قلناها‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬بسيطة،‭ ‬ونعيد‭ ‬طرحها‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬ونقول‭ ‬إن‭ ‬مستقبل‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬بات‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬بالصغيرة‮»‬‭ ‬لتكون‭ ‬لها‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬مستقبلا،‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬بشرطها‭ ‬وشروطها،‭ ‬ويتطلب‭ ‬من‭ ‬الأندية‭ ‬المعنية‭ ‬أن‭ ‬تتحلى‭ ‬بالذكاء‭ ‬والبعد‭ ‬الإداري،‭ ‬وأن‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬الوقتية‭ ‬المزيفة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتنا‭ ‬لمسابقات‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خامات‭ ‬وعناصر‭ ‬مازالت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الطريق،‭ ‬وأنها‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬والصبر‭ ‬عليها‭ ‬والتحلي‭ ‬بالنفس‭ ‬الطويل،‭ ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإداري‭ ‬والفني‭ ‬مهم‭ ‬جدا،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬لعبة‭ ‬الكراسي‭ ‬الموسيقية،‭ ‬وعندها‭ ‬ستثمر‭ ‬التجربة‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وضع‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬ساحة‭ ‬اللعبة‭ ‬قد‭ ‬شاخ‭ ‬لاعبوها،‭ ‬ووصلوا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المربوط‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬يغرنكم‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬الأكلات‭ ‬الجاهزة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬هذا‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬ذاك،‭ ‬التي‭ ‬يضحك‭ ‬بها‭ ‬أصحابها‭ ‬على‭ ‬أنفسهم‭ ‬وعلى‭ ‬السذج‭ ‬ويصفونها‭ ‬بأننا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬‮«‬الاحتراف‮»‬‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يعترفوا‭ ‬بالحقيقة‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬حيلة‮»‬،‭ ‬فالإنتاجية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬مضاعف،‭ ‬فالحكمة‭ ‬تقول‭: ‬ازرع‭ ‬تحصد،‭ ‬وبدون‭ ‬الزراعة‭ ‬لن‭ ‬تحصد‭ ‬إلا‭ ‬الخيبة‭ ‬تلو‭ ‬الخيبة‭.‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬حكام‭ ‬أي‭ ‬لعبة‭ ‬رياضية‭ ‬ليس‭ ‬هم‭ ‬فوق‭ ‬البشر،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬بشر‭ ‬مثلنا،‭ ‬يصيبون‭ ‬ويخطئون،‭ ‬ويحسون‭ ‬ويشعرون‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬نحس‭ ‬ونشعر،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬العيب‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الخطأ،‭ ‬وفي‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬شعار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬واضح‭: ‬دع‭ ‬الكرة‭ ‬تطير‭ ‬‮«‬تستمر‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬لا‭ ‬يطلق‭ ‬صافرته‭ ‬لإيقاف‭ ‬تداول‭ ‬الكرة‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الخطأ‭ ‬صارخا،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الكرات‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬حيز‭ ‬التقدير‭ ‬‮«‬الحمل‭ ‬والازدواجية‮»‬‭ ‬فينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬معها‭ ‬الحكم‭ ‬بذكاء،‭ ‬وخاصة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬متقاربة‭ ‬والشوط‭  ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬إلى‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه،‭ ‬فالتوقيت‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬يلزم‭ ‬الحكم‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الخطأ‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يلزمه‭. ‬

نقلا عن جريدة أخبار الخليج