إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي الله، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فالمسيرة الكروية الأهم في حياة المرحوم المدرب القدير عبدالله صقر المري هي قيادته للمنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2002 خلال تولي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، رئاسة اتحاد الكرة، بالإضافة إلى تدريبه المنتخبات الوطنية للمراحل السنية والعديد من أندية الدولة؛ الشباب والأهلي والنصر وحتا وغيرها، كان رجلاً مخلصاً وعاشقاً للمهنة، هو حالة خاصة من أبناء الوطن، بجانب كونه مدرباً فهو الأديب الذي ينتمي إلى الجيل الأول من المبدعين، حيث جمع بين عالمين قلّما يجتمعان لشخص واحد، أولهما عالم الاحتراف الرياضي في كرة القدم، فهو أول مدرب محترف عام 84 الذي بدأه لاعباً قاد فريقه إلى العديد من الإنجازات، ثم مدرباً عمل مع المدربين العالميين الذين دربوا منتخبنا كمساعد لهم، ثم مديراً لأكاديمية رياضية تخرج الموهوبين في مجال كرة القدم، أعطى وقته للرياضة والأدب وتخصص في الكتابة الأدبية التي بدأها قاصّاً، وكان له قصب السبق في ريادة هذا الفن عندما أصدر في عام 1974 مجموعته القصصية الوحيدة «الخشبة»، فهو له باع في هذا المجال، كما أسس مدرسة لكرة القدم وتواجد بها يومياً مع رفقاء درب أبناء الشباب القدامى، وله قصة مع فريق أكاديمية الكرة الخاصة التي يشرف عليها، خاصة وأنه عاشق للأكاديميات، كما كان يعشق الأدب وكتابة القصة، كما أن تاريخه الناصع البياض ساعده في تحقيق الكثير.. وهو صاحب مشروع «القلم الرياضي»، ونجح في تكوين مجموعة تصل إلى 40 مواطناً كانت لهم كتابات في الشأن الرياضي، وكان هو من بين كتّاب «البيان الرياضي» في التسعينيات، ودائماً لديه أفكار ومشاريع وطنية تهدف إلى تطوير فكرنا في طرح القضايا التي تخدم واقعنا الرياضي، لا نقول يا بوصقر إلا وداعاً، لقد رحلت وتركت فراغاً.. ذكراك ستبقى خالدة في قلوب محبيك، وقلمك الذي توقف برحيلك سيظل في ذاكرة الوطن.
نقلا عن البيان الإماراتية
توقف القلم
3 مارس 2025
