ولعل الظهور الأول عكس شعوراً بالاطمئنان بأن المشاركة في هذه النسخة قد تكون مغايرة، لاسيما بعد الإنجاز الآسيوي الكبير للزعيم العيناوي الذي فتح شهية فرقنا، ومنحها دافعاً للمضي بعيداً في البطولة، ثم فرض حضورها بين كبار القارة، بعد أن كانت مشاركاتها شرفية لا تتعدى حاجز الأدوار الأولى في السنوات الماضية، باستثناء حالات معدودة ونادرة، بعضها وصل ورجع من منتصف الطريق، وبعضها الآخر كانت رحلته تنتهي عند خط النهاية بأمتار.
ولاشك في أن عدد المحترفين الموجودين حالياً لعب دوراً محورياً في إحداث تغيير جذري عزز قوة الأداء، وأعاد حالة التوازن والتكافؤ مع المنافسين، ما أسهم في ترجيح عنصري المهارة والكفاءة لديهم وجعلهم نداً قوياً، بل علا كعبهم وخلقوا فارقاً في فترات كثيرة.
سنظل نطمح ونحلّق بعيداً مع منتخبنا الوطني في رحلته المأمولة إلى مونديال 2026، رغم التعثر المزعج أمام إيران، لكن قد نتفق على أن الصورة تغيرت شيئاً ما، وهناك تحسن وتحول في الأداء والروح والرغبة، فما كان مستحيلاً نراه ممكناً، في ظل الواقع الحالي والظروف المحيطة التي اجتمعت على تسخير الأسباب وتنقية الأجواء للظفر بهذا السباق الصعب.
ولربما كان هناك إجماع من الوسط الكروي على ضبط النبرة والكلمة، بعدم التعرض والخوض في تفاصيل العمل والآلية التي تدار بها المجموعة، استناداً إلى فلسفة وخيارات يرى من خلالها بينتو أنها ستقوده إلى الهدف المنشود والمتفق عليه من الجميع، لاسيما أن هناك شكلاً جديداً وفاعلية مقبولة أنعشت الآمال بإمكانية تحقيق الحلم الذي انتظرناه عقوداً من الزمن.
نقلاً عن جريدة الإمارات اليوم