صنع الدولي الجزائري محمد لمين عمورة مهاجم نادي فولسبورج الألماني الحدث بتسجيله ثنائية في شباك البايرن ضمن الجولة الثامنة عشرة من الدوري الألماني، حيث بلغ الهدف رقم ثمانية منذ انطلاقة الموسم، إضافة إلى سبع تمريرات حاسمة تجعل منه أحد أفضل هدافي البوندسليجا، وأحد أكثر المهاجمين تألقا فوق الميادين، ومظلوما إعلاميا، ربما لكونه جزائريا، ويلعب في الدوري الأقل استقطابا ومتابعة مقارنة بدوريات إنجلترا وإسبانيا وفرنسا، رغم تألقه مع المنتخب الجزائري المحلي عندما كان ينشط في وفاق سطيف، وتسجيله ثمانية أهداف في 31 مشاركة دولية مع المنتخب الأول، وتميزه بمهارات فردية عالية تجعل منه لاعبا قادرا على اللعب في أكبر الأندية والدوريات الأوروبية.

صحيح أن قيمته التسويقية فاقت العشرين مليون يورو في ظرف وجيز، ويتطور باستمرار منذ بداية مشواره الاحترافي مع نادي لوجانو السويسري الذي سجل معه 17 هدفا في 66 مباراة، ثم سان جيلواز البلجيكي، 21 هدفا في 45 مباراة، ومنذ انطلاقة الموسم مع نادي فولسبورج، وبلغ مستوى متميزا ودرجة كبيرة من النضج الفني والتكتيكي بفضل سرعته وخفته ومهاراته وحسه التهديفي، لكنه لم يحظ بنفس الاهتمام الإعلامي الذي حظي به الدولي المصري عمر مرموش مهاجم اينتراخت فرانكفورت الذي انتقل إلى السيتي، ولا حتى الإيفواري عماد ديالو الذي يبدع في المان يونايتد تحت أضواء الصحافة البريطانية.

صحيح أيضا أن اللعب في البوندسليجا مع نادي فولفسبورج بعد تجربتين في سويسرا وبلجيكا يعتبر نقلة نوعية مهمة، لكن ربما عدم مروره عبر بوابة الدوري الفرنسي قلل من حظوظه في الانتقال إلى البريميرليج أو الليجا الإسبانية اللتين تستقطبان لاعبي الليجا الفرنسية باستمرار باعتبارها مدرسة كروية كبيرة، كما أن وكيل الأعمال يلعب دورا مهما خاصة عندما يكون اسما معروفا لديه علاقات قوية وقدرة على تسويق لاعب لا يقل شأنا عن غيره حتى إن البعض يشبهه بالمصري محمد صلاح في طريقة لعبه، وأحيانا بالأرجنتيني أغويرو أو البرازيلي روماريو رغم قصر قامته وبنيته النحيفة.

الأكيد أن عمورة موهبة كبيرة يتطور باستمرار بعد أربع سنوات من الاحتراف خارج الجزائر، لذلك يجب ألا يستمر طويلا في الدوري الألماني، إلا إذا انتقل إلى البايرن، لأنه لم يعد صغيرا، ويحتاج إلى أن يكبر أكثر لو انتقل إلى أضواء الدوري الإنجليزي.

نقلا عن الراية القطرية