لاتزال أصداء مباراة إندونيسيا والبحرين في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم تثير جدلًا واسعًا، بعدما اشتعل غضب الجماهير الإندونيسية تجاه الحكم العماني أحمد الكاف، عقب نهاية المباراة بالتعادل 2-2.

وتعود قصة الأزمة إلى توقف اللعب لمدة 3 دقائق و13 ثانية خلال المباراة، ليقرر الكاف إضافة 3 دقائق إضافية فوق الوقت بدل الضائع، وجاء هدف التعادل البحريني بعد دقيقتين و41 ثانية من بداية الوقت الإضافي، ما أثار حفيظة الجماهير الإندونيسية.

وتصاعدت حدة ردود الأفعال بشكل غير مسبوق، حيث نشرت مجموعات متعصبة من الجمهور الإندونيسي أرقام هواتف الحكم الكاف، وإرسال رسائل تهديد له بـ"القتل"، كما وصلته تهديدات بـ"سحره" في حال عدم إعادة اللقاء، كما تم نشر صوره في شوارع جاكارتا مع مطالبات بالقبض عليه!

في خضم هذه الأزمة، أدلى عدد من الخبراء والمحللين الرياضيين العمانيين بآرائهم حول الأزمة، عبر منصة إكس وتصريحات إذاعية، وجميعهم أبدوا دهشتهم من مستوى ردود الأفعال التي بلغت حدا خارج أي إطار رياضي.

المحلل الرياضي العماني، هلال المخيني، دافع عن قرار الكاف في تصريحات إذاعية، موضحًا أن احتساب الوقت الإضافي يعتمد على الساعة الشخصية للحكم، وقد يقوم بإيقافها في بعض الحالات.

وأكد المخيني ضرورة دعم الاتحاد العماني لكرة القدم للحكم الكاف وقراراته، مقترحًا اتخاذ إجراءات ضد الجماهير الإندونيسية.

من جانبه، أشاد الإعلامي الرياضي، جحنون الحضري، بشخصية أحمد الكاف، مؤكدًا أن مكانته كأحد أفضل حكام القارة لن تتأثر بهذه الضغوطات.

لكنه أعرب عن أسفه لتجاوز ردود الأفعال حدود الروح الرياضية، منتقدًا غياب بيان من الاتحاد القاري يؤكد صحة قرارات الكاف ويوجه الاتحاد الإندونيسي بالالتزام بالقانون واحترام قرارات الحكام.

أما الناقد العماني ذياب البلوشي، فقد استغرب صمت الاتحاد العماني لكرة القدم إزاء الهجوم والتهديدات التي يتعرض لها الكاف.

وشدد على ضرورة قيام الاتحاد العماني بمخاطبة الاتحاد الدولي ونشر بيان لدعم حكمه، منتقدًا ما وصفه بـ"تعود الصمت" من قبل الاتحاد.

وفي السياق ذاته، وجه الناقد العماني جابر العجمي انتقادات حادة للاتحاد الآسيوي، متهمًا إياه بالعمل وفق الأهواء والعلاقات وتأثير الاتحادات.

وأشار العجمي إلى التباين في تعامل الاتحاد الآسيوي مع قضية الكاف مقارنة بحالة الحكم "علي فغاني" (إيراني أسترالي) في مباراة العراق والأردن، حيث نشر الاتحاد الآسيوي بيانًا يدعم فغاني رغم خطئه المؤثر في تلك المباراة.