واختفى نجم الحسنات من سماء الكرة الأردنية خلسة وبدون سابق انذار رغم كل ما حصده من شهرة ونجومية، وهو ما دفع كووورة لمحاورة اللاعب الذي خرج عن صمته الطويل وكشف كافة الأسرار التي غلفت مسيرته مع كرة القدم واضطرته لتركها وهو في قمة العطاء وذلك عبر حوار موسع تفاصيله في السطور الآتية:
لنتحدث أولا عن بداية مسيرتك مع كرة القدم الأردنية.
شجعني شقيقي ولاعب الوحدات سابقا راتب الحسنات للعب لفريق الفيصلي بعدما تحسس في داخلي الموهبة الفريدة ، وشكلت مؤازرته لي على امتداد الأيام الرغبة لدي لأصبح في يوم من الأيام أحد نجوم كرة القدم الأردنية.
بدايتي كانت مع الفيصلي ، ومن ثم انتقلت لفرق الجزيرة وشباب الأردن والبقعة مثلما لعبت لمنتخب الناشئين والشباب، والمنتخب الوطني الأول بعهد المرحوم الراحل محمود الجوهري مثلما مثلت المنتخب الأردني في بطولات الخماسي حيث كنت قائدا له في معظم الإستحقاقات.
دشنت مشوارا مليئا بالنجومية.. ما هي دوافع تركك المفاجىء لكرة القدم؟
تعرضت لإصابات متعددة على امتداد مسيرتي الكروية، لكن عدم الإهتمام باللاعب وتوفير كافة سبل العلاج أمامه دفعني "لتطليق" كرة القدم دون عودة فهي لم تجلب لي سوى "وجعا في الرأس".
برزت مع الفيصلي بصورة لافتة .. لكن مشوارك لم يدم طويلا ما هي الأسباب؟
بداية أوجه تقديري وتحيتي لجماهير النادي الفيصلي التي أحبت عثمان الحسنات واقتنعت مليا بموهبته، لكني في النادي الفيصلي تعرضت للظلم عندما اتهمت ببيعي لإحدى المباريات ضد نادي الوحدات وتحديدا في مباراة كأس الكؤوس ويومها فاز الوحدات "2-1"، وفي هذه المباراة كنت مصابا وطلبت عدم المشاركة في المباراة لكن تم ارغامي على المشاركة وطلبت تبديلي في الشوط الأول حيث لم استطع نتيجة الإصابة الوقوف على قدمي وتم رفض طلبي.
بعد المباراة اتهمت من أحد اداريي النادي الفيصلي بأنني لم أقدم المستوى المطلوب مني في مباراة الوحدات وقيل لي بالنص الحرفي بأنني بعت هذه المباراة لأنيي "وحداتي"، وهذا الإتهام كان قاسيا للغاية، ولهذا طلبت مغادرة الفيصلي على الفور ودون الإلتفاق لمناشدة البعض ببقائي حيث تدخل اداريون وجماهير وصحفيون لبقائي في الفيصلي لكنني رفضت ذلك.
وماذا حدث بعد ذلك؟
ذهبت ولعبت في الجزيرة وقدمت مستويات لافتة وعاد النادي الفيصلي ليطالب بعودتي ومع ذلك رفضت العودة ، وبعدها انتقلت لفريقي شباب الأردن والبقعة .
وما هي قصتك بالضبط مع الإصابات؟
في حقيقة الأمر أنا نادم لأنني مارست يوما كرة القدم، فالأجواء في ذلك الزمن كانت ملوثة للغاية، ولقد تعرضت للإصابة مع منتخب الخماسي في بطولة العرب عام "2009" وقدمت أداء لفت أنظار جميع المراقبين حتى أنني تلقيت عرضا من إحدى الفرق اللبنانية للعب لفرقها الخماسي مقابل أن أتقاضى "2500" دولار على المباراة الواحدة، لكنني أجبرتُ في بطولة العرب على خوض مباراة ليبيا ولبنان من خلال "إبر مخدرة" وتم وعدي من قبل اداريي المنتخب بأنه سيتم اخضاعي لعملية جراحية على حساب الإتحاد الأردني لحظة العودة للأردن، وعندما عدتُ فإن هذه الوعود تبخرت،فالإتحاد تهرّب من اجراء عمليتي بسبب التغييرات التي طرأت على هيكله الإداري ،لاعيش معاناة حقيقية في تأمين العملية الجراحية وبعد مضي عام كامل قام الإتحاد الأردني بإجراء العملية على نفقته الخاصة.
هل سبق لك أن تلقيت عروضا احترافية؟
تلقيت عرضا مغريا من النجمة اللبناني أيام تواجدي مع فريق الفيصلي وتم رفض العرض، مثلما تلقيت عرضا من فرق في لبنان وايران مع فرق الخماسي ولم يكتب لي ذلك بسبب الإصابة إلى جانب رفضي العرض الإيراني لمعرفتي بعدم التأقلم مع الأجواء هناك.
ما هي التجربة الأنجح في مسيرة عثمان الحسنات؟
مع الفيصلي كنت في طريقي لأقدم الكثير لجماهيره الوفية، فأنا أفتخر بأنني ورغم صغر سني بذلك الوقت بأني لعبت إلى جانب نجوم كبيرة "عتاولة" في الفريق أمثال جمال أبو عابد وجريس تادرس وفريدون شمس الدين ورامي أبو فنار وعلي الزعبي وصبحي سليمان وراتب العوضات ومهند محادين وعدنان عوض.
عثمان الحسنات أين هو الآن؟
أنا الآن أصبحت مدربا لفريق الديوان الملكي وحصلت معه قبل أيام على لقب بطولة رابطة اللاعبين الدوليين وأنا سعيد في هذه المهمة لما يوفر لي من سبل ومقومات النجاح حيث تسلمت هذه المهمة خلفا للمدرب القدير وليد فطافطة، كما أنني تشرفت بتدريب المنتخب النسوي بفريق شباب الأردن ولكنني لم استمر، مع الإشارة إلى أنني أسعى لتطوير قدراتي التدريبية فقد حصلت على شهادة التدريب الآسيوية للمستوى الثالث ونلت المركز الأول فيها مثلما التحقت بدورة تدريب "خماسي" للمستوى الأول.
ما هو رأيك بمستوى كرة القدم الأردنية بعهد الإحتراف؟
أعتقد بأن المستفيد الأول من الإحتراف هم اللاعبين وعلى حساب الأندية التي وجدت نفسها أمام متطلبات صعبة ، لكن ما يلفت الإنتباه بان كرة القدم الأردنية تعاني من عدم وجود لاعبين على سوية اللاعبين الكبار في ذلك الزمن الجميل، فلاعبو الأمس أفضل بكثير من لاعبي اليوم مع احترامي وتقديري للجميع.
سمعنا بأنك تتمتع بصوت جميل في تلاوة القرآن الكريم؟
الحمد لله فهذا بفضل الله تعالى الذي أشكره على هذه النعمة التي أفتخر بها.