وغاب عن النصر اليوم كريستيانو رونالدو ومواطنه أوتافيو، بالإضافة إلى المدافع الإسباني إيميريك لابورت.
عهد ما قبل دوران
ولم يكن أمام المدرب بيولي لتعويض رونالدو سوى الدفع بمهاجم آخر بجانب جون دوران، والإبقاء على طريقة 4-4-2، وكان ساديو ماني هو المرشح الأبرز للانضمام للقلب، مع وضع أنجيلو أو أيمن يحيى على الجانب الأيسر.
لكن المدرب الإيطالي اختار العودة إلى عصر ما قبل دوران، ولجأ لطريقة 4-2-3-1، بالاعتماد على مهاجم وحيد، سيكون هو المهاجم الكولومبي نفسه بدلًا من رونالدو.

وفي ظل غياب أوتافيو الذي كان يجيد اللعب كصانع ألعاب، اضطر مدرب ميلان السابق للاعتماد على أيمن يحيى في هذا المركز، مع التبادل بينه وبين أنجيلو.
زحام نصراوي
ورغم أن هذه الطريقة منحت النصر الاستحواذ على الكرة، مع تقارب الخطوط وتكوين مثلثات بشكل مستمر، لا سيما على الجانب الأيمن، لكن هذه الميزة نفسها تحولت إلى عيب.
وإلى جانب نواف بوشل وأنجيلو مال كل من أيمن يحيى وعلي الحسن للجبهة اليمنى أيضا. ومع دخول ماني للعمق باستمرار، انعزل سالم النجدي في الجبهة اليسرى، مما سهل القضاء على أي خطورة من ناحيته.
في المقابل، تسبب هذا الزحام في بعض العشوائية بالجبهة اليمنى، مما قلل من خطورة تلك الناحية أيضًا.
ساحر جديد
ولم يتغير هذا الأمر سوى بعد نحو ربع ساعة، عندما بدأ انتشار لاعبي النصر يتحسن، ليتحول من مرحلة الاستحواذ إلى تشكيل الخطورة على مرمى الاستقلال.
وبدأت الخطورة عندما التزم أيمن يحيى بمهام مركزه كصانع ألعاب، ودخول أنجيلو وماني للعمق لمهاجمة أنصاف المساحات وخلق زيادة عددية، مع فتح بوشل والنجدي طرفي الملعب لتوسيع المساحات في دفاعات الخصم.
في ذلك الحين بدأ أيمن يحيى ينثر سحره، حيث بدأت المساحات تظهر في دفاعات الاستقلال، ليستغلها اللاعب السعودي من خلال صناعة فرصتين خطيرتين في العمق لجون دوران.
واستغل دوران نفسه تلك المساحات بشكل مميز أيضًا، حيث تبادل الكرة بشكل مميز مع أنجيلو وكاد يسجل من فرصة ثالثة.
تبادل الوجوه

أمام ضغط النصر القوي اعتمد الاستقلال على الهجمات المرتدة في الشوط الأول، وحاول التسجيل من التسديدات البعيدة والكرات العرضية.
لكن الوجوه تبدلت في الشوط الثاني، حيث دخل الفريق الإيراني بقوة، وهجمات منظمة، مقابل تراجع غير مُبرر للعالمي.
واستغل الاستقلال قصر قامة ظهيري النصر، إضافة إلى ضعفهما الواضح في التغطية العكسية، وكثف الكرات العرضية.
في المقابل، فشل النصر في التصدي لعرضيات الاستقلال الخطيرة، ولم ينقذه منها سوى فشل لاعبي الفريق الإيراني في ترجمتها.
ووسط هذا الضغط القوي من الاستقلال، لجأ النصر للهجمات المعاكسة، وكاد دوران يسجل منها هدفا في فرصة رابعة ضائعة منه.
دوران وماني!
انطلاقة الاستقلال في الشوط الثاني لم تكن سوى انتفاضة حماسية لم تتجاوز 15 دقيقة، حيث تقهقر الفريق للدفاع مرة أخرى تاركًا الكرة في أقدام لاعبي النصر.
وبمجرد امتلاك الكرة، واصل النصر تشكيل الخطورة على مرمى الاستقلال، من خلال تمريرات سحرية تلقاها دوران من بروزوفيتش وأنجيلو أمام مرمى الفريق الإيراني.
غير أن دوران كما تفنن في تسجيل الأهداف بأول مباراتين مع النصر في الدوري السعودي، تفنن أيضًا في إضاعتها في تلك المباراة الآسيوية.
وإذا كان دوران قد تفنن في إهدار الكرات أمام المرمى، فإن ساديو ماني كان نقطة الضعف الأبرز، إذ كان سببًا رئيسيًا في فقدان الكرة بعيدًا عن المرمى، قبل بداية الهجمات، بسبب سوء القرارات.
ورغم ذلك، أبقى بيولي على الثنائي في الملعب حتى نهاية المباراة، وهو أمر مفهوم بالنسبة لدوران الذي لا يمتلك النصر مهاجمًا غيره، لكنه غير مفسر لماني.
وبدلًا من التخلص من اللاعب السنغالي غير الموفق، قرر بيولي إقصاء أنجيلو الذي قدم مستويات جيدة، لا سيما في الشوط الثاني، وأشرك بدلًا منه مواطنه ويسلي، مع إدخال ماني كمهاجم ثانٍ، وتحويل أيمن يحيى إلى الجناح الأيمن.
غير أن ويسلي هو الآخر لم يكن على قدر المُنتظر منه، ففقد الكرة في أكثر من مناسبة، وفشل في تشكيل أي خطورة من الجناح الأيسر.
في النهاية، بدا واضحًا أن النصر يفتقد رونالدو، فرغم الكم الكبير من الفرص الذي أتيح لدوران، لكنه فشل في تحويل أيٍ منها إلى هدف، ليؤكد أن النجم البرتغالي هو بدر النصر اللامع في كل لياليه الظلماء.