يعد ياسر علي ديب أحد أشهر المعلقين في سوريا والوطن العربي، إذ تألق في التلفزيون المحلي، وأبدع في قنوات أوربت بين إيطاليا والسعودية، في تجربة امتدت 26 عاما، قبل أن يرحل عنها، منذ أيام.

وحل ياسر علي ديب ضيفا على كووورة في هذا الحوار، إذ أكد أنه مع التعليق الحماسي "لكن دون صراخ أو التنوع بالتعليق بين اللهجات المغاربية".

كما كشف أنه قد يعود للعمل لكن بشروط جديدة. إلى نص الحوار:

كيف تقيم مستوى التعليق في سوريا حاليا؟

أراه متوازنا، رغم وجود سلبيات لدى البعض، إلا أن هناك من يتألق تدريجيا. في كل دول العالم ليس شرطا أن يكون كل المعلقين من نجوم المهمنة، فالقمة لا تتسع للجميع، لذلك عندما أتابع الدوري السوري بصوت إياد ناصر الذي يمتلك الخبرة والحيادية والذوق علينا أن نفتخر بمثله، وعلينا ألا نجلد أنفسنا ونحبط المعلقين.

ماذا ينقص التعليق السوري؟

ينقصه دوري قوي، ولاعبين كبار، ووجود نقل لدوريات عالمية، حتى يبرز من خلالها المعلق قدراته، حيث تجد فيها الأخبار والتقارير والإحصائيات وهي من أهم أدوات المعلق حتى يبدع.

من هو خليفة عدنان بوظو في سوريا؟

لا خليفة له، هناك من أكمل مسيرته، ولعب دورا مهما في تطوير التعليق السوري والعربي، وكثير من المعلقين استفادوا منه مثل أيمن جادة ومصطفى الأغا وإياد ناصر. أسلوب بوظو كان فريدا بين المعلقين العرب، وكثير من المصطلحات التي يستخدمها نخبة المعلقين العرب حاليا هي بالأساس لعدنان بوظو.

أعتقد أنه في الفنون ليس للمبدعين خليفة، وهذا الأمر ينطبق على الراحل بوظو.

وما رأيك في التعليق العربي بشكل عام؟

للأسف يسير في منحدر شديد السقوط، صحيح لا يمكننا التعميم، في وجود عدد من الأصوات الجميلة واللكنات اللطيفة والخبرات المقبولة، لكنهم قليل أمام عصابة الصراخ والعويل وقاتلي اللغة العربية، الذين لا ألومهم بل أحمل المسؤولية للإدارات التي رضيت باستمرار هذا الإزعاج.

هناك عبارات أجنبية مفككة وغير مترابطة، ويصعب تحمل ذلك وهو أمر معيب، للأسف التعليق العربي بات مخجلا ومزعجا ومنتهي الصلاحية في الوقت الراهن.

هل ترى ضرورة أن يكون المعلق الرياضي من نجوم الملاعب السابقين؟

ليس مطلوب أبدا، فالتعليق اختصاص ومهنة وموهبة لها شروطها لكن إن اجتمعت في شخص واحد يكون تأثيره أكبر.

وما هي التوليفة السرية لنجاح أي معلق؟

أولا احترام الذات، وإتقان اللغة السليمة والصوت المقبول ومخارج الحروف الصحيحة، إضافة لمعلوماته الشاملة عن الرياضة التي يعلق عليها، وقوانين التحكيم، مع المعرفة بلغة النقد.

كما يجب على المعلق أن يكون سريع الاستيعاب لمجريات المباراة وتحولاتها.

هناك فرق بين المعلق الناجح والمعلق المشهور، وفي عالمنا العربي المضطرب في كل جوانب الحياة لا نستغرب انحدار الذوق العام.

هل تشجع التعليق الحماسي؟

التعليق الناجح يجمع بين الحماس والاتزان، ليواكب روح اللعبة التي يحتد وطيسها في بعض الفترات، وتميل للحذر والهدوء أحيانا.

العرب يميلون للتعليق الحماسي، ومما زاد من جيل المعلقين الصارخين الحالي أن الجمهور الأكبر الذي يتابع المباريات يكون في المقاهي، حيث لا أحد يسمع أحد، لذلك اكتشف معلقوا اليوم أنهم معلقوا مقاهي فاختلط الحابل بالنابل في كلماتهم ووصفهم وتعليقهم حتى وصلنا إلى الوضع المذري الحالي.

وما رأيك في التعليق باللهجة المغاربية ؟

أنا معها ومع المفردات الجميلة والمصطلحات والتعبيرات الرائعة، لكن بعيدا عن النشاذ والصراخ والعويل والتهويل. أنا ضد خلط خمس لغات في جملة واحدة.

ماذا عن مشوارك في التعليق، وهل تسعى للعودة؟

الفضل وراء شهرتي يرجع لاجتهادي ومن ثم للراحل عدنان بوظو، فقد تعلمت منه كيف أكون معلقاً لطيفاً، كما تعلمت منه كيف أكون معدا ومذيعا وكذلك عملت معه في الإعلام المكتوب.

بعد 18 عاما من العمل في سوريا توجهت للعمل مع قنوات أوربت، وعملت فيها 26 عاما متواصلة، وحين ابتعدت عن التعليق بسبب خسارة القناة لكثير من الحقوق الرياضية الكبرى، فقدت مكاني بين المعلقين العرب، لكنني سأكون منفتحا لقبول فرصة جديدة لكن بشروط، وإن لم تكن القناة محترمة وكذلك إدارتها، فالأفضل أن أحترم تاريخي، وأقتنع أن الزمن تغير، وحينها سأجلس بين الجمهور متحملا صراخ معلقي المقاهي!