وكان مونديال فرنسا، فرصة إيطاليا للاحتفاظ باللقب في أرض أجنبية، وإسقاط الشائعات التي رافقت فوزها بكأس العالم 1934 على أرضها، عندما اتهمت بترهيب الحكام وشراء خدماتهم.
بداية صعبة

Video Player is loading.
وبالنسبة لمدرب المنتخب الإيطالي حينها فيتوريو بوزو، فإن التعامل بهدوء مع الاستقبال العدائي للفرنسيين، فور وصول فريقه إلى مدينة مارسيليا، كان أمرا لا مفر منه، دون نسيان ضرورة الاستعانة بتحفيزات وطنية عسكرية.
وشهدت المباراة الافتتاحية للأزوري في مارسيليا مواجهة للنرويج بوجود حوالي 10 الاف من المنفيين السياسيين الإيطاليين في المدرجات.
كان الأزوري تحت ضغط أقل لإثارة للإعجاب، واتنزع الفوز 2-1 في الوقت الإضافي، وهو ما اعتبرته الصحافة الإيطالية "نصرا ليس كافيا"، وكان على الفريق تقديم أداء أفضل أمام المنتخب الفرنسي المضيف في باريس.
الأسود الفاشي
مع ارتداء كلا الفريقين اللون الأزرق، تم سحب القرعة لتحديد من يجب أن يغير ألوانه، خسرت إيطاليا وبدلا من ارتداء لونها التقليدي (الأبيض)، ارتدى الفريق اللون الأسود بالكامل، في إشارة إلى عدم رضا موسوليني عن سوء الاستقبال في مارسيليا.
ثم جاءت الطامة الكبرى، عندما قام المنتخب الإيطالي بالتحية الفاشية، الأمر الذي ربما أرهب الجانب الفرنسي وضربه في مقتل من الناحية النفسية.
تم إسكات الجماهير العدائية بشكل واضح، من خلال فوز إيطالي مريح 3-1.
وقالت صحيفة "إل بوبولو دي إيطاليا" الفاشية حينها: "إنها إيطاليا.. القميص الأزرق مع درع فاشي على صدرها.. فازت بحق خوض النهائي في باريس".
كانت أهمية النصر للنظام الفاشي واضحة، ومضى المنتخب الإيطالي، ليحتفظ بلقبه على حساب المنتخب المجري القوي.
لكن يبقى الفوز على فرنسا، ذا أهمية أكبر تتعدى حدود الرياضة، وفيها شعر الطليان أن بإمكانهم تخطي كل الحواجز، لأنهم ببساطة، وضعوا الأجواء العدائية جانبا، وصعقوا الجمهور الفرنسي المطعم بالمنفصلين الإيطاليين على أرضهم.