دخل ميلان إلى اللقاء، راغبا في الثأر لخسارته في مواجهة الأسبوع الماضي بين الفريقين في لندن، لكن طرد مدافعه ولاعب تشيلسي السابق فيكايو توموري في الدقيقة 18، وتسببه بركلة جزاء أحرز منها تشيلسي هدفه الأول، قضى على آمال الفريق الإيطالي في تحقيق نتيجة إيجابية.
حاول ميلان التحلي بالشجاعة ومبادلة ضيفه اللندني الهجمات، إلا أن الفوارق الفردية بين تشكيلتي الفريقين، ظهرت بوضوح، ووضعت تشيلسي في وضع مريح، وهو الذي بدأ مؤخرا تشكيل هويته الفنية الخاصة تحت لواء مدربه الجديد جراهام بوتر.
وكانت المباراة تسير بشكل مقبول بالنسبة لميلان حتى حادثة البطاقة الحمراء -المبالغ فيها-، لا سيما مع نشاط كالولو وهرنانديز على طرفي الملعب، والأخير شكل جبهة يسرى مع لياو، خلقت مشاكل عديدة لتشيلسي على مدار اللقاء.
لكن تبقى مشكلة ميلان الأساسية التي عانى منها كثيرا بمواجهة الأسبوع الماضي أيضًا، في وسط الملعب، فعلى الرغم من الحركة الدؤوبة لتونالي كصانع ألعاب، كان صعبا على الفريق الإيطالي أن يكسر تكتل تشيلسي في وسط الملعب، في ظل التزام جورجينيو وماتيو كوفاسيتش بموقعيهما في وسط الملعب، مقابل تباين في الأدوار بين تونالي وبن ناصر.
وجاء الطرد ليزيد الطين بلة، فلم يقو ميلان على مجاراة خصمه في ظل النقص العددي، وكان الحمل ثقيلا للغاية على جابيا الذي ورغم تسجيل تشيلسي للهدف الثاني، قدم أداء يستحق عليه الإشادة، مع تحرك كالولو لمساندته مع دخول سيرجينو ديست كظهير أيمن.
وتمركزت هجمات ميلان الخجولة على الناحية اليسرى عن طريق لياو، لكن جيرو بقي معزولا، حاله حال البديل الكرواتي أنتي ريبيتش.

في الجهة المقابلة، لا يمكن التقليل من شأن تشيلسي في اللقاء، رغم نقص صفوف منافسه والطرد القاسي، فقد سيّر المباراة كما يريد، وخاض الشوط الثاني بأقل مجهود، رغم أن إصابة ظهيره الأيمن ريس جيمس في الشوط الثاني، عكرت صفو احتفالاته.
ولجأ بوتر إلى طريقة اللعب 3-4-3، حيث قاد تياجو سيلفا الذي كان يلعب مباراته رقم 100 في دوري الأبطال، دفاع الفريق اللندني بإسناد من تريفوه تشالوباه وكاليدو كوليبالي، ولعب جيمس وبن تشيلويل على الطرفين، وتمركز جورجينيو وكوفاسيتش في وسط الملعب، وتواجد مايسون ماونت ورحيم سترلينج، حول المهاجم الصريح بيير إيميريك أوباميانج.
قدم ماونت على وجه التحديد، شوطا مثاليا، حيث تسبب في حصول فريقه على ركلة الجزاء، ثم صنع الهدف الثاني لزميله أوباميانج، قبل أن يخرج من الملعب بين الشوطين، ويدخل مكانه كونور جالاجير.
وتتوجب الإشارة، إلى واقعية بوتر في التعامل مع المجريات، فعندما شعر بأن ميلان لم يعد لديه ما يخسره في النصف الثاني من الشوط الثاني، زج بروبن لوفتوس تشيك مكان سترلينج، لتعزيز وسط الفريق، ما وضعه في موقف مريح لمقاومة هجوم الفريق الإيطالي.
لكن تبقى هناك بعض الثغرات التي يجب الوقوف عندها، مثل أداء كوليبالي المتسرع في القطب الأيسر من الثلاثي الدفاعي، وانخفاض فاعلية سترلينج ضمن خطة اللعب هذه، حيث يعمل بوتر إلى توجيه الجناحين ليلعبا بشكل أكبر خلف المهاجم وليس حوله أو مكانه عند التفريغ لهما.