كثر الحديث عن مصير نجم فريق الوحدات الأردني لكرة القدم أحمد عبد الحليم الذي بات حديث الشارع الكروي الأردني عامة، وجماهير الوحدات خاصة، ذلك أن ما قدمه اللاعب من سنوات خلت جعلته أحد أبرز نجوم كرة القدم الأردنية.
ومع تطور قضية عبد الحليم مع ناديه الوحدات بخصوص امكانية اعارته لأي فريق خلال فترة الإنتقالات الشتوية، كان هناك من يوافق على اعارته وهنالك من جماهير الوحدات من يرفض، وهو ما جعل إدارة نادي الوحدات ترجىء اتخاذ القرار حتى اللحظة.
عبد الحليم الذي اشتهر بأنه صاحب أقوى قدم في ملاعب كرة القدم الأردنية حيث يمتاز بتسديداته الصاروخية، تعرض لإصابة أليمة قبل أكثر من عام ليخضع بعدها لعملية للرباط الصليبي، ويغيب عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة، ورغم مضي وقت طويل على تشافيه من الإصابة لكنه لم ينجح في استعادة مستواه المعهود لأسباب عديدة.
كووورة تحين الفرصة المناسبة والتوقيت المناسب للإلتقاء بعبد الحليم الملقب ب"عندليب الوحدات" ليخرج عن صمته ويكشف لقراء كووورة الأعزاء كافة الأسرار التي لم تنشر في حوار موسع وحصري .. إليكم تفاصيل الحوار:
* بداية لنتحدث عن ماذا يدور برأس عبد الحليم، بعدما تناهى لمسامعنا بأنك تفكر بالرحيل عن الوحدات؟
بداية لا بد من التساؤل؟..هل الإصابة تعني تحطيم مستقبل اللاعب؟.. أنا تعرضت لإصابة أبعدتني عن الملاعب (8) شهور و(20) يوما، وأصابتي كانت وأنا أقوم بواجب وطني وتحديدا خلال مشاركتي في مباراة ودية مع المنتخب الأردني أمام منتخب كوريا وخلالها تعرضت لإصابة في الرباط الصليبي لإبتعد عن الملاعب لنحو عشرة شهور.
أشعر بقمة القهر، فما يحدث معي لم يحصل ربما مع لاعب آخر قط، فأنا قدمت كل ما بوسعي للمنتخب الوطني ولفريق الوحدات، ولكنني بدأت أتجرع مرارة الظلم، وبخاصة في لحظات بدأت أشعر فيها بأن هنالك من لا يريد لأحمد عبد الحليم إكمال مسيرته الكروية.
* هل تعافيت من الإصابة تماما، وبخاصة أن المدربين الذين أشرفوا على تدريبات الوحدات في الأونة الأخيرة لم يدفعوا بك كلاعب أساسي؟
بدأت أتعافىمن الإصابة عندما كان السوري محمد قويض مديرا فنيا لفريق الوحدات، وخضعت لكافة البرامج التأهيلية، وعندما بدأت عودتي للملاعب بصورة تدريجية كان محمد قويض يرحل عن النادي.
* وماذا حدث بعد ذلك؟
قامت إدارة نادي الوحدات وتعاقدت مع الصربي برانكو، ومنذ ذلك الوقت بدأت بداية النهاية لحياة أحمد عبد الحليم الكروية، فبرانكو دمرني نفسيا ومعنويا وفنيا.
فبعد أن لعبت مباراة واحدة قبل رحيل قويض وخضت شوطا واحدا بعهد هشام عبد المنعم أمام الفيصلي بكأس الأردن، كان برانكو يدفع بي نحو دكة الإحتياط رغم أنني كنت في حالة البدء باستعادة عطائي وقدراتي، وكان من أكثر المواقف الصعبة التي عشتها مع برانكو عندما طلب مني التدرب مع اللاعبين الناشئين، ورغم محاولاتي بالحديث مع إداريي الفريق ليتدخلوا في الأمر ويقنعوا برانكو ليسمح لي بالتدريب مع لاعبي الفريق الأول، إلا أنه كان يرفض الأمر.
في مباراة الوحدات وكاظمة الكويتي بكأس الإتحاد الآسيوي، كان برانكو يضطر للدفع بأحمد عبد الحليم، وفعلا نزلت لأرض الملعب وسجلت هدف الفوز للوحدات، وهنا كان يفترض على برانكو أن يعزز عودتي من خلال الزج بي في لقاءات الفريق لكنه أصر أن أكون حبيسا لمقاعد الإحتياط، والغريب أن برانكو صرح يومها لوسائل الإعلام بالحرف الواحد: "لولا عبد الحليم لكنت خارج حسابات نادي الوحدات" ويقصد الهدف الذي سجلته بمرمى كاظمة.
* رحل الصربي برانكو، وجاء المصري محمد عمر، فماذا حدث؟
عندما تعاقدت إدارة نادي الوحدات مع الكابتن محمد عمر، صليت ركعتي شكر لأنني أعي بأن محمد عمر يدرك مسبقا قدراتي، فهو أول من دفع بي مع الفريق الأول، ولهذا كانت سعادتي كبيرة بعودة الكابتن محمد عمر للوحدات.
وسأصرح في هذه المقابلة بتفاصيل حصرية لموقع كووورة، فبعد التعاقد مع عمر، ذهبت وجلست معه بالفندق الذي يقيم به بحضور مساعده محمد نور، وقلت له بالحرف الواحد بأن برانكو دمرني، ولم يمنحني الفرصة لإستعيد جاهزيتي كما يرام، ليجيبني محمد عمر:" أنا أعرف قدراتك جيدا"، عندها شعرت بالإرتياح لأنني أرغب في استعادة عطائي واسعاد الجماهير.
محمد عمر وللأمانة دفع بي في أول مباراة للفريق بقيادته أمام الصريح وكنت يومها بشهادة الكثيرين الأفضل في الملعب مع تقديري ومحبتي لكافة ملائي اللاعبين.
و في اليوم الثاني لمباراة الصريح توجهنا للكويت لمواجهة فريق الكويت الكويتي بكأس الإتحاد الآسيوي، ودفع بي الكابتن محمد عمر منذ البداية، وبعد نهاية المباراة خاطبني محمد عمر وبالحرف الواحد :" كنت هايل يا أحمد".
بعد العودة لعمان تعرضت لإصابة جديدة هي عبارة عن شد في عضلة البطة، واحتجت لنحو عشرة أيام للعودة، وبعد مضي الأيام العشرة، كان الكابتن محمد عمر يضعني على مقاعد الإحتياط، وحينها رضيت بالأمر ولم اعترض وبخاصة أنني عدت للتو من الإصابة، وفي المباراة الثانية أشركني في آخر ربع ساعة وقال لي بأنني سأعود للملاعب تدريجيا.
بعد ذلك عدت حبيسا لمقاعد الإحتياط، وعندما استفسرت من عمر حقيقة الأمر قال لي بأن الذي يشغل مكانك هو لاعب بالمنتخب، فأجبته:" وأنا كنت لاعبا بالمنتخب أيضا قبل الإصابة".
* لكن الأمور بعد ذلك تطورت بينك وبين عمر وطلبت بالرحيل عن الوحدات؟
عندما تأكدت بأنني سأكون خارج حسابات محمد عمر ما دام مكاني في الملعب أصبح ملكا لأحد لاعبي المنتخب، ذهبت إليه وصارحته، وقلت للكابتن محمد عمر إن كنت لا ترغب بي فأنا سأطلب الرحيل، وبخاصة أن نفسيتي تعبت جدا في وقت كنت متلهف فيه لإعادة اسم أحمد عبد الحليم للملاعب.
بعد ذلك، عرفت من خلال بعض المقربين من الوحدات بأن الكابتن محمد عمر قدم تقريره الفني لمجلس الإدارة حيث وضعني على قائمة الإعارة.
ولا يفوتني هنا القول بأنني في يوم من الأيام قلت للكابتن محمد عمر امنحني فرصة المشاركة في ثلاث مباريات متتالية، والمباراة الرابعة إن لم أكن فيها نجما فسأعتزل كرة القدم، لكن ذلك لم يحدث أيضا.
تلك حكايتي مع المدربين، فكان يفترض أن أعود سريعا للملاعب ، لكن تعدد المدربين، وعدم منحي فرصة المشاركة بانتظام بهدف العودة أدى لكل تلك الأمور.
* وما هو موقفك من موضوع الإعارة؟
أرفض الإعارة، وأعتقد بأن مصطلح الإعارة لا يليق بحجم لاعب أعطى كل ما بوسعه لنادي الوحدات، كان يفترض أن يحترموا تاريخي الكروي مع النادي الذي تربيت به.
* وهل أنت عاتب على إدارة النادي؟
عاتب بشدة، فليس من المعقول أو المقبول أن يتعرض لاعب خدم النادي لهذا الظلم إزاء مزاجية المدربين، فكثيرون من لاعبي الوحدات أصيبوا ولكنهم كانوا يأخذون حقهم ويتم تجهيزهم وكانت تتوفر لهم كافة المقومات لضمان عودتهم وبالصورة المطلوبة وتحديدا من خلال الزج بهم بانتظام بكافة اللقاءات، لكن عند أحمد عبد الحليم تغييرت المعطيات، لماذا؟.
أجد نفسي مضطرا لأقول ولأول مرة بأن إدارة نادي الوحدات تعلم جيدا حجم العروض الإحترافية التي انهالت على أحمد عبد الحليم بالسنوات الماضية من نادي الإتفاق السعودي ومن كندا والريان القطري، ومع ذلك لم أجادل أحدا في الموضوع، ولم أطلب الإحتراف وتركت لهم حية القرار، لأن هدفي ليس مادي، بل هدفي هو خدمة نادي الوحدات.
ويجب القول بأنه كان بإمكاني أن أبقى حبيسا لمقاعد الإحتياط وأتقاضى راتبي دون عناء، لكن صدقوني لست ماديا فكل همي هو عودتي للملاعب من خلال منحي الفرصة المناسبة.
* في حال أصر عمر على اعارتك، ماذا ستفعل؟
سأجلس في البيت، وبعد انقضاء مدة عقدي الذي ينتهي في ابريل القادم، سأبحث عن ناد يليق باسمي، أما فكرة الإعارة فهي مرفوضة جملة وتفصيلا.
* هل تأنيت قبل اتخاذ قرار الرحيل؟
أنا "محروق" بداخلي لأنني أريد أن ألعب مع الوحدات، ولكن عندما تجد بأن كافة الأبواب مغلقة، فأنني أخشى على مستقبلي الكروي، وأخشى مع مضي الوقت افتقاد حساسية الكرة، ولهذا لا بد من اتخاذ قرار مهما كلف الثمن.
* وبماذا تفكر الآن؟
سأجتمع اليوم مع إدارة الوحدات، وعقب الإجتماع سيكون القرار النهائي.
* هنالك من جماهير الوحدات من يطالب ببقائك مع الفريق، ما تعليقك على الأمر؟
أشكر تلك الجماهير الغالية التي تتذكر أحمد عبد الحليم وتقف معه بالسراء الضراء، ولكنني عاتب على بعض منها، فمثلا في مباراة شباب الأردن الأخيرة بالدوري كنت استعد لعملية الإحماء وإذا ببعض الجماهير تطالب بالزج بأحد الوجوه الشابة بدلا مني، رغم أن عمري لم يتجازز ال (25) عاما وما زلت قادر على العطاء، وهو الأمر الذي حز في نفسيتي كثيرا.
* عودة على بدء، بعدما تعرضت للإصابة وأنت بصفوف المنتخب، هل قام المنتخب بمتابعة اصابتك؟
تلقيت مكالمة هاتفية واحدة من المدير الفني عدنان حمد، وهنا استغرب طريقة التعامل مع لاعبي المنتخب، فلماذا عندما أصيب أنس بني ياسين وبهاء عبد الرحمن وحسن عبد الفتاح ومع تقديري لهم وجدوا الرعاية والإهتمام من المنتخب الوطني وقاموا بتجهيزهم، أما أنا فلم أجد سوى التجاهل رغم أنني أصبت في مباراة المنتخب الودية أمام كوريا، ألا يدعوك ذلك للقهر والشعور بحجم الظلم؟.
* هل تشعر بأنك تشافيت من الإصابة تماما؟
أنا لا أعاني ولله الحمد من أي شي، فقد تعالجت من اصابتي تماما، ولكن احتاج للفرصة، أحتاج لصبر قليل من المدربين، احتاج للمشاركة في ثلاث مباريات متتالية للعودة للملاعب، أما أن ألعب مباراة، ومن ثم أجلس على مقاعد الإحتياط، ومن ثم أعود، فذلك لن يساعدني على العودة سريعا.
*يتردد بأنك تلقيت عرضا من النادي الفيصلي، ما حقيقة ذلك؟
أقولها بصراحة ، تلقيت عروض من عدة أندية، وسأدرسها بجدية حال فسخت عقدي مع الوحدات، وأنا لن اختار العرض المغري ماليا بقدر ما سأختار ناد يليق بحجم ما قدمته في السنوات الماضية، وعندما أفسخ عقدي مع الوحدات ستتضح صورة وجهتي المقبلة.