تشتهر طاجيكستان بالمصارعة التقليدية أكثر من كرة القدم، لكن الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى أصبحت الآن على بعد فوز واحد فقط من التأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا المقامة في قطر، في باكورة مشاركاتها.

يقول مدربها الكرواتي بيتار شيغرت إنه "ليست هناك أي حدود" لما يمكنهم تحقيقه بعد فوز فريقه على الإمارات بركلات الترجيح في الدور ثمن النهائي.

ستواجه الأردن في ربع النهائي يوم الجمعة، وهو أمر لم يكن يتوقعه سوى قلة من المنتخب المصنف 106 عالمياً قبل بدء البطولة.

وقال ألوفيدين بورييف، المعلق في قناة "فارزيش" التلفزيونية الطاجيكية والذي يتابع كرة القدم منذ أكثر من 35 عاماً، إن اللاعبين "أبطال بالفعل".

وأضاف لوكالة فرانس برس في الدوحة "قبل قدومنا إلى كأس آسيا هذه، لم يكن لدينا نجوم. الآن، جميع لاعبينا نجوم".

وتابع "لعبنا بشكل جيّد للغاية في آخر خمس مباريات. عموماً منتخبنا الوطني لا يلعب بهذه الطريقة".

وتُعدّ طاجيكستان، التي تحدّها أفغانستان وأوزبكستان وقيرغيزستان والصين ولا حدود بحرية لها، واحدة من أفقر البلدان في آسيا الوسطى.
 

روح التضامن

ويقول مارتن لوي، الصحفي المتخصّص في كرة القدم، إن منتخب طاجيكستان حقق "تطوّراً تدريجياً" خلال السنوات القليلة الماضية، قبل أن يترجم ذلك في نسخة كأس آسيا الحالية تحت قيادة المدرب شيغرت.

وعمل المدرّب صاحب الشخصية المحببة الذي أشرف على المالديف بين 2018 و2020 على رفع روح التضامن بين مختلف أفراد الفريق، ويقول في هذا الصدد "أهم شيء هو تحقيق الانسجام بين الناس".

وأصيب الفريق بالصدمة عندما شُخّصت إصابة المهاجم النجم مانوشهر جليلوف بمرض السرطان أواخر العام الماضي، ومرة أخرى عندما استُبعد لاعب خط الوسط أميربيك دجورابويف من كأس آسيا بسبب الإصابة.

وتماشياً مع روح التضامن هذه، قام شيغرت بإحضار كلا اللاعبين إلى قطر لتشجيع الفريق.

لكن المدافع زوير دجورابوف، شقيق أميربيك يقول إن المدرب لديه ما هو أكثر من مجرد المبادرات الإيجابية "بالطبع مدربنا إيجابي للغاية ولطيف للغاية".

وأضاف "لكنه يعرف الوقت الذي يجب أن يكون فيه ودوداً ولطيفاً جداً، ومتى يجب أن يكون صارماً تجاهنا".

الرياضة الوطنية في طاجيكستان هي غوشتيغيري، وهي شكل تقليدي من المصارعة تشبه الجودو. تحظى كرة القدم بشعبية كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وقد أفرحت إنجازات المنتخب الوطني في كأس آسيا الجمهور المشاهد.

وقد نقلت رحلة طيران خاصة حوالي 200 مشجع من دوشانبي إلى الدوحة لحضور المباراة ضد الإمارات، وهناك خطط لجلب المزيد لحضور مباراة ربع النهائي.

ويقول شيغرت إن المزيد من الأطفال في طاجيكستان بدأوا بممارسة كرة القدم في السنوات القليلة الماضية، ويعتقد أن الرياضة تتطوّر هناك "بطريقة صحيحة".

لكن في الوقت الحالي، تتجه كل الأنظار نحو ما يحدث في الدوحة. وقال الصحفي بورييف "الكثير من الناس لا ينامون وينتظرون المباراة".

وأضاف "لقد احتفلوا جيداً بعد فوز طاجيكستان على الإمارات".

 

صدام عربي آسيوي على لقب كأس آسيا.. استمتع بالمواجهات عبر منصة TOD (بالضغط هنا)