شهدت كرة القدم الألمانية ظهور أحد مواهبها، وكان ينظر إليها بأنها ستفرض نفسها وبقوة في الملاعب، ولكنها رغم البداية القوية لها سرعان ما خفت بريقها واختفت.

ويواصل كووورة سلسلته الخاصة بأبطال في الظل، والتي تتحدث عن نجوم ساهموا في قيادة منتخباتهم لإنجازات مونديالية ومن ثم اختفوا بعدها، وسيكون الموعد اليوم مع ماريو جوتزه.

يعد جوتزه من أبناء أكاديمية بوروسيا دورتموند للشباب، وشارك في الدوري الألماني للمرة الأولى يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2009، وبعد أن شارك في 5 مباريات في موسم (2009- 2010)، لعب دورًا بارزًا في الموسم التالي (2010- 2011) في قيادة دورتموند للتتويج بلقب الدوري، من خلال تسجيل 8 أهداف في 41 مباراة شارك بها، ليتم وصفه في عام 2010 من قبل ماتياس سامر، المدير التقني للاتحاد الألماني لكرة القدم حينها، بأنه أحد أفضل المواهب الألمانية في التاريخ.

وبفضل ذلك المستوى، تم استدعاه المنتخب الألماني للمرة الأولى أمام السويد يوم 17 نوفمبر من عام 2010، ليصبح أصغر لاعب يمثل ألمانيا منذ أوف زيلر، وسجل هدفه الدولي الأول أمام البرازيل يوم 10 أغسطس من عام 2011، بعمر 19 عامًا و68 يومًا، ليصبح أصغر هداف لألمانيا في عصر ما بعد الحرب مناصفة مع كلاوس ستورمر.

وجدد جوتزه عقده مع دورتموند في مارس/آذار من عام 2012 لشعوره بالارتياح مع الفريق، وتوج معه من جديد بلقب الدوري الألماني في موسم (2011- 2012)، وحينها حقق الفريق رقمًا قياسيًا في عدد النقاط التي يجمعها فريق بالبوندسليجا برصيد 81 نقطة (حطم بعدها من بايرن ميونخ)، وأنهى الموسم برصيد 7 أهداف.



وتواجد جوتزه في قائمة المانشافات المشاركة في يورو 2012، وشارك كبديل في الفوز على اليونان بربع النهائي (4-2).

وفي موسم (2012- 2013)، وصل دورتموند إلى نهائي دوري الأبطال أمام بايرن، إلا أن جوتزه غاب عن اللقاء الذي خسره دورتموند بسبب الإصابة، وقبلها، وتحديدًا في شهر أبريل/نيسان من عام 2013 أعلن جوتزه بأنه سينتقل إلى البايرن مقابل 37 مليون يورو، ليصبج حينها أغلى لاعب ألماني في التاريخ (حطم مسعود أوزيل الرقم بعدها).

وأشار يورجن كلوب، مدرب دورتموند حينها، إلى أن رحيل جوتزه أتى لرغبته في التدرب تحت قيادة بيب جوارديولا، وكان موسم جوتزه الأول رفقة البايرن (2013- 2014) مزيجًا ما بين النجاح والإخفاق، وأنهاه بتسجيل 15 هدفًا.

وفي نهاية الموسم، تواجد جوتزه في قائمة ألمانيا المشاركة بمونديال البرازيل 2014، وشارك أمام البرتغال في المباراة الأولى وتحصل على ركلة جزاء، وفي المباراة الثانية سجل الهدف الأول في التعادل (2-2) أمام غانا وحصد جائزة رجل المباراة، وشارك بعدها لـ14 دقيقة فقط في الفوز على الولايات المتحدة (1-0).

وشارك لدقائق أمام الجزائر في دور الـ16 وأمام فرنسا في ربع النهائي، ولم يشارك في الفوز التاريخي في نصف النهائي على البرازيل، وفي النهائي أمام الأرجنتين، شارك كلاعب بديل في الدقيقة 88، وحينها طالبه المدرب يواخيم لوف بأن يظهر للعالم بأنه أفضل من ليونيل ميسي، وأنه قادر على حسم كأس العالم، وبالفعل سجل جوتزه الهدف الوحيد في الدقيقة 113، ليهدي ألمانيا لقبها الرابع في المونديال.

اختفى جوتزه بعدها وقدم مستويات باهتة رفقة بايرن ميونخ في الموسمين التاليين، وتواجد في قائمة ألمانيا بيورو 2016 ولكنه لعب دور هامشي في المراحل الاقصائية من البطولة، ولم ينضم بعدها إلى قائمة ألمانيا في مونديال روسيا 2018.

وحاول جوتزه استعادة بريقه بالعودة إلى دورتموند في صيف 2016، إلا أنه لم ينجح في ذلك، وواصل التنقل بالرحيل إلى أيندهوفين في أكتوبر من عام 2020 قبل أن ينضم الصيف الماضي إلى آينتراخت فرانكفورت، ولم ينجح في استعادة البريق منذ هدفه التاريخي في نهائي المونديال.