أتالانتا عانى من صفعة مدوية أمام كلوب بروج، بعدما تلقى خسارة في لقاء الذهاب ببلجيكا بنتيجة (2-1)، وفي الإياب وبين جماهيره (3-1).
وودع أتالانتا منافسات دوري الأبطال سريعا، بالرغم من أنه كان المفضل للعبور للدور التالي، خاصة وأنه قدم موسما لافتا وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل مباشرة لثمن النهائي لولا التعادل الأخير ضد برشلونة.
شهد لقاء الإياب حالة من الهجوم غير المبرر من جانب جاسبريني على لاعبه النيجيري أديمولا لوكمان، أحد أبرز نجوم الفريق بالسنوات الأخيرة.
وأهدر لوكمان ركلة جزاء ضد بروج في الشوط الثاني، ليخرج المدرب بعد المباراة بهجوم عنيف على لاعبه، في محاولة منه لإخفاء حالة الفشل التي ضربت الفريق.
وقال مدرب أتالانتا: "لم يكن من المفترض أن يسدد لوكمان ركلة الجزاء هذه، فهو أحد أسوأ منفذي ركلات الجزاء الذين رأيتهم على الإطلاق".

وأضاف: "لديه سجل فظيع بصراحة حتى في التدريبات، فهو لا ينجح في تحويل سوى القليل منها. ريتيجي ودي كيتيلار كانا موجودين لكن لوكمان في لحظة حماس بعد التسجيل، قرر أخذ الكرة وكانت هذه لفتة لم أقدرها أبدا".
التصريحات جاءت قاسية من مدرب قلل من إمكانيات أبرز لاعبي الفريق وأكثرهم مساهمة في الأهداف، ورجل البطولة الوحيدة لجاسبريني بمسيرته التدريبية.
الأرقام تفضح جاسبريني
بالنظر لما قاله المدرب عن كون لوكمان هو أحد أسوأ منفذي ركلات الجزاء، نجد أن المهاجم لم يهدر أي ركلة مع أتالانتا خلال مسيرته قبل المباراة الأخيرة.
ففي موسم (2022-2023)، سدد النيجيري ثلاث ركلات جزاء تمكن من تسجيلهم جميعا، فسدد ركلة ضد نابولي وواحدة أمام إنتر، والثالثة ضد ساليرنيتانا.
وبالموسم الحالي (2024-2025)، سدد لوكمان ركلة جزاء في بداية الموسم أمام كومو وحولها بنجاح داخل الشباك، ليسجل 4 أهداف من 4 ركلات.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يهدر فيها لوكمان ركلة جزاء بقميص أتالانتا، بعدما أضاعها ضد كلوب بروج.
نجم مؤثر
يدين فريق أتالانتا بلاشك إلى نجمه النيجيري لوكمان في الموسم الجيد الذي مر به حتى الآن.
ففي الدوري الإيطالي، ساهم لوكمان في تسجيل 15 هدفا (سجل 10 وصنع 5) خلال 19 مباراة لعبها، كما ساهم بتسجيل 7 أهداف في 7 مباريات بدوري أبطال أوروبا (سجل 5 وصنع 2).
وكان له مساهمات مؤثرة في العديد من المباريات بالكالتشيو، فسجل ثنائية في الفوز على نابولي (3-0)، وسجل هدفا في الفوز على ميلان (2-1)، وصنع هدف التعادل أمام لاتسيو (1-1).

وإذا نظرنا للموسم الماضي، نجد أن أديمولا شارك في 45 مباراة بجميع المسابقات (سجل 17 وصنع 10).
وكان النيجيري مؤثرا جدا في مسار بطولة الدوري الأوروبي، بعدما سجل وصنع في الفوز على مارسيليا بنصف نهائي البطولة (3-0).
وفي النهائي، دخل أتالانتا في مواجهة صعبة أمام باير ليفركوزن الذي لم يتعرض لأي هزيمة طوال الموسم بجميع البطولات.
وسهل لوكمان مهمة فريقه من خلال تسجيل ثلاثية تاريخية (هاتريك) في شباك ليفركوزن، ليمنح ناديه لقب البطولة.
وتعد هذه هي البطولة الأولى في مسيرة جاسبريني التدريبية.
حتى أمام بروج، جلس لوكمان على مقاعد البدلاء، ومع تأخر أتالانتا بثلاثية نظيفة في الشوط الأول، دفع جاسبريني به محاولا قلب النتيجة.
وبالفعل بعد نزوله مباشرة سجل أديمولا هدف تقليص الفارق لكنه أضاع ركلة جزاء تسببت في حالة هياج لمدربه بالنهاية.
ضحية سابقة
لدى جاسبريني ضحية سابقة عانى أيضا من خلافات مريرة مع مدربه وهو الأرجنتيني أليخاندرو جوميز، قائد أتالانتا التاريخي.
في عام 2020، دخل جوميز في خلاف قوي مع مدربه أدى لرحيله بعد أشهر قليلة فقط.
فخلال مواجهة ميتلاند الدنماركي، طلب جاسبريني من جوميز تغيير مركزه في الملعب وهو ما رفضه الأرجنتيني وبرر ذلك بأنه كان يؤدي بشكل جيد للغاية في مركزه، قبل أن يعترف بالخطأ الذي وقع فيه بعصيان قرار مدربه.
ووصل الطرفان لطريق مسدود أدى إلى رحيل جوميز لينتقل في ميركاتو شتاء 2021 إلى إشبيلية الإسباني.
وقال جوميز حينها: "اضطررت لمغادرة النادي، كنت أتوقع اعتذارا من المدرب وهو ما لم يحدث، بالفعل لم أنفذ طلبه وكنت أعلم أنه غاضب وسيقوم باستبدالي بين الشوطين".
وأضاف "لكن في غرفة الملابس بعد الشوط الأول، تجاوز (جاسبريني) الحدود وحاول مهاجمتي جسديا، عندما يكون هناك عدوان جسدي، فهذا أمر لا يطاق ولذلك طلبت لقاء رئيس النادي".
واعترف جوميز بأنه أخبر الرئيس أنه لا يريد مواصلة العمل مع جاسبريني، لكنه أخبره أنه لن يسمح له بالمغادرة، لينتهي الأمر بفصله عن الفريق والتدرب مع الاحتياطيين فقط.
ويبدو أن أتالانتا قد يشهد خروج نجم جديد في الفترة القادمة، بعدما عبر لوكمان عن إحباطه الشديد من تصريحات مدربه في بيان رسمي، ليصبح النادي مهددا بخسارة أحد أفضل لاعبي الفريق.