تولى المدرب الألماني هانز فليك، دفة فريق برشلونة خلفا لتشافي هيرنانديز، مدعوما بشكل أساسي بتاريخه في تحقيق "السداسية" مع بايرن ميونخ في عام 2020.

وهي إنجازات لم يتمكن فليك من تأكيدها لاحقا مع المنتخب الألماني، حيث انتهى مشواره بفشل ذريع في مونديال قطر، لذلك سيكون وجوده في برشلونة فرصة ذهبية لإحياء مسيرته.

وفي سن 59 عاما، يتمتع فليك بملامح مدرب قادر على الفوز في الأوقات الصعبة. وتولى لأكثر من موسم ونصف، مهمة تدريب بايرن ميونخ في موسمي 2019-2020 و2020-2021.

وبدأ لاعب كرة القدم السابق الذي لعب في موكينلوخ، ونيكارجيموند، وساندهاوزن، وبايرن وكولونيا، وفيتوريا بامنتال، مسيرته التدريبية مع هوفنهايم في الدرجة الثالثة، ثم عمل مساعدا في ريد بول سالزبورج وكذلك في منتخب ألمانيا مع يواخيم لوف.

وبسبب عقوبة على مدرب المنتخب، أصبح مسؤولا عن قيادة المنتخب في ربع نهائي يورو 2008 أمام البرتغال.

لكن بصرف النظر عن هذا الواقع، فقد استمر كمساعد حتى بعد كأس العالم 2014 عندما أصبح المدير الرياضي للاتحاد.

وانتقل فليك إلى بايرن في نوفمبر/تشرين ثان 2019 بعد رحيل الكرواتي نيكو كوفاتش.

وبدأ كمدرب مؤقت، لكن في ديسمبر/كانون أول تم تأكيد استمراره حتى نهاية الموسم على الأقل.

وحقق مع الفريق نتائج إيجابية للغاية، حيث قاد بطل بافاريا إلى ثلاثية الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا.

وفي المسابقة القارية الكبرى للأندية، حقق الفوز 8-2 على برشلونة في حقبة ليونيل ميسي.

وتوج بعد ذلك عقب فوزه على أولمبيك ليون (3-0) وباريس سان جيرمان في النهائي (1-0).

وأكمل بايرن ميونخ موسما للتاريخ بالوصول إلى "السداسية" مع الفوز بكأس السوبر الألماني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، مما وضع فليك في مصاف المدربين الكبار في كرة القدم العالمية.

وكان حتى ذلك الحين، قد حقق أهم إنجازاته في مسيرته كمساعد مدرب مع سالزبرج النمساوي والمنتخب.

ولمدة ثماني سنوات، بين عامي 2006 و2014، كان فليك مساعد المدرب يواخيم لوف، الذي قاد المنتخب الألماني للفوز بكأس العالم الذي نظمته البرازيل عام 2014.

وفي تلك النسخة من كأس العالم، تغلبت ألمانيا على البلد المضيف في نصف النهائي بنتيجة 7-1، قبل أن تهزم الأرجنتين بهدف في النهائي.

وكمساعد للوف، اكتسب فليك شهرة بكونه "الروح التكتيكية والاستراتيجية" للمنتخب الألماني.

وبعد رحلته مع بايرن ميونخ، حيث فاز أيضا بلقب الدوري في موسم 2020-2021، فتح المنتخب الوطني الألماني أبوابه لفليك، لكن ليس كمساعد، بل كمدرب في عام 2021.

ولكن كان مشواره في هذا المنصب مخيبا للآمال، فقد تولى مسؤولية المانشافت قبل كأس العالم في قطر، حيث لم تتمكن ألمانيا من تجاوز مرحلة المجموعات بعد أن حلت خلف اليابان وإسبانيا.

وهكذا انتهت حقبة فليك مع الماكينات بخيبة أمل، بعد هزيمة 1-4 في مباراة ودية أمام اليابان في فولفسبورج في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ليقرر الاتحاد الألماني لكرة القدم الاستغناء عن خدماته.

وقال رودي فولر لدى الإعلان عن إقالة المدرب الذي سيتولى دفة برشلونة: "لقد عمل هانز فليك بجد في الأشهر الأخيرة؛ لقد بذل هو وفريقه الفني قصارى جهدهم لتقويم المسار بعد الخروج من مونديال قطر. للأسف، علينا أن ندرك اليوم أننا لم نحقق ذلك".