نتائجُ قرعة تصفيات كأس العالم 2026 الخاصّة بمِنطقة آسيا صنعت الحدثَ في الأوساط الفنية والإعلاميّة والجماهيريّة العربية التي رفعت من سقفِ طموحاتِها خاصة مع إمكانيّة تأهّل تسعة منتخبات عن قارة آسيا نصفُها عربية، تحسّنت مستوياتها وكبرت طموحاتُها مع الوقت خاصةً بعد بلوغ قطر والأردن نهائي كأس آسيا، الأخير في حضور اليابان، إيران، أستراليا وكوريا الجنوبية المتعودة على التواجد في نهائيات كأس العالم، والمرشحة مجددًا للتأهل هذه المرة، رفقة منتخبات عربية تسعى للاستثمار في رفع عدد المتأهلين إلى تسعة، والمشاركين في النهائيات إلى 48 منتخبًا.

مجموعة عرب غرب آسيا الثانية التي تضم كوريا الجنوبية رفقة العراق، الأردن، عُمان، الكويت وفلسطين، ستسفرُ رسميًا عن تأهل مُباشرٍ لمُنتخب عربي واحد على الأقلّ، وتأهُّل منتخبين آخرَين إلى الدور الرابع والأخير، والذي يتشكلُ من مجموعتَين من أربعة منتخبات، يتأهل منها الأوّل بشكلٍ مباشرٍ، ويلعب الثاني مباراة الملحق، وهو الأمر الذي يرجّح كِفة العراق للعودة إلى النّهائيات بعد أربعين عامًا من الغياب عن المحفل العالمي، ويفسح المجال للنشامى لأوّل مرة في التاريخ بعد أن بلغوا نهائي كأس أمم آسيا الأخير بجدارة، وأظهروا قدرات وإمكانات فنية ومعنوية كبيرة رغم الرحيل المفاجئ للمدرب المغربي حسين عموتة.

المجموعة الثالثة هي الأقوى والأصعب على المنتخبَين العربيَين: السعودية والبحرين؛ لأنها تضم اليابان وأستراليا، وهما اثنان من أقوى المنتخبات الآسيوية التي تعوّدت على المشاركة في المونديال، لكن مع ذلك فإن فرصة التأهل مباشرة في أحد المركزَين: الأول والثاني تبقى قائمةً، وفرصة التعويض في الدور الرابع واردة أيضًا بالنسبة لصاحبَي المركزين: الثالث والرابع، لذلك سيكون تواجد السعودية في مونديال 2026 تحصيل حاصل نظريًا، وعلى الورق باعتباره أحد أحسن المنتخبات الآسيوية.

أمّا منظم البطولة السابقة قطر، فإن معركته ستكون مع الجار الإماراتي في مجموعة أولى تضمّ منتخبي إيران وأوزبكستان المرشحَين لاقتطاع ورقتَي التأهل، لكن عودة المُنتخب الإماراتي إلى الواجهة مع اعتماد سياسة تجنيس اللاعبين المتميزين التي انتهجها مؤخرًا، قد تخلط أوراق المجموعة، وتصعب من مهمة المنتخب القطري الذي يمرّ بمرحلة انتقالية رغم تتويجه بكأس أمم آسيا وتجديد المسؤولين ثقتهم في مدربهم الإسباني ماركيز لوبيز الذي خلف البرتغالي كارلوس كيروش، ولم يكن بحاجة إلى وقت طويل حتى يتأقلم باعتباره مدربًا سابقًا لنادي الوكرة ويعرف جيدًا لاعبي الدوري القطري، والكرة الآسيوية خاصة بعد تجرِبته الأولى الموفّقة في كأس أمم آسيا الأخيرة.

نقلًا عن الراية القطرية