فمن هزائم أمام فالنسيا أو خيتافي في الليجا، إلى إقصاء من ثمن نهائي كأس الملك، أو خسارة لقب كأس السوبر الإسباني الأخير على يد الغريم التقليدي برشلونة، كلها أمثلة على مدى الود المفقود بين المدرب الإيطالي المخضرم وأول شهور العام الجديد.
ولا شك أن المدرب الذي جدد لتوه ارتباطه بالفريق الملكي حتى يونيو/حزيران 2026، ليفسد بذلك كل مخططات الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، الذي كان ينوي استقطابه بنهاية هذا الموسم لقيادة "السيليساو"، يضع هذا الأمر جيدا في اعتباره وهو يستعد لخوض أول فصول 2024، بداية من مواجهة مايوركا في الجولة الـ19، ثم أراندينا في كأس الملك، ومن بعدهما الحدث الأهم وهو كأس السوبر الإسباني في السعودية، والبحث عن أول ألقاب العام الجديد.
وباسترجاع النتائج السيئة لأنشيلوتي مع الميرينجي في يناير/كانون ثان، فإن الاستثناء الوحيد سيكون في أول مواسمه مع الفريق في (2013-14)، عندما بدأ المدرب الإيطالي بسلسلة انتصارات على مدار 8 مباريات، بواقع 4 في كأس الملك، ومثلها في بطولة الدوري، ودون تلقي أي هدف في كل هذه المباريات.
إلا أن الصورة كانت مختلفة تماما في عام الذي شهد بداية النهاية لحقبة الإيطالي المخضرم مع الفريق الملكي، حيث كانت البداية لخسارة تاريخية في (المستايا) على يد فالنسيا، والتي أنهت مسيرة رائعة من الانتصارات على مدار 22 مباراة.
وتركت هذه الخسارة آثارها على دربي العاصمة الإسبانية أمام أتلتيكو في كأس الملك، حيث كانت الخسارة الثانية تواليا في بداية العام على ملعب (فسينتي كالديرون) بثنائية نظيفة، وهو ما جعل مهمة التأهل في مباراة الإياب على ملعب (سانتيجو برنابيو) أشبه بالمستحيلة، وانتهت بتعادل إيجابي بهدفين، ومن ثم توديع البطولة من دور الـ16.
وبالطبع تسببت هذه النتائج المهتزة في هزة داخل أروقة النادي الملكي، أدت في الأخير للإطاحة بأنشيلوتي من منصبه.

ورغم مرور 7 سنوات، وبعد العودة غير المنتظرة لـ’كارليتو’ مع بداية موسم (2021-22)، إلا أن لعنة يناير واصلت ملاحقة صاحب الـ64 عاما، حيث سقط الفريق في زيارته لملعب (كوليسيوم ألفونسو بيريز)، معقل الجار المدريدي خيتافي، بهدف في أول مباريات العام الجديد آنذاك 2022.
هذا بالإضافة لتعثر آخر مفاجئ في قلب البرنابيو بتعادل إيجابي بهدفين أمام إلتشي، ليفقد الفريق معها 5 نقاط في مشوار الليجا مع بداية العام.
وبينما كانت المسيرة مبهرة في يناير 2014 بثمانية انتصارات متتالية، ودون اهتزاز شباكه بأي هدف، كان الوضع مغايرا تماما في بداية عام 2022، حيث استقبل أهدافا في مبارياته السبعة في يناير، وحتى في مباراة الكأس أمام "المغمور" ألكويانو.
ولم تكن بداية العام الماضي باستثناء، فمع العواقب التي خلفتها مشاركة المنتخبات المختلفة في أول كأس عالم يقام في الشتاء، قطر 2022، دفع الفريق ثمن التراجع البدني الكبير للاعبيه، لتبتعد بطولة الليجا التي كان يحمل لقبها بخسارة أمام فياريال، ثم تعادل وسط أنصاره ضد ريال سوسييداد.
ولم تساعد بطولة كأس السوبر الإسباني في السعودية على تهدئة أزمات الريال، بل إن خسارة اللقب على يد الغريم الأزلى البرسا، زادت من تعقيد المشهد.
وإزاء حالة الود المفقود بين أنشيلوتي وشهر يناير/ كانون الثاني، يأمل المدرب الإيطالي في أن تكون بداية 2024 مغايرة، مثلما كان الحال في ولايته الأولى في 2015.