منذ بداية مسيرته مع برشلونة، في موسم 2008-2009، بدا جوارديولا مدربا مختلفا، يحب المغامرات، ويعشق الابتكار، يطبق أساليب جديدة، لكن إياك ومخالفة تعليماته، ستجد نفسك خارج حساباته.
جوارديولا كان يملك العديد من النجوم خلال فترة تدريبه برشلونة، يأتي على رأسهم ليونيل ميسي وأندرياس إنييستا وتشافي هيرنانديز، وتيري هنري الذي انضم إلى النادي الكتالوني عام 2007 بعد رحلة عظيمة مع آرسنال.
في نوفمبر /تشرين الثاني 2008، لعب برشلونة مواجهة خارج أرضه ضد سبورتنج لشبونة، في دور المجموعات بدوري أبطال اوروبا، وكان هنري في التشكيل الأساسي الذي اختاره جوارديولا.
وضع جوارديولا، الغزال الفرنسي على الجناح الأيسر، لكن هنري في لقطة واحدة ذهب إلى الجانب الأيمن وتسلم تمريرة من ميسي، وسجل الهدف الأول للبارسا بالدقيقة 13، ليسهل مهمة زملائه بعد ذلك للفوز (5-2).
لكن جوارديولا بدا غاضبا خارج الملعب بعد هدف هنري، بسبب مخالفته التعليمات، والانتقال من الجانب الأيسر إلى الأيمن بشكل مفاجئ.
لم يكتف مدرب مانشستر سيتي الحالي بإبداء غضبه فحسب، بل قرر استبدال هنري بين شوطي اللقاء، لإرساء مبدأ "تنفيذ التعليمات أهم من تسجيل الأهداف".

درس الفيلسوف
يقول هنري في أحد اللقاءات السابقة: "تعلمت طريقة جديدة من لعب كرة القدم عندما انتقلت لبرشلونة تحت قيادة جوارديولا، ولكن هناك حادثة سابقة بيننا لازلت أتذكرها".
وتابع: "بالنسبة لجوارديولا فإن تطبيق الخطة أهم شيء، فهو يريد أن يرى أفكاره فوق المستطيل الأخضر وفي حال لم يلتزم اللاعب فإنه سيعاني ويعاقب".
وأضاف: "في تلك المباراة كان مركزي على جهة اليسار لكنني ذهبت إلى الجهة اليمنى لأتلقى تمريرة من ميسي وأسجل هدفا، لكن هذا الأمر لم يعجب بيب وظهر عليه الاستياء والغضب من على دكة البدلاء، رأيت هذا لكني لم أعره أي اهتمام".
وأشار: "بين شوطي المباراة، قرر جوارديولا استبدالي رغم أن الأمور كانت تسير بشكل جيد".. هكذا كان يظن الغزال الفرنسي.
وأكمل تصريحاته: "عليك احترام رؤية بيب المبنية على الاستحواذ والتمركز، وأهم نقطة هي المحافظة على مركزك والثقة بزميلك بأنه قادر على إيصال الكرة إليك".
وواصل: "جوارديولا يرى أن على لاعبي جهة اليمين عدم الانتقال إلى اليسار والعكس صحيح، ويقول إن مسؤوليته إيصال اللاعبين إلى الثلث الأخير من الملعب وفي هذه المنطقة للمهاجم مطلق الحرية يفعل ما يراه مناسبا ولكن قبل هذه المنطقة يجب الالتزام بالخطة".