ورغم وصول "الدون" إلى 40 عاما، إلا أنه لا يتوقف عن تحقيق الإنجازات، وتحطيم الأرقام القياسية، وهو ما يبرهن على عمله المستمرة، بسبب عقليته الاستثنائية.
لكن البعض يفسر تصرفات رونالدو في بعض الأحيان بشكل خاطئ، بسبب غريزته التهديفية، ورغبته في تصدر المشهد بأغلب الأوقات، سواء مع المنتخب البرتغالي أو الأندية التي لعب لها طوال مسيرته.
يرى بعض النقاد ومشجعي كرة القدم، أن رونالدو شخص أناني، لا يحب سوى نفسه، بسبب بعض المواقف التي ظهرت خلال عدة مباريات، والمتمثلة في خطف الأضواء من الجميع.
وما ساعد على تثبيت هذا الرأي، تصريحات بعض النجوم السابقين الذين جاء على رأسهم واين روني أسطورة مانشستر يونايتد، حيث قال "عقلية كريستيانو تهيمن عليها الأهداف فقط، كان أنانيا بعض الشيء، لا يهتم بأي شيء آخر".
وأضاف روني "رونالدو يريد فقط تسجيل الأهداف، وذلك على عكس ليونيل ميسي، الذي يخدم المنظومة بأكملها".

من جانبه، قال الهولندي رفاييل فان دير فارت، الذي سبق وأن زامل رونالدو في ريال مدريد "كريستيانو كان أنانيا بشكل لا يصدق، فإذا فزنا (6-0)، ولم يسجل، لم يكن سعيدا، لكن إذا خسرنا وسجل هدفين، كان يشعر بالرضا".
وفتح الإيطالي أنطونيو كاسانو، لاعب ريال مدريد السابق، النار على الدون، أثناء وجود الأخير مع يوفنتوس، قائلا "مشكلة رونالدو هي نفسه، فهو يعيق عمل بيرلو (المدرب آنذاك)، ولا يمكن أن يكون هناك مدرب يريد العمل مع كريستيانو، لأنه لا يفكر إلا في أهدافه وأرقامه الشخصية".
وشدد "تعاقد يوفنتوس معه، خطأ من البداية، فكان من الأفضل دفع 100 مليون يورو، في اثنين من أفضل اللاعبين، بدلا من أن تضع الضغوطات على المدرب في كيفية التعادل مع رونالدو".
وبخلاف الاتهامات التي تعرض لها الدون على يد اللاعبين، فقد خرجت بعض القصص التي تناولتها الصحف العالمية، حول افتعال الدون للعديد من الأزمات، مع المهاجمين لرغبته في تسجيل الأهداف، مثل الهولندي رود فان نسيتلروي.
كذلك، تسببت أزمة رونالدو الشهيرة مع المدرب الهولندي إيريك تين هاج، داخل مانشستر يونايتد في ارتفاع موجة الانتقادات، ووصفه بالعنصر الفاسد بالمنظومة ليتم فسخ عقده بنهاية المطاف.

مفاجأة رونالدو
رغم الاتهامات العديدة التي طالت رونالدو طوال مسيرته، إلا أن النجم البرتغالي، فاجأ الجميع بتصرف مذهل خلال مباراة منتخب بلاده ضد تركيا، في بطولة كأس الأمم الأوروبية 2024.
وفي هذه المباراة، تمكن رونالدو من تقديم تمريرة حاسمة لزميله برونو هيرنانديز، رغم أنه كان على بعد أمتار قليلة من التسجيل.
وتسببت هذه التمريرة، في ردود فعل مميزة تجاه رونالدو، حيث قال روبن نيفيز لاعب وسط البرتغال والهلال "البعض ليس لديه فكرة عما يدور داخل غرفة خلع الملابس، فإذا عاد الزمن للخلف 10 سنوات، سيقوم رونالدو بنفس الأمر (الأسيست)".
كذلك، دافع الإسباني روبرتو مارتينيز، مدرب البرتغال، عن رونالدو، بسبب تعرضه للانتقادات، نتيجة تنفيذ الركلات الحرة بشكل دائم، ليرد قائلا: "هذا غير صحيح، هو من ضمن الأشخاص المكلفين بالتسديد، بجانب برونو".
وأتم "لكن الأمر أحيانا يعتمد على بعض الأمور، ولكننا محظوظون، بامتلاك هذا الثنائي".

خلطة النصر
خرجت تقارير صحفية خلال الأشهر الأخيرة، تشير إلى أن رونالدو طلب من إدارة النصر، ضرورة التعاقد مع عدة أسماء في بعض المراكز، بهدف المنافسة على الألقاب.
الهداف التاريخي لكرة القدم، لم يطلب ضم مهاجم، بسبب تواجده على رأس الفريق، بحسب التقارير، ولكن رغم ذلك، تعاقد النصر مع الكولومبي جون دوران، قادما من أستون فيلا.
وأثار تعاقد "العالمي" مع دوران، جدلا كبيرا، حيث كان يرى البعض أن تواجده لن يفيد النصر، بسبب وجود رونالدو كرأس حربة، والذي يرغب دائما في التسجيل والتواجد بالملعب.
لكن خلطة النصر "السحرية" المتمثلة في الجمع بين رونالدو ودوران، حققت نجاحا مميزا بعد مرور 3 مباريات فقط، حيث كان النجم الكولومبي سببا في توهج الدون، في ليلة الفوز على الوصل الإماراتي، بتسجيله ثنائية رائعة.
كذلك، شهد لقاء الفيحاء في الجولة 19، ظهورا مذهلا للثنائي الهجومي، حيث سجل دوران ثنائية، وتمكن رونالدو من التعزيز بهدف ثالث.
ويشاء القدر أن الخلطة السحرية التي رفضها رونالدو من البداية، أن تخلصه من الاتهامات التي تعرض لها، بشأن الأنانية، حيث شهدت مباراة الأهلي التي حسمها النصر، بنتيجة (3-2)، ظهورا لافتا للدون.
الأمر لا يرتبط بالتسجيل أو الصناعة فحسب، بل بروح رونالدو العالية، حيث قرر الخروج في الدقيقة 76 بعد التشاور مع مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي، بسبب النقص العددي الذي عانى منه الفريق.

وأدرك رونالدو، أن وجود دوران هو الأهم وقتها، من أجل استغلال قدراته البدنية في الهجمات المرتدة، نتيجة ضغط الأهلي وتقدمه بجميع خطوطه، ليتحول هداف النصر إلى مدرب آخر بالمنطقة الفنية بجانب بيولي، لتشجيع زملائه.
وبالفعل، استغل دوران، مساحات الأهلي، وسجل هدفه الثاني بالمباراة والثالث لفريقه، وهي اللحظة التي قرر فيها رونالدو، الركض خلف اللاعب لمعانقته أمام الجميع، وتحيته على الأداء المذهل.
وأصبح موقف رونالدو، بمثابة منح دوران، دفعة معنوية لتقديم الأفضل وزيادة حبه له، حيث سبق، وأن قال الشاب الكولومبي بأن الدون هو الأفضل في التاريخ.
في الوقت ذاته، يتطلع رونالدو لتحقيق الألقاب مع النصر، ويعلم أن مثل هذه المواقف، ستساعده على الخروج من الباب الكبير وزيادة حب الجماهير، وإنهاء الاتهامات التي يتعرض لها.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي