الهدف الأول لأرسنال سجله مارتن أوديجارد، قائد الفريق بعد دقيقتين من البداية، بعد خطأ في التمرير من مانويل أكانجي، ليقتنص الكرة كاي هافرتز ويرسل بدوره تمريرة عرضية إلى أوديجارد ويسجل، ومن هذا الهدف المبكر بدأت قصة الأهداف الخمسة التي أصابت مرمى السيتي، وهي المرة الثانية التي يسجل فيها أرسنال هدفاً في مرمى مانشستر سيتي بعد دقيقتين منذ عام 1994.
هذا الهدف وضع السيتي تحت ضغط، مضيفاً إليه ضغط مواجهة أرسنال، وضغط الهزائم التي نالها الفريق خلال هذا الموسم، بجانب ذكاء أرتيتا مدرب أرسنال الذي عمل على تحييد «سر أسرار» مانشستر سيتي وهو الهجوم بإطلاق الرصاصة الأولى، فكان ذلك ضغطاً خامساً على فريق جوارديولا، وحاصل جمع تلك الضغوط أفرز محاولات هجومية متسرعة، وعشوائية ومرتبكة، وتمريرات مقطوعة، ومساحات كبيرة في مناطق الدفاع، وانغماس وسط الملعب في البناء للأمام، دون التركيز في تضييق مساحات وسط الملعب وتغطية شباب أرسنال المنطلق، وكان هذا كله مبكراً جداً لم يسمح لمانشستر سيتي ترتيب أوراقه، «وطبخ عودته وأهدافه على نار هادئة»؛ إذ تميز الفريق بالاستحواذ دائماً، وصناعة ثغرات في دفاع المنافس بالصبر، والمهارة والتمرير، وتبادل الكرة والمراكز بهدوء.
الهدف الثالث قتل غريزة الثأر والنضال عند لاعبي السيتي، بواسطة، لويس سكلي.. إنه ليس في الواقع ظهيراً، أو لم يكن كذلك قبل انضمامه للفريق، ولكن مرة أخرى، أصبح دور الظهير شيئاً قابلاً للتغيير، وهو المركز الأكثر سرعة وحداثة، وتمويهاً، وتقدماً من آخر نقاط الملعب إلى المقدمة والعمق دون متابعة، لاسيما لو كان يتميز بالسرعة، ولاسيما لو كان المنافس مشغولاً بالبناء إلى الأمام كي يعود للقاء.
لا شيء يروى في قصة هذه المباراة، بعد هذا الهدف، فالمعنويات في قلوب لاعبي السيتي انسحبت مقابل صعود نضالي وحماسي في أقدام لاعبي أرسنال ليصاب مرمى مانشستر سيتي بهزيمة ثقيلة.
** مباراة مانشستر سيتي وريال مدريد في دوري أبطال أوروبا «ديربي» متكرر في السنوات الأخيرة، وسيكون حدث الساعة والدقيقة في حينه.
نقلاً عن جريدة الاتحاد الإماراتية