أخيرا توج فينيسيوس بجائزة، وبات لاعب الكرة الأفضل في العالم، باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

المكان اختلف هذه المرة، وأعلن عنه بشكل مفاجئ، حيث تم اختيار العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة الحفل الكبير لجائزة الأفضل التي ينظمها الفيفا سنويا، وكان الموعد عشية نهائي كأس الإنتركونتننتال الذي جمع ريال مدريد وباتشوكا المكسيكي، وكأن الفيفا يريد الرد على كل ما أثير حول الكرة الذهبية وأحقية فينيسيوس بالفوز بها حسب المنتقدين لمنحها للنجم الإسباني رودري.

نقل الحفل إلى الدوحة لم يكن مصادفة، ولا أعتقد أن الأمر له علاقة بالذكرى السنوية الأولى لتتويج الأرجنتين بكأس العالم في ذات المكان - حسب الفيفا- فالهدف منه كان رد الاعتبار لفينيسيوس ونادي ريال مدريد الذي قاطع حفل الكرة الذهبية تماما، ورفض تسلم جائزة افضل نادي وأفضل مدرب لأنشيلوتي، وكأن الأمر يعيدنا إلى عام 2020 حين منحت الجائزة للنجم البولندي ليفاندوفسكي الذي كان حينها يرتدي قميص بايرن ميونخ، كـ "تعويض" عن حجب الكرة الذهبية عنه، في استمرار للمعارك مع القائمين الكرة الذهبية منذ فك الارتباط مع الفيفا عام 2016.

سواء اتفقنا أو اختلفنا، يبقى فينيسيوس نجما يقدم الكثير على أرض الملعب وحقق العديد من الإنجازات في الموسمين الأخيرين، كان ختامها في هذا العام بلقب الإنتركونتننتال وجائزة أفضل لاعب في البطولة (التي هي مباراة واحدة فقط بالنسبة لريال مدريد)، لكن الأمر يتعلق دوما بسلوكه في الملعب والذي دفع النجم الالماني السابق لوثار ماتيوس، لتشبيهه بمواطنه نيمار.

ماتيوس قال في تصريحات لاذعة عقب تتويج فينيسيوس بجائزة (الأفضل): "فينيسيوس نيمار الجديد، سلوكه يسير في الطريق الخطأ، ونيمار هو النموذج الخطأ، لديه تسديدات رائعة ويتميز بالسرعة، وكل شيء لديه على أعلى مستوى، ولكن سلوكه يسير في الاتجاه الخاطئ مثل نيمار، فهو يزعج الجماهير، ويتشاجر مع المنافسين، ويستفز الجميع بالإيماءات". 

قد تكون كلمات أسطورة الكرة الألمانية ناقوس خطر لا بد لفينيسيوس من الانتباه جيدا له، فنيمار بدأ بشكل مشابه خاصة في مشواره مع برشلونة، وحقق إنجازات كبيرة منها دوري أبطال أوروبا وجميع الألقاب المحلية وكأس العالم للأندية والسوبر الأوروبي، لكن انتقاله إلى نادي باريس سان جيرمان عام 2017 في صفقة غريبة كسر فيها النادي الفرنسي الشرط الجزائي مع برشلونة، ومنذ ذلك الحين دخل نيمار في دوامة الأزمات مع زملائه داخل الملعب والجمهور على المدرجات، إضافة إلى حفلاته اليومية وسهره لساعات الصبح الأولى، والتي أثرت كثيرا على الجانب البدني، فتحول للاعب زجاجي يخرج من إصابة ليدخل في أخرى، مما جعله عبئا على باريس سان جيرمان، والذي لم يتردد في بيعه للهلال السعودي، ليبدأ حكاية جديدة مع الإصابة التي أبعدته عاما كاملا عن ناديه الجديد.

منذ خروج نيمار من برشلونة لم يتوج بأي لقب خارج حدود فرنسا، ولم ينجح في الفوز مع البرازيل بكأس العالم، كما أنه لم يتوج بأي نسخة من الكرة الذهبية أو جائزة الأفضل بسبب تواضع إنجازاته وتراجع مستواه الفني.

تتويج فينيسيوس بجائزة الأفضل في هذا السن الصغير لها دلالاتها ومسؤولياتها، وقد تلقى كلمات الخبير ماتيوس آذانا تصغى لمعانيها، لعلها تصوب من مسيرة النجم الشاب، وتعيده إلى حدود الملعب والانشغال بفنون الكرة وجمالياتها بعيدا عن بالجماهير والحكام وأشياء أخرى.

 

اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي