ما يحدث لمانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي من انهيار متواصل، بسبب سلسلة هزائمه لم يمنع عشاق الكرة من توجيه الأنظار نحو برشلونة الإسباني، الذي ضيّع صدارة الدوري بخسارته على ميدانه أمام أتلتيكو مدريد، رغم المباراة الرائعة التي قدَّمها و بداية الموسم الموفقة التي دفعت بالكثير من المحللين إلى التهليل للمدرب الألماني هانزي فليك واعتباره المنقذ وصاحب الفضل، قبل أن تبدأ الشكوك تحوم بسبب الخسائر الثلاث المتتالية على ميدانه، والرابعة في آخر 7 مباريات في الدوري لفريق لم يخسر سوى 4 مباريات في 34 مباراة سابقة، قبل أن يعيده سيميوني إلى حجمه الحقيقي كفريق شاب لم يبلغ الرشد بعد، ولا يرقى للمنافسة على اللقب.

مواجهة أتلتيكو كانت اختبارًا مُهمًا لفليك وقدرات البرشا الذي أنهى الشوط الأول مُتقدمًا بفضل هدف بيدري، لكن حنكة سيميوني تفوقت على سذاجة هانزي فليك، في غياب نجمه الصاعد لامين جمال المصاب الذي لم يخسر معه البرشا المباريات التي شارك فيها أساسيًا، وكان غيابُه عن التشكيلة الأساسية محسوسًا، في غياب بدائل أخرى يمكنها صناعة الفارق خاصة في الهجوم رغم المستوى الذي أظهره رافينيا، وعودة بيدري وغافي.

منذ الفوز التاريخي على الريال بالأربعة اعتقد البرشا أنه في مستوى المنافسة على اللقب، قبل أن يهزمه لاس بالماس وليغانيس على ميدانه، ويكشف عيوبه دييغو سيميوني الذي حقق أول انتصار له على البارشا في عقر داره، وأول انتصار لفريقه على البارشا في الدوري منذ 2006، وهو في أوج قوته بعد أن حقق 12 انتصارًا متتاليًا في جميع المسابقات من بينها سبع انتصارات في الليغا، ما يؤهله للمنافسة على اللقب والاستثمار في تعثرات البرشا والريال على حد سواء، ويشعل المنافسة على الدوري الإسباني لهذا الموسم، خاصة مع تألق أتلتيك بلباو الرابع بفارق خمس نقاط عن الأتلتيكو.

الحديث عن تعثر البارشا وتراجعه إلى المركز الثالث و الصعوبات التي تصادف هانزي فليك، لا يمنعنا من تثمين فوز الأتلتيكو واستمرار تألقه، وتثمين ما يفعله سيميوني الذي صار شريكًا قويًا في المُنافسة على اللقب بعد أن خلط حسابات المُحللين بانفراده بالريادة بناقص مباراة للريال، وتراجع البرشا إلى المركز الثالث المثير للتساؤلات وعلامات الاستفهام حول قدرة الفريق الكاتالوني على المنافسة وقدرة فليك على صناعة فريق تنافسي في ظرف وجيز تحت ضغوطات تتزايد في أوساط إعلامية وجماهيرية تعودت على الانتصارات والألقاب.

لقد أدرك فليك أن الذي أنجزه منذ بداية الموسم غير كاف، والتفوق على سيميوني وأنشيلوتي يتطلب جهدًا إضافيًا، وخيارات جريئة، وحسابات تكتيكية متنوعة تجمع بين الصرامة الألمانية والخصوصية الإسبانية التي لم يستوعبها لحد الآن رغم قدراته التي لا يشك فيها أحد.

نقلًا عن الراية القطرية