إعلان
إعلان

وأخفق نيمار حيث نجح رونالدو!

حفيظ دراجي
28 يناير 202502:43
draghi

بقدر ما نجح التحاق كريستيانو رونالدو بالسعودية في الدفع بسياسة الاستقطاب نحو انتداب مزيد من النجوم، والرفع من مستوى الدوري السعودي وقيمته التسويقية، تأكد مع الوقت فشل صفقة البرازيلي نيمار مع الهلال الذي يقترب من إنهاء العلاقة التعاقدية، قبل ستة أشهر عن نهاية عقده مقابل خسائر مالية كبيرة نتيجة سلسلة الإصابات التي غيبته عن صفوف الفريق لأكثر من سنة، حيث اكتفى بالمشاركة في سبع مباريات فقط، سجل خلالها هدفًا واحدًا في دوري أبطال آسيا، وصنع ثلاث تمريرات حاسمة في دوري روشن السعودي، مقابل نيله 100 مليون دولار خلال موسمه الأول، و70 مليون دولار إلى غاية نهاية عقده الصيف المقبل.

كل التقارير الإعلامية السعودية والبرازيلية تشير إلى أن نيمار يعيش أيامه الأخيرة مع الهلال الذي أبلغه قبل أيام بعدم تسجيله في لائحة الفريق المشارك في الدوري مع بداية السنة الجديدة، ما فتح الباب أمام مفاوضات فسخ العقد بالتراضي لكن الجانب المادي لا يزال يشكل عائقًا كبيرًا في ظل تشبث نيمار بمستحقاته، ورغبة الهلال في الاستغناء عنه من خلال إعارته، أو بيع عقده، أو السماح له بالرحيل حيث يشاء مقابل تنازله عن بقية مستحقاته العالقة، خاصة وأن فريقه البرازيلي السابق سانتوس يسعى لاستعادة لاعبه وقد يكون اتفق معه على تفاصيل الراتب وتفاصيل الإعارة.

بغض النظر عن صيغة الطلاق، ومستقبل اللاعب، فإن الأكيد أن نيمار لن يكون هلاليًا بعد اليوم، وصفقة نيمار كانت فاشلة بسبب الإصابات التي تعرض لها اللاعب وحرَمَت الفريق من خدماته، ومنعته من تقديم ما كان منتظرًا منه، دون أن ينقص ذلك من نجاعة سياسة الاستقطاب التي نجحت مع رونالدو، ساديو ماني، بنزيمة، رياض محرز وفيرمينيو، على أمل أن يتم تعويض نيمار بالمصري محمد صلاح حتى ولو كلفهم ذلك إنفاق 200 مليون دولار أخرى.

بلغة المال تكلفة الاستقطاب السعودي باهظة، خاصة وأن العائدات لا تغطي ما تم إنفاقه، وصفقة نيمار فاشلة حتى من الناحية الفنية لأن الهلال لم يستفد منه، لكن لكل مشروع تكلفة وثمن يجب دفعه لتحقيق فوائد لا تكون بالضرورة مادية بقدر ما تساهم في تطوير الكرة في السعودية، وصناعة الصورة الجميلة وتقديم نموذج جديد ملهم للأجيال الصاعدة رغم بعض الانتقادات التي تعرض لها أصحاب المشروع الكروي السعودي الاستثنائي بسبب تأثيراته السلبية على اللاعبين المحليين والمنتخب السعودي.

الكرة فوز وخسارة، والمشروع نجاح وإخفاق، والاستقطاب السعودي فيه رونالدو ونيمار، والحياة كلها تجارب وخيارات متباينة، نستثمر في أفضلها ونتجاوز الأسوأ منها حتى لا نكررها، رغم أن المشكلة لم تكن في استقطاب نيمار، بقدر ما كانت في إصاباته المتكررة وعدم امتثاله لمتطلبات العلاج والتزامه بما تقتضيه فترة النقاهة، مما فوت عليه فرصة الاستمتاع وإمتاع الناس لموسمين كاملين من عمره.

نقلًا عن الراية القطرية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان