برايتون أرض الأحلام لاستعادة بريق جوهرة برشلونة

هناك العديد من السمات المتعلقة بقصة نجاح برايتون، فالأمر يتعلق بكيفية البناء والنضج والذكاء الشديد في القيادة، ومؤخرًا بالصفقات المميزة التي يبرمها الفريق من أمريكا الجنوبية وآسيا.

لكن تبدو قصة التعاقد مع أنسو فاتي على سبيل الإعارة من برشلونة، مختلفة، فهو ليس بالجوهرة التي تحتاج للاكتشاف مثل صفقات برايتون الأخرى، بل هو لاعب نظر إليه باعتباره أحد النجوم القادمين بعمر 16 عامًا، عندما أصبح أصغر لاعب يمثل برشلونة منذ 80 عامًا، وأصغر مسجل للفريق على الإطلاق.

ولم يأت فاتي إلى برايتون من مكان غامض، بل جاء من لاماسيا وهي أشهر أكاديمية لإفراز المواهب في العالم، ومنذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها موهبته، كان من الصعب التوقف عن الحماس تجاه ما يقدمه.

وحينها قال عنه مدرب برشلونة وقتها إرنستو فالفيردي "الأمر غير طبيعي، هناك مبالغة لما يمكن أن يقدمه، ليس من الطبيعي أن تكون لمسته الأولى تسكن الشباك، والثانية صناعة هدف".

وطالب فالفيردي بخفض سقف التوقعات لحماية اللاعب، وبدوره قال سيرجيو بوسكيتس "علينا دعمه، فنحن نعرف بأن الأوقات الصعبة ستأتي".

وبالفعل جاءت الأوقات الصعبة، وبدأت مشاكل فاتي مع الإصابات قبل أن يصل للفريق الأول في برشلونة، بتعرضه لكسر في الساق هدد تطوره في مرحلة الناشئين.

وعانى فاتي من مشاكل في الركبة اليسرى، وأجرى بها 4 جراحات بداية من نوفمبر/تشرين ثان 2020، وغادر الملعب باكيًا الموسم الماضي، قبل أن يعود للمشاركة في تتويج البارسا بلقب الليجا، لكنه لم يعد نفس اللاعب الذي كان عليه قبل الإصابة، وهو ما يفسر سبب إعارة برشلونة له.

وفضل أنسو فاتي، البالغ من العمر 20 عاما، الانتقال إلى برايتون، بدلا من اللعب لصالح توتنهام أو إشبيلية.

ويعد برايتون من أكثر الفرق التكتيكية إثارة في العالم حاليًا، ويملك المدرب دي زيربي، مجموعة أفكار تشابه إلى حد كبير، كرة القدم الجميلة التي يحرص البارسا على تقديمها، وذلك أمر مهم لفاتي.

وهناك لاعب سابق عانى من أمر مشابه، وهو بويان الذي قال عنه البعض بإنه ميسي القادم، والذي قال في تصريحات لسكاي سبورتس "لا ماسيا هي أفضل أكاديمية في العالم، ولكن كم لاعب يخرج منها للعب في الفريق الأول، فعندما ترحل عن برشلونة، لا تجد سوى القليل من الأندية في نفس المستوى والعقلية".

وتابع "الأمر مختلف تمامًا، هناك لاعبون ليسوا مستعدين للعب في أندية لا تريد الكرة، أندية تريد القتال وتهتم بإحصائيات الركض، هذا عالم مختلف، وهذه أكبر مشكلة يواجهها أي لاعب شاب من برشلونة، وهو عدم جاهزيته للعب مع الأندية الأخرى".

ولن يواجه فاتي، تلك المشلة في برايتون، حيث أن نسبة استحواذ برشلونة على الكرة في الليجا الموسم الماضي كانت 64.8% مقابل 62.7% لبرايتون، وسيجد فاتي، النهج المماثل في الاستحواذ والضغط العالي لاستعادة الكرة، وسيكون قادرًا على تكرار أرقامه.

ووصل عدد لمسات برايتون للكرة في منطقة جزاء الخصوم منذ وصول دي زيربي 1177 لمسة، وذلك أكثر من ليفربول ومانشستر يونايتد، وأقل بعشر لمسات فقط عن السيتي.

وقد يكون الأمر غريبًا عند سماعه في السابق، ولكن الآن أصبح برايتون، المكان الطبيعي لمواهب برشلونة، التي بحاجة لخوض المزيد من الدقائق لاستعادة بريقها، وهذا يظهر حجم العمل الكبير الذي قدمه الفريق مع دي زيربي.