فمنذ السقوط أمام برشلونة بنتيجة (4-1) في دوري أبطال أوروبا، حافظ بايرن ميونخ على نظافة شباكه في 5 مباريات متتالية في جميع المسابقات، مما يظهر تعلم البافاري جيدًا من الدرس الكتالوني، وكان ذلك أمام بوخوم وماينز ويونيون برلين وبنفيكا وسانت باولي.
وسبق وأن تحدث جوشوا كيميتش لاعب البايرن عن السبب وراء التألق الدفاعي قائلا: "الأمر ليس بأن المدافعين الأربعة يعملون بصورة جيدة الآن، ولكن الفريق ككل يتألق في التعامل دون كرة، وهذا يساعدنا في الخروج بشباك نظيفة ويمكننا من الهيمنة على الكرة، ويمكن ملاحظة عملنا الجماعي ورغبة الجميع في الدفاع عن مرمانا".
وتؤكد الإحصائيات تصريحات كيميتش، حيث لم يسمح البايرن سوى بـ49 تسديدة على مرماه في أول 9 مباريات من الموسم الجاري، وهو الرقم الأقل من نوعه منذ بدء الموقع الرسمي للبوندسليجا في جمع الإحصائيات في موسم (1993- 1994).
ولم يسمح البايرن في آخر مباراة أمام سانت باولي سوى بثلاث تسديدات وليس من بينها أي تسديدة على المرمى وكان ذلك خارج ملعبه.
ولم يستقبل البايرن أي هدف في آخر 4 مباريات في البوندسليجا، وآخر مرة حقق ذلك كان في شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2018.
وعن ذلك علق توماس مولر نجم البافاري: "تعرضنا لانتقادات بسبب أسلوب لعبنا، ولكن كل من شاهدنا يرى مدى فاعلية ذلك الأسلوب وخاصة عند اللعب ضد الكرة".
أما ماكس إيبرل، المدير الرياضي للبايرن فقال: "لم نقل أبدًا بأننا لا نتعلم من الأخطاء التي نرتكبها في المباريات، بالطبع ننظر إليها، المدرب وجهازه المساعد يعملون على ذلك بشكل مثالي".
وتسبب ذلك النهج للبايرن في تقليل عدد الفرص الكبيرة التي تعرض لها البايرن من 8 فرص على مدار الجولات الست الأولى من البوندسليجا، إلى فرصة واحدة فقط في المباريات الأربع التالية حتى الجولة العاشرة.
كما انخفض معدل الأهداف المتوقع استقبالها من 5,2 (0,87 هدف في المباراة) إلى 1,28 (0,32 هدف في المباراة) في نفس الفترة.
ومن الأمور الملحوظة أيضًا عدم سماح البايرن لخصومه بأي تسديدة على المرمى من هجمة مرتدة في المباريات الأربع الأخيرة، مقارنة باستقباله 3 أهداف من 7 مرتدات في أول 6 مباريات.
وفي الوقت الذي يحظى فيه مهاجمو الفريق بالإشادة بعد تسجيلهم 33 هدفًا في أول 10 مباريات، بدأ المدافعون ينالون نصيبهم من الإشادة بفضل زيادة ثقتهم وفهمهم لتعليمات المدرب واستمرار تحسن مستواهم، ويحتاج البايرن للصلابة الدفاعية وعمل مؤخرَا على تحسين مواجهة الهجمات المرتدة.
وتابع كيميتش عن تألق الثنائية الدفاعية بين دايو أوباميكانو وكيم مين جاي: "يدافعان عن مساحة هائلة من خلفهما، بالطبع نحاول مساعدتهما، ولكن ما يساعدنا هو تمتعهما بالسرعة والقوة في الالتحامات، وكل منهما يتخذ قرارات ذكية في الثنائيات".
وحاول كومباني معالجة ذلك بتقليل معدل المسافة بين اللاعبين من 22,4 مترًا في أول 6 جولات، لتصل إلى 21,5 مترًا في الجولتين الثامنة والتاسعة، ويأمل البافاري في المحافظة على تلك الصلابة الدفاعية عند استئناف المنافسات عقب نهاية التوقف الدولي بمواجهة أوجسبورج.