ينطلق العرس الآسيوي الكبير اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، والأمل يحدو العرب، بتتويج بطل منهم، بعد غياب اللقب عن العرب منذ ما يزيد عن 10 سنوات، حيث كان أسود الرافدين آخر من يرفع الكأس الغالية، وحينها كسروا السيطرة اليابانية بالفوز بلقبين متتاليين في نسختي 2000 و2004.

برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقا، كان العرب أكثر استفادة بتأهل تاريخي لـ 10 منتخبات يضاف لها الإمارات باعتباره مستضيفا، ليكتمل عقد العرب في البطولة بـ 11 منتخبا، يمثلون ما يقارب نصف العدد الإجمالي للمشاركين.

ورغم هذا العدد الكبير من المنتخبات العربية، إلا أن الإيمان بفوز أحدها باللقب يبدو محل شك، كون معظم الترشيحات تصب في مصلحة اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا، حتى من بعض قادة الكرة في الدول العربية التي يفترض بها أن تنافس على اللقب بقوة.

موازين التوقعات دوما قابلة للكسر، وما حدث في مونديال روسيا خير دليل على ذلك بوصول كرواتيا إلى النهائي، واستمرار روسيا البلد المضيف نحو ربع النهائي، رغم افتقادها للنجوم المحترفين، والثقل الفني المطلوب للمنافسة، لكن الأرض تكلمت، واللاعبين استجابوا.

نتمنى أن تتكلم الأرض بالعربي، ويكون الجمهور الكبير الذي يمثل الجاليات العربية في الإمارات، إلى جانب قرب المسافة وتسهيلات الدخول للمشجعين من مختلف الدول العربية، حافزا نحو إثبات المنتخبات العربية حضوارا يعادل غلبتها في العدد، وأن نشاهد نهائيا عربيا خالصا، يضمن لنا لقبا جديدا بعد أن غاب لدورتين متتاليتين.

المنتخب الإماراتي رغم كل ما يقال عن نتائجه وعدم تثبيت المدرب الإيطالي زاكيروني لتشكيلته ومشكلة الإصابات، إلا أنه قادر بنجومه الحاليين، وجماهيره الكبيرة على تخطي هذه المحنة والذهاب بعيدا في البطولة، ومثله المنتخب السعودي الذي سيكون خلفه عدد كبير من الجماهير لمساندته في تحقيق لقبه الغائب منذ 23 عاما.

دور المجموعات وضع العرب على طريق ممهدة للوصول إلى الأدوار الإقصائية، فالإمارات والبحرين قادران على التأهل يدا بيد، والمجموعة الثانية سيكون واحد على الأقل من منتخبات سوريا والأردن وفلسطين في الدور الثاني، وفرصة العراق قائمة في المجموعة الثالثة التي تلعب فيها أيضا اليمن، والسعودية وقطر أيضا قادران على المرور، وقد يحظى منتخب عمان أيضا بفرصة الوصول رغم صعوبة مجموعته وعلى الأقل ببطاقة أفضل ثالث.

بالمحصلة سيكون مقياس المنافسة الحقيقي للعرب في الأدوار الإقصائية، التي تلعب بشكل مختلف تماما عن المجموعات، فالخبرة الكبيرة، والتخطيط العالي، والهدوء في التعامل مع الأحداث، والدعم الجماهيري الكبيرة، كلها تحكم قدرات اللاعبين على تجاوز المنافسين والاستمرار نحو خط النهاية.

كل أمنيات التوفيق للمنتخبات العربية، فأمامها فرصة ثمينة لاقتناص اللقب على الأرض العربية، وخطف الكأس الجديدة التي لم يسبق لأي أياد أن مستها لحظة التتويج.